اليوم العالمي للأرصاد تحت شعار "الطقس والمناخ": التدبير والتدبر"
طقس العرب- جمال الموسى- تحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)ومرافق الارصاد الجوية في 23 آذار من كل عام باليوم العالمي للارصاد الجوية تخليداً لذكرى إنشاء المنظمة بتاريخ 23 آذار من عام 1950.
وفي كل عام تختار المنظمة عنوانا ً معينا ً لهذا اليوم تسلط عليه الضوء أثناء الإحتفال ، واختارت عنوان اليوم العالمي للارصاد الجوية لعام 2018 هو "الطقس والمناخ : التدبير والتدبر" والحكمة في التعامل مع الماء
Weather – Ready
Climate – Smart
Water – Wise
فهذا العنوان " الطقس والمناخ": التدبير والتدبر" إذا أضفنا له شعار" الحكمة في التعامل مع الماء"، تكون دائرة العناصر الأساسية قد اكتملت وهي تشكل وقود التنمية المستدامة؛ فالطقس والمناخ والماء عناصر حيوية ومهمة لرفاهية وصحة المجتمعات وأمنها الغذائي، ولكنها أحياناً تكون مدمرة.
فالظواهر الجوية شديدة التأثير مثل الأعاصير والأمطار الغزيرة وموجات الحر والجفاف والعواصف ودرجات الحرارة المنخفضة إلى درجة التجمد قد تسبب قتل الأرواح وتدمير سبل العيش.
والتغير المناخي في الفترة الأخيرة يؤدي اليوم الى زيادة شدة ووتيرة بعض الظواهر الجوية المتطرفة، وهذا يتطلب منا الجاهزية والاستعداد لتقلبات الطقس وظواهره المختلفة ويكون هذا من خلال:
- تقوية البنى التحتية معتمدين على الطرق العلمية المبنية على الدراسة والأبحاث، ومن ثم التخطيط بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة.
- إنشاء أنظمة ومشاريع الإنذار المبكر لمختلف الظواهر الجوية التي تؤثر على نشاط الإنسان اليومي وحياته الاعتيادية.
والخطوة الأولى في بناء القدرة على مواجهة الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة هي إنشاء شبكة رصد قوية وموسعة في البر والبحر والجو وكذلك في الفضاء الخارجي لتقديم بيانات ومعلومات لدعم التنبؤ والإنذارات المبكرة بالظواهر الجوية والمناخية المتطرفة.
فالإنذار المبكر الواضح والمفهوم يشكل عنصرًا رئيسيًا في الحد والتقليل من الخسائر البشرية والاقتصادية والمادية التي تسببها الظواهر الجوية والكوارث، فيساعد جميع المعنيين وكذلك الأجهزة الوطنية التي تقدم الخدمات والعون ليكونوا في حالة استعداد وجاهزية.
- ضمان معرفة الناس لأبعاد الأخطار التي تهددهم، وتقوية وتعزيز قدرات المؤسسات التي تعالج مخاطرالكوارث، وتطوير قدرة المجتمع على مواجهة الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة على أساس التقدم العلمي والتكنولوجي في التنبؤ.
ويُعزى التقليل في الخسائر بالأرواح والممتلكات الناجمة عن الظواهر الجوية القاسية في السنوات الثلاثين الماضية إلى حد كبير للزيادة الكبيرة في دقة التنبؤات والإنذارات الجوية، وإلى تحسن التنسيق مع سلطات إدارة الكوارث.
وهذا يستدعي تأهيل وتدريب المختصين والمهنين في مجال الأرصاد الجوية، وتطوير قنوات ووسائل الاتصال لتصبح أكثر فاعلية لتبادل المعلومات المناخية بين الهيئات والمؤسسات المختصة وصانعي القرارات في مختلف القطاعات الاقتصادية والزراعية والصحية والاجتماعية والمياه.
وبما أن تغير المناخ على المدى الطويل نتيجة لانبعاث غازات الاحتباس الحراري يحكم على كوكبنا بمستقبل أكثر حرارة مصحوب بمزيد من الطقس المتطرف والظواهر الجوية الكارثية، لذلك أصبحت البيانات والمعلومات المناخية ضرورية لرصد نجاح الجهود الرامية للحد من انبعاث الغازات الدفيئة بالإضافة للانتقال إلى بيئة نظيفة من خلال تشجيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
نأمل أن تتعامل جميع الشعوب في نهاية المطاف مع " الطقس بالتدبير" ومع " المناخ بالتدبر" ومع الماء بالحكمة . وهذا ضروري لدعم برنامج العمل الدولي بشأن التنمية المستدامة والحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع تغير المناخ.