بالخرائط التوضيحية .. كل ما تريد معرفته عن الإعصار لُبان وتأثيره على الجزيرة العربية
طقس العرب – م. ناصر حداد – تطورت العاصفة لُبان مع ساعات صباح الأربعاء الى إعصار من الدرجة الأولى وتتجه (غرب / شمال غرب) وذلك خلال 4 أيام قادمة، تشمل سواحل صلالة إضافة الى سواحل اليمن وجزيرة سقطرى.
ويستعرض طقس العرب في هذا التقرير التوقعات المفصلة لحركة الاعصار، وما هي تبعات وتأُثيرات الاعصار على الدول المجاورة.
الظروف الجوية الحالية
يتمركز الاعصار ساعة اعداد هذا التقرير وسط بحر العرب وتحديداً على خط عرض 14.2 شمالاً وخط طول 58.8 شرقاً، ويتحرك بالاتجاه غرب شمال غرب وبحسب متوسط التوقعات تتحرك عين الاعصار بمحاذاة سواحل صلالة وبشكل مباشر نحو سواحل شرق اليمن.
وتجتمع معظم النماذج الجوية العددية والأرصاد المحلية على مسارين محتملين لحركة الاعصار،
المسار الأول: تحرك الاعصار مقترباً من سواحل صلالة ثم الى اليمن، وهو المسار المرجح بنسبة 65%، وفي نفس الوقت يعمل على هطول أمطار فيضانيه وهبوب رياح عاتية وأمواج يقدر ارتفاعها بين 7-9 أمتار على سواحل صلالة إضافة الى اليمن.
المسار الثاني: اتخاذ الاعصار مسار أكثر نحو الغرب، وفي هذه الحالة لا يتوقع أن تعبر عين الاعصار سواحل صلالة بل يبقى مدة أطول في البحر، وهذا المساء يؤدي الى ضعف كميات الأمطار بشكل كبير على سواحل صلالة، وتركزها أكثر في سواحل اليمن وجزيرة سقطرى.
وقد أشار طقس العرب على صعوبة توقع ومدى تعقيد حركة الأعاصير، حيث يلاحظ انتشار الفوضى بمخرجات الخرائط الجوية، وعدم الاتفاق على مسار محدد.
وتقع صلالة بحسب متوسط التوقعات في الجزء الشرقي والشمالي الشرقي من عين الاعصار، وهو الجزء الأكثر فعالية من ناحية كميات الأمطار وارتفاع الأمواج، ولا تزال الاحتمالات واردة لأية إزاحة في مسار الاعصار خلال اليومين القادمين.
التأثيرات المحتملة على الدول العربية
مما لا شك به، لن تتأثر أية دول عربية سوى عُمان واليمن بالإعصار، وهذا يعود الى الضعف الكبير المتوقع فوق اقترابه من اليابسة، وتعم الفوضى مخرجات النماذج الجوية العددية، فبعضها يشير الى تحرك بقايا الاعصار (الرطوبة الاستوائية المصاحبة له) نحو خليج عدن فالبحر الأحمر، وبالبعض الآخر يحرك رطوبة بقايا الاعصار نحو الربع الخالي والخليج العربي وذلك خلال الأسبوعين القادمين.
كما تحتاج الأعاصير على توفر مياه دافئة (27 درجة مئوية فأكثر)، وهذا يعني استحالة تطور أي إعصار والضعف الكبير له بمجرد اقترابه وتحركه على اليابسة.
ومن الجدير ذكره هو احتواء حالات بحر العرب (الأعاصير) كميات هائلة جدا من الرطوبة النسبية، حيث تندفع هذه الرطوبة بعد اضمحلال الاعصار لداخل الجزيرة العربية، ومثلما عمت الفوضى في مسارات الاعصار قبل بضعة أيام، تستمر النماذج الجوية العددية بنقل الفوضى للمحطة التالية، ويقصد بالفوضى (تشتت وتباعد الاحتمالات ومسارات الحالة الجوية والفترات الزمنية لها وانخفض نسبة دقتها).
ويستعرض طقس العرب، أكثر الاحتمالات منطقية لما بعد إعصار لُبان:
الاحتمال الأول (50%): تحرك بقايا الاعصار والرطوبة المصاحبة له عبر اليمن نحو جنوب البحر الأحمر، ويتزامن اندفاع الرياح الرطبة جدا والدافئة من الجنوب، بحوض علوي بارد من الشمال، مما يعني نشوء السحب الركامية وارتفاع فرص الأمطار في مناطق مختلفة من السعودية بالأخص بعد 17 أكتوبر - تشرين أول / 2018.
الاحتمال الثاني (50%): وهو مغاير تماماً وبشكل كبير للاحتمال الأول، يقضي بتحرك بقايا الاعصار الى الشمال الشرقي من اليمن ثم الى الربع الخالي، وبهذه الحالة ترتفع فرص الأمطار على الربع الخالي وجبال الحجر إضافة الى أجزاء من الخليج العربي خلال الأسبوع القادم.
وجميع الاحتمالات ممكنه بنسب متساوية، وهذا يعكس عدم جدوى الحديث بالتفاصيل عن أماكن وموعد الأمطار لاحقاً، الا أنه من الواضح أن رطوبة الإعصار ستتزامن مع تواجد حوض علوي بارد شمال الجزرة العربية، مما يزيد من فرص نشوء السحب الرعدية الممطرة بعد أسبوع الى أسبوعين من الأن.
ولا تؤثر ولا تتشكل مطلقاً الأعاصير في منطقة بلاد الشام إضافة الى شمال ووسط الجزيرة العربية، حيث يتطلب تشكل الأعاصير مساحات مائية واسعة كالمحيطات وبعمق 60 متر فأكثر وحرارة سطح المياه 27 درجة مئوية فأكثر، ولا تتوفر هذه الشروط في تلك المناطق.