انتصفت سنة 2019 .. ماذا يحدث في طقس العالم ؟؟
طقس العرب - انقضى النصف الأول من العام 2019 حيث ترافق مع العديد من الأحداث الجوية في مختلف القارات حول العالم تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة في أجزاء واسعة وبشكل قياسي ، وتتقلب الفصول الدورية في مختلف الدول بما فيها المنطقة العربية حيث يسود فصل الصيف حاليا مع استقرار الأجواء بينما تنشط الظروف الجوية في مناطق أخرى ترافقها هطولات رعدية وتغيرات أخرى اعتبرت على أنها خارجة عن النمط المألوف الى ما يسمى بالتغير المناخي او الاحتباس الحراري.
ويُفيد فريق التبؤات الجوية في طقس العرب والمختص بمراقبة التغيرات المناخية والأحوال الجوية في المنطقة والعالم بأن ما يحصل حالياً في أجزاء واسعة من العالم يتبع لما يُسمى بالدورة المناخية ، حيث توضح السجلات التاريخية القديمة والموثقة في الوكالات العالمية بما فيها وكالة نوا الا أن مناخ الكرة الأرضية عبر مئات السنين يتأثر بعدة دورات طبيعية تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الاشعاع الشمسي في مناطق دون الأخرى. حيث شهد العقد الأخير تزايداً في درجات الحرارة فوق مناطق هامة في القطب الشمالي ونواحي غرينلاند وهي مناطق تصنف على أنها المصدر الرئيسي للطقس حول العالم فمنها تتدفق الرياح الباردة والتي تتشكل على اثرها المنخفضات الجوية في العالم لا سيما النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
ونتج عن ارتفاع حرارة هذه المناطق تزايد ذوبان الثلج والجليد الأمر الذي أدى الى ارتفاع منسوب المياه في العديد من المحيطات والبحار حول العالم وهو ما يشكل أيضا مُعضلة وتهديداً أخر للعلماء والعالم بعد ارتفاع درجات الحرارة. هذه التغيرات الجوية ينتج عنها تغير الطقس السائد في مناطق دون الأخرى فمثلاً تزداد الحالات الجوية وتقل في غيرها ناهيك عن أحداث طقسية خرجت عن المألوف كما حصل في أجزاء من أمريكا خلال الأشهر الأولى من سنة 2019 حيث اندفعت كتلة باردة قطبية نحو أجزاء من أمريكا نتج عنها درجات حرارة متطرفة تحت الصفر المئوي ولعدة أيام وتوقفت العديد من النشاطات اليومية في تلك المناطق وشلت الحركة البشرية تماماً لعدة أيام لما نتج عنها من مخاطر عديدة.
الطقس في أستراليا
بدأ فصل الشتاء في استراليا حيث يعتبر فصل يونيو هو الشهر الفعلي لفصل الشتاء ويستمر حتى أغسطس وتسود خلال درجات حرارة منخفضة عشرينية وتهطل الامطار في مختلف المناطق كما تؤثر عليها الحالات الأستوائية والأعاصير . ليبدأ فصل الربيع في شهر سبتمبر حتى نوفمبر على غير العادة لما هو معروف في منطقتنا. وتأثرت القارة في الفترة الأخيرة بتغيرات نتج عنها ارتفاع الحرارة الى مستويات قياسية اقترب حينها من الخمسين مئوية ونشبت الحرائق لا سيما في سيدني بشكل تاريخي. وتشكل الكثير من الأعاصير على استراليا وجلبت هطولات مطرية كبيرة نتج عنها غرق الكثير من المدن واعلان حالة الطوارئ في البلاد. وحتى الأن تشهد استراليا انخفاضاً في معدلات الأمطار السنوية في مختلف المناطق لكن تسجل أداءاً أفضل في شمال شرق البلاد ، كما تشهد أجزاء واسعة من البلاد ارتفاعاً في درجات الحرارة بشكل أعلى من المعدلات الاعتيادية.
الطقس في شرق أسيا والهند
تؤثر على الدول الواقعة في هذا الجزء حاليا الرياح الموسمية الرطبة أو ما يعرف بالمونسون والتي تجلب هطولات مطرية كبيرة تعمل على تشكل السيول في أجزاء واسعة كما تؤثر الحالات المدارية والأعاصير على تلك الدول لا سيما في المناطق الواقعة نواحي شمال وشرق المحيط الهندي بالتوازي مع غرب المحيط الهادئ ونواحي جنوب الصين واليابان حيث تعمل على تشكل الكوارث المادية والبشرة حين تطورها وبشكل دوري في كل سنة تقريباً، وتعتبر هذه الأمطار الموسمية اعتيادية تتكرر في كل عام رغم الاستعدادات والتجهيزات التي تخطط لها هذه الدول الا أن قدرة الطبيعة تفوق تلك القدرات والامكانيات. وتستمر هذه الامطار حتى نهايات العام تقريباً. وفي بعض الحالات تتشكل حالات مدارية والأعاصير والتي تتابع مسيرها نحو غرب المحيط الهندي نواحي بحر العرب لتؤثر على دول سلطنة عمان واليمن والبرع الحالي كما حصل في السنوات الماضية. وخلال هذا الموسم ما زالت الهطلوات الموسمية والحالات المدارية نواحي الهند وشمال ووسط المحيط الهندي أقل من المعدلات الاعتيادية. بينما تعتبر الهطولات المطرية اعتيادية نواحي الصين واليابان والدول المحاذية لها.
الطقس في أفريقيا
يؤثر ما يعرف بالفاصل المداري ITCZ على جنوب القارة الأفريقية في هذه الأشهر وبالتحديد من شهر مايو حتى اكتوبر ، حيث يعني تقدم لرياح رطبة من أجزاء مختلفة حول العالم الى هذه المنطقة وتهطل الأمطار الرعدية في جنوب القارة حتى أجزاء من وسطها أحياناً خاصة في شهري يوليو وأغسطس، وتعتبر هذه الأشهر هي بمثابة الأنقاذ للحياه البشرية والحيوانية نظراً لما تعانيه تلك الدول من الفقر وقلة الموارد البشرية وغيرها وتتجع العديد من الحيوانات في تلك المناطق وتنتضر بفارغ الصبر هذه الأمطار الموسمية حتى نهايات العام تقريباً. وترتفع درجات الحرارة بشكل كبير في وسط وشمال القارة الأفريقية وتصل الى دول المغرب العربي كذلك مع بعض الهطولات الصيفية لا سيما في الجزائر والمغرب نتيجة لتقابل الكتل الهوائية الحارة من جنوبها مع الكتل الباردة من القارة الأوروبية. وتعتبر القارة الأفريقية المصدر الرئيسي لواه تشكل الاعاصير نحو القارة الامريكية حيث تساعد نواة الغبار الموسمي الناتج عنها والموجات الشرقية الى انخفاض الضغط نواحي غرب القارة الأفريقية وتزايد نسب الرطوبة في جنوب المحيط الاطلسي. وحتى الأن يعتبر الموسم اعتيادياً في القارة السمراء.
الطقس في امريكا
تقع ضمن أهم محيطين حول العالم وهما المحيط الأطلسي شرقاً والهادئ غرباً لذلك تزداد نسب الرطوبة بشكل واسع ، ويؤثر طقس مداري استوائي على أمريكا الجنوبية كما تهطل الأمطار في هذه الشهور ( يونيو - اكتوبر) بشكل موسمي كما تؤثر أحياناً بعض أعاصير الهاريكون وتهطل أمطار رعدية فيضانية في تلك الدول أحياناً تسبب الكثير من الخسائر وتسيطر درجات حرارة مرتفعة بينما تعتدل في المناطق الجبلية وتعبر العديد من التيارات البحرية المهمة في المناخ العالمي حيث بندفع تيار بارد من القطب الجنوبي بمحاذاة أمريكا الجنوبية في حين يعاكسه تيار دافئ يتجه نحو سواحل البرازيل ونواحي شرق الهادئ. ويختلف مناخ أمريكا الشمالية نظراً لقربه من القطب الشمالي حيث يؤثر فصل الصيف حاليا يرافقه هطولات رعدية في أجزاء مختلفة خاصة في الجزء الأوسط والشرقي بينما تنخفض الحرارة بشكل أكبر نواحي كندا والجزء الشمالي وتؤثر كتل هوائية باردة جدا في فصل الشتاء بالتزامن مع موسم الشتاء في المنطقة العربية. وتشتهر الاعاصير في أشهر يونيو حتى أكتوبر في الجزء الشرقي لأمريكا الشمالية ونواحي خليج المكسيك حيث تعد المنطقة الأكثر نشاطا في الاعاصير حول العالم كما تتشكل بعض الحالات ايضا في الجزء الغربي منها لكنها تندر التأثير على اي من تلك المناطق لحركتها غرباً باتجاه المحيط الهادئ. وحالياً سواحل خليج المكسيك وجنوب أمريكا بعاصفة مدارية تدعى باري تشكلت على أثرها الفيضانات في بعض الولايات المحيطة.
الطقس في أوروبا
تتشابه الفصول الدورية مع المنطقة العربية نظرا لقربها وتختلف في الأمطار الصيفية التس تسود القارة وتستمر طوال فصل الصيف وتتشكل السيول في العديد من الدول في هذه الأوقات من شهر يونيو حتى أكتوبر لا سيما في وسطها وجنوبها نتيجة لتقابل الكتل الحارة من الجنوبية والقارة الأفريقية والكتل الباردة من شمالها كما وتؤثر في كل سنتين تقريبا موجات حر قياسية كما حصل في يونيو 2019 حيث سجلت أجزاء مهمة من القارة الأوروبية درجات حرارة تعتبر نادرة في سجلاتها المناخية. وخلال فصل الشتاء تندفع الكتل القطبية نحو القارة العجوز وتهطل الثلوج في مختلف الدول مع درجات حرارو منخفضة نظرا لقربها من القطب الشمالي. وخلال الفترة الماضية تأثرة القارة بموجة حر صنفت على أنها قياسية حيث ارتفعت الى مستويات أربعينية في فرنسا واسبانيا وأجزاء من جنوب القارة. وبشكل عام تسجل القارة درجات حرارة أعلى من المعدلات الاعتيادية.
الطقس في الوطن العربي
تتشابه الظروف الجوية في الوطن العربي حيث يسيطر فصل الصيف حاليا (يونيو - أغسطس) في مختلف الدول وترتفع درجات الحرارة بشكل كبير تتصدرها دول الجزيرة العربية لا سيما المطلة على الخليج العربي ، كما تتأثر الأجزاء الجنوبية من الجزيرة العربية بامطار موسمية بما فيها سلطنة عمان واليمن وجنوب السعودية تتشكل على اثرها السيول وتستمر حتى نهاية العام تقريباً. بينما تهطل الأمطار بشكل أكبر في دول المغرب العربي وتتأثر بكتل هوائية حارة من الجنوب من وسط القارة الأفريقية بينما تندفع كتل أقل حرارة عبر جنوب وغرب القارة الأوروبية في هذه الأشهر الأمر الذي يعني تشكل سحب رعدية وأمطار صيفية في مختلف المناطق . وحتى الأن تعتبر الهطولات المطرية الموسمية دون مستوياتها الاعتيادية السنوية خاصة في الجزيرة العربية. ورغم بداية الجزء الأول من موسم الحالات المدارية في بحر العرب الا أنها تشهد خمولاً في الحالات المدارية مع العلم ان الموسم مستمر خلال الشهرين المقبلين وربما تتطور احداها لتؤثر على سلطنة عمان او اليمن بمشيئة الله.
تغيرات جوية تحدث حالياً
تشهد مياه البحر الأطلسي لا سيما الاجزاء الشمالية منها تزايداً في حرارتها حيث تتركز المياه الباردة حالياً في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط ونواحي شمال شرق سواحل أمريكا ، وسجل ما يُعرف بتذبذب شمال الأطلسي قيماً سالبة لما يزيد عن 80 يوماً ولأول مرة ضمن السجلات المناخية ، بينما تشهد مياه الجزء الشرقي من المحيط الهادئ تبريداً مما يعني انخفاض احتمالية تطورة ظاهرة النينو مع بقاءها في تصنيف نينو ضعيفة . وربما يعد ارتفاع حرارة مياه البحر المتوسط الحدث الأبرز اذ تشهد مياه البحر المتوسط ارتفاعاً في حرارتها بشكل أعلى من معدلاتها الاعتيادية نتيجة لتوالي تأثير موجات الحر في أجزاء من جنوب اوروبا ونواحي شمال أفريقيا .
الأسكا .. غرينلاند .. والقطب الشمالي في مرمى ارتفاع درجات الحرارة
شهدت الأونة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في حرارة تلك المناطق ، هذ الأمر انعكس على انخفاض نسب الجليد والثلج فيها الى مستويات تعتبر ضمن الأدنى في السجلات العالمية ، وتشكلت عدة مرتفعات جوية في تلك المناطق نتج عنها تسجيل حرارات قياسية سجل أخرها في مناطق مهمة في الأسكا ، وتشكل هذه المناطق دوراً مهماً في سلوك الطقس في نصف الكرة الشمالي على الأقل حيث تعد مصدر الهواء البارد والذي يؤدي بدوره الى تشكل المنخفضات الجوية حول العالم . كما تؤدي ارتفاع درجات الحرارة الى ارتفاع مستويات المياه في البحار والمحيطات حول العالم .