الوطن العربي: اليوم أول أيام الأنظمة الجوية الجديدة في فصل الشتاء الحالي (تفاصيل)
طقس العرب - يبدو أن الشتاء إبتسم أخيراً لدول المغرب العربي و تحديداً الجزائر، التي عانت هي الأخرى هذا العام من ضعف في آداء الموسم المطري، حيثُ تُبيّن آخر البيانات المُحللة و المُستلمة في مركز طقس العرب إلى استمرار تأثر الأجزاء الشمالية منها بكتلة هوائية قطبية المنشأ مُرافقة لمنخفض جوي، بحيث يسود طقس شديد البرودة و ماطراً في المناطق الشرقية، و قد اكتست العديد من مُدن شمال الجزائر الليلة الماضية الحلّة البيضاء بعد أن تساقطت الثلوج على ارتفاعات متوسطة، و امتلأت مواقع التواصل الإجتماعي في الجزائر بصور و مشاهد لتساقط الثلوج من عِدّة مناطق للبلاد نعرض لكم بعضاً منها أدناه.
على الجانب الآخر، تُوضح صور فضائية مُباشرة تم استلامها و مُعالجتها في مركز طقس العرب إلى استقرار الطقس في أغلب أجزاء المشرق العربي، حيثُ تعاظم المُرتفع الجوي السيبيري و اتخذ شمال الجزيرة العربية مركزاً له و ضيق الخناق على امتداد منخفض البحر الأحمر الحراري، لذلك انحسرت فرص الأمطار في كافة المناطق، و خلت أغلب أجواء الجزيرة العربية من الغطاع السحابي، و ذلك بعد سلسلة من الحالات الماطرة التي أثرت على المملكة السعودية و دول خليجية أخرى خلال الأسابيع الماضية و جلبت بدورها كميات وفيرة من الأمطار للعديد من تلك المناطق.
و يرى المُختصون في مركز طقس العرب بأنه بالرغم من هذا التغيير و إن كان غير ايجابي على بلاد الشام إلا أنه هناك بارقة أمل منه في عودة المنخفضات الشتوية إلى مناطق بلاد الشام لاحقاً، إذ أن الانكسار الكبير للرياح النفاثة و هبوط الكتل الهوائية الباردة نحو المغرب العربي لا يُعتبر إلا إشارة إلى أن الأنظمة الجوية مع نهايات شهر يناير/كانون ثاني سيُعاد توزيعها في جزء كبير من نصف الكرة الشمالي الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى عودة سلوك الأنماط الجوية إلى السلوك الشتوي المُعتاد و بالتالي نظرياً ازدياد فرص عودة المُنخفضات الجوية الشتوية إلى مناطق العروض الوسطى مثل بلاد الشام.
و تُشير النمذجة الحاسوبية تلك الخاصة بتوقعات متوسطة و بعيدة المدى بأنه يُتوقع أن يندفع المُرتفع الجوي المُتواجد فوق المحيط الأطلسي شرقاً ليتمركز في وقت لاحق من نهاية الشهر غرب القارة الأوروبية و إزاحة محور ما يُسمى بموجات روسبي شرق أوروبا، و تُعتبر هذه الجهة المُمتدة من غرب روسيا شمالاً و حتى تركيا جنوباً المُغذّي الرئيسي بعد مشيئة الله لتشكّل المنخفضات الجوية الشتوية في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط إلا أن ذلك يتطلب تحقق العديد من الشروط الأخرى و التي سيتم مُتابعة مُتسجداتها في حينها بمشيئة الله.
نسأل الله أن يسقينا الغيث و ألا يجعلنا من القانطين