انهيارات وفيضانات في كارثة تاريخية شمال الهند
طقس العرب – تعرضت شمال الهند يوم أمس الأحد إلى كارثة فُقد على إثرها ما لا يقل عن 180 شخص وتوفي 19 شخص، وذلك بعد سقوط جزء من نهر جليدي في جبال الهيمالايا، مما أدى إلى انهيار جليدي مدمر وتدفق ضخم من المياه والغبار والصخور باتجاه أسفل ممر ضيق بين الجبال، حتى أدت الانهيارات إلى تحطيم أحد السدود في مشروع الطاقة الكهرومائية قبل أن يتحرك باتجاه مجرى النهر ويجرف المباني والأشجار والناس، بالإضافة إلى تضرر نحو 2500 شخص في 13 قرية عزلتها الفيضانات المفاجئة.
هذا وقد عملت فرق الإنقاذ طوال الليلة الماضية للعثور على ناجين محاصرين تحت الأنقاض، حيث كان معظم المفقودين عمال من مشروعين لتوليد الطاقة الكهرومائية في منطقة تشامولي في أوتارانتشال، حيث تركزت جهود فرق الإنقاذ على إزالة الطين والحطام من نفق في مشروع الطاقة الكهرومائية المملوك للدولة، إذ يُعتقد أن حوالي 30 إلى 35 من العمال محاصرون هناك، وقد تمكنت الفرق من الحفر حتى 150 مترًا داخل النفق البالغ طوله 2.5 كيلومتر، لكن الحجم الهائل للحطام أبطأ عملية التقدم.
حجم الضرر الناتج
تسببت هذه الكارثة المروعة بخسائر كبيرة في الأرواح البشرية والبنية التحتية، تركز معظم الدمار على مشروعين للطاقة الكهرومائية، أحدهما مشروع ريشيجانجا باور - وهو سد صغير تبلغ سعته 13.2 ميغاواط – والذي جُرف بالكامل في الفيضانات التي حدثت بعد الساعة العاشرة صباحًا عندما تحطمت قطعة من نهر ناندا ديفي الجليدي، مما أدى إلى تدفق السيول بسرعة كبيرة جدا في وادي نهر داولي جانجا الواقع على بعد أكثر من 500 كيلومتر شمال نيودلهي، وقد دفع ارتفاع منسوب المياه السلطات إلى إصدار إشعارات إخلاء عاجلة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق أبعد على نهر ألاكاناندا.
كما تسببت الفيضانات في الوادي بأضرار جسيمة لمشروع آخر للطاقة الكهرومائية، وهو مشروع أكبر يعمل بقدرة 520 ميغاواط، ويقع على بعد حوالي 5 كيلومترات من المشروع الآخر، حيث كان حوالي 176 عاملاً يعملون في المشروع الذي يحتوي على نفقين، حيث ما يزال عدد من العاملين عالقين فيهم.
دور التغير المناخي ومشاريع التطوير في حدوث الكارثة
تتعرض منطقة الهيمالايا الحساسة بيئيًا للفيضانات والانهيارات الأرضية وذوبان الأنهار الجليدية بسبب ظاهرة الاحترار العالمي الناتجة عن تغير المناخ، حيث يؤدي ذوبان الجليد إلى تفكك الأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى اندفاع المياه المحصورة خلفها فتشكل فيضانات، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الأنهار الجليدية في الهيمالايا تذوب أسرع مرتين من القرن الماضي، وتفقد ما يقرب من نصف متر من الجليد كل عام.
فيما أشار آخرون أن سبب التغيرات هو زيادة اعمال البناء ومشاريع التطوير، حيث شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة عددًا متزايدًا من السدود الكهرومائية ومشاريع البنية التحتية والطرق التي تربط بينها، في حين حذر دعاة حماية البيئة منذ فترة طويلة من أن مشاريع التنمية في ولاية الهيمالايا تعرض المنطقة لكارثة بيئية وشيكة، حيث وصفت السلطات الانهيار الأرضي الذي حدث يوم أمس الأحد بأنه حدث نادر، فقد اعادت هذه الحادثة ذكرى كارثة مماثلة في عام 2013، عندما تعرضت الولاية إلى انهيارات ضخمة من جبال الهيمالايا، وفيضانات فقد حوالي 6000 شخص حياتهم بسببها.
في حين يقول الخبراء إنه من السابق لأوانه استنتاج سبب هذا الانهيار الجليدي، إلا أنهم بينوا أن الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري يلعب دورًا كبيراً، وأن الكارثة تعتبر حدثا ناتجا عن التغير المناخي والاحترار العالمي، الذي تسبب بتراجع الأنهار الجليدية وذوبان الجليد، وربما يؤدي تغير المناخ إلى زيادة حجم الكوارث الطبيعية.
ومع ذلك، يجب أن يتم مناقشة الأمور المتعلقة بنوع المشاريع التي يتم بناؤها، وتقييم مدى الضرر الذي ستلحقه بالبيئة.