بالإنفوجرافيك.. تظافرت الأسباب لحدوث كارثة درنة
طقس العرب - بعد مُضي أسبوع على الفيضان الذي ضرب مدينة درنة، لا تزال أسئلة عِدّة عن الأسباب التي أسفرت عن الكارثة غير المُسبوقة في شرقي ليبيا، حيث كشفت صور فضائية و أخرى من مقاطع مرئية متداولة قساوة الحدث و اختفاء أحياء في المدينة بشكل تام، كما أن الرقم المأساوي للضحايا لم يتوقف عن الارتفاع حتى الآن.
و قال المُختصون في مركز طقس العرب الإقليمي أن خصوصية مدينة درنة و موقعها الجغرافي كان سبباً مُباشراً في فاجعتها، حيث يحدها من الشمال البحر الأبيض المُتوسط و تتكئ من الجنوب على تلال الجبل الأخضر، مما يجعلها منطقة منحدرة، كما و يفصلها مجرى وادي من قمة الجبل للبحر يُعرف بوادي درنة. هذا الوادي، شُيد على مجراه سدّين الأول يبعد عن المدينة مسافة ما يُقارب 15 كيلومتراً و يُعرف بالسد الكبير و الآخر بالقرب من المدخل الجنوبي للمدينة و يبعد حوالي 2-3 كيلومتراً فقط عن المدينة.
و يُضيف المختصون في المركز، بأنه مع اشتداد تأثير العاصفة المتوسطية دانيال على الساحل الشرقي الليبي هطل كميات كبيرة جداً من الأمطار اقتربت من 400 ملم في محطات رصد جوي قريبة من المدينة، و نعني بالـ 400 ملم هو أن كل متر مربع من الأرض تلقى 400 لتر من الماء و ذلك فقط خلال أقل من 24 ساعة! و هو ما يُعادل مثلاً ما يهطل في العاصمة الأردنية عمان خلال عام كامل أو 4 أعوام في الرياض.
و بالتالي، تدفقت كميات ضخمة من المياه المحملة بالطين من المرتفعات الجبلية إلى الأودية و مجاري الأودية في المناطق المحيطة، و أدى ذلك بطبيعة الحال إلى انهيار السد الأول و الذي يُعتبر كبيراً و ضخماً، و تسبب انهياره في تدفق مليارات الأمتار المكعبة من المياه للسد الثاني مما أدى إلى إنفجاره أيضاً.
فتدفق الفيضانات كالطوفات لمدينة درنة و أخذ كل ما في طريقه و مسح ربع من مساحتها، و بذلك تحولت درنة إلى مدينة منكوبة في أكبر كارثة طبيعية قد حلت في الوطن العربي في العصر الحديث.