بالفيديو والصور: المطبات الهوائية والتغير المناخي ..خطر حقيقي بات يتربص بالطائرات
طقس العرب - سنان خلف - بهدف الإستجمام والراحة والبعد عن ضغوطات الحياة، حلّقوا بعيداً في الأجواء عبر طائراتٍ مُجهزة بكُل وسائل الرفاهية و الراحة، غير مُدركين لحجم المخاطر التي تتربص بهم نتيجة المطبات الهوائية، التي ازدادت بنسبة 55% بين عامي 1979م و 2020م نتيجة التغير المُناخي المُتسارع، وزيادة شدة الاضطرابات الجوية وعددها حول العالم، فما هي المطبات الهوائية؟
ماهي المطبات الهوائية:
المطبات الهوائية هي اضطرابات تحدث في الكتلة الهوائية التي تعبر فيها الطائرة، وتحدث هذه الإضطراب نتيجة التغير المفاجئ على درجة الحرارة خارج الطائرة ما بين صعود وهبوط، ونظراً لإختلاف درجة الحرارة تختلف كثافة الهواء، فيحدُث تغير مفاجئ على سرعة الرياح واتجاهها، ما يُنتج ارتجاجات مُتفاوتة الشدة في جسم الطائرة.
وتُقسم المطبات الهوائية من حيثُ شدتها إلى:
• إضطرابات هوائية خفيفة: تسبب هذه الإضطرابات باهتزازاتٍ بسيطه، ويتعامل معها الطيارون بشكل يومي، ولا تيُسبب أيّ خطروة على الطيران.
• إضطرابات هوائية متوسطة: يُحاول الطيارون تجنب الدخول في هذا النوعٍ من الإضطرابات، فبالرغم من كونها لا تُشكل أي خطورة تُذكر إلا أنها تُعتبر مصدر ازعاجٍ للركاب، لما تتسبب به من اهتزازاتٍ مُتوسطة.
يتعرف الطيارون على وجودها قبل الدخول فيها من رادار الطقس الموجودة داخل كبينة القيادة، إضافة إلى النشرات الجوية التي تردهم أولاً بأول خلال الرحلة، يتعامل معها الطيارين بتغيير الارتفاع أحيانا، وكذلك تقليل السرعة للتخفيف من الاصطدام بالهواء المضطرب.
• الاضطرابات الهوائية الشديدة: تتصف هذه الإضطرابات بعنفها وقوّتها وخطورتها الشديدة على الطيران، وغلباً ما تحدث نتيجة السُحب الركامية الرعدية القوية، قوانين الطيران تمنع الطيارين من الدخول في هذا النوع من الإضطرابات، وفي حال حدوث الإضطراب بشكلٍ مفاجئ على الطيار الخروج منه فورا حتى لو اضطر لأن يعود من حيث أتى، مثلما حدث مع هذه الرحلة التي كادت أن تكون الأخيرة، شاهد الفيديو المرفق
دعونا ندخُل بتفصيل أكبر لنعرف العوامل التي تتسبب بإضطراب الكتلة الهوائية:
• السحب الركامية والرعدية: إن الحرارة الناتجة عن سطح الأرض تتسبب في تحريك الهواء عموديا إلى الأعلى، وعند ازدياد كمية الهواء المتحرك إلى الأعلى تزداد قوة الاضطرابات الهوائية، وعادة تكون السحب الركامية مشبعة بالماء والذي يتحول مع البرودة إلى برد، وبها شحنات كهربائية عالية علامته البرق. والصعود والهبوط السريع للهواء يتسبب في اضطراب الهواء المحيط للسحب يصل إلى مسافة عشرات الكيلومترات.
• الجبال والمرتفعات: عند مرور الهواء قريبا من سطح الأرض يصطدم بالجبال والمرتفعات فيتغير اتجاهه صعودا وبسرعة تسبب في اضطراب الهواء المحيط بالمرتفعات.
• التيارات الهوائية شديدة السرعة "التيار النفاث" : تيارات الهواء التي تكون على ارتفاعات عالية وبسرعة تصل إلى 300 كم/ساعة وبسبب دوران الكرة الأرضية واختلاف درجات الحرارة، يتغير اتجاه الهواء مما يسبب اضطراب في الهواء.
• الكتل الهوائية: اصطدام الكتل الهوائية الباردة مع الكتل الهوائية الحارة والتي تحدث على ارتفاعات متفاوتة، تصادم الجبهات الهوائية الباردة مع الساخنة وتداخلهم يتسبب باضطراب الهواء.
• المقصات الهوائية: المقص الهوائي هو اختلاف في سرعة الرياح أو اتجاهها ما بين نقطتين في حيز جوي ضيق، وقد يكون هذا الاختلاف عمودي أو افقي، وهو يشبه الإحتكاك الذي ينتج عن تلامس جسمين خلال حركتهما كُل عكس الآخر.
مشاكل الطيران التي تُسببها المطبات الهوائية
• صعوبة قيادة الطائرة أثناء الإقلاع والهبوط والطيران المنخفض وخاصة فوق المناطق الجبلية لأن أي ارتفاع تفقده الطائرة قد يؤدي إلى اصطدام الطائرة بالأرض.
• الشعور بتعب شديد أثناء الطيران لفترة طويلة في منطقة المطبات الهوائية بسبب اليقظة والحذر والجهد الذي يبذله الطيار للمحافظة على توازن الطائرة.
• يتشكل الجليد على الطائرات في المطبات بنسبة أكبر مما هو خارجها بسبب انخفاض درجة حرارة الهواء الصاعد بالتبريد المكظوم.
• لا يمكن الاعتماد على قراءات عدادات الطائرة بسبب تذبذب مؤشراتها وما تعطيه من قراءات غير دقيقة.
• السحب الركامية تعج بالمقصات الهوائية الفتاكة التي قد تتسبب بسقوط الطائرة.
• المطبات الهوائية هي حركة الطائرة الرأسية إلى الأعلى أو الأسفل بشكل فجائي.