بسبب التغير المناخي | نحو ألف وفاة وما يقارب 200 ألف إصابة بحمى الضنك في بنغلاديش
طقس العرب - لقي أكثر من ألف شخص حتفهم في بنغلاديش بسبب حُمى الضنك في أسوأ تفشي على الإطلاق لهذه العدوى في تاريخ بنغلاديش والسبب يعود للتغير المُناخي.
ما هي حُمى الضنك؟
الجواب: حُمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل إلى البشر عند تعرضهم للسعات البعوض الحامل لهذه العدوى، وتظهر حُمى الضنك في المُناخات المدارية وشبه المدارية في العالم ولا سيما المناطق الحضرية وشبه الحضرية. ومن الجدير بالذكر أن ما يقرب من نصف سكان العالم معرضين لخطر الإصابة بحمى الضنك؛ حيث تُشير التقديرات إلى حدوث نحو 100 إلى 400 مليون عدوى سنويًا بحسب منظمة الصحة العالمية.
وبالرغم من أن كثيرًا من حالات العدوى بفيروس حمى الضنك تُعتبر عديمة الأعراض أو لا تتسبب إلا باعتلالات خفيفة إلا أن فيروس حُمى الضنك يُمكن ان يتسبب بحالات أكثر خطورة وقد يؤدي إلى الوفاة
ويُمكنك الحد من خطر إصابتك بحُمى الضنك عن طريق مُكافحة نواقلها، وتجنب لسعات البعوض وتحديدًا في أوقات النهار، وبالنسبة لمعالجة هذه الحُمى فلا يُوجد علاج مُحدد في الوقت الحالي ومُسكنات الألم هي الملاذ الوحيد حاليًا.
انتشار حمى الضنك في بنغلاديش
أسفر انتشار حمى الضنك في بنغلاديش عن وفاة أكثر من ألف شخص حتى الآن منذ بداية العام الحالي، وفقًا لتصريحات مسؤولي الصحة في الحكومة الأحد. وتشير الإحصائيات التي نشرتها المديرية العامة للخدمات الصحية إلى وفاة 1006 شخص من بين أكثر من 200 ألف إصابة مؤكدة. وأوضح بي نذير أحمد، الذي شغل منصب مدير الخدمات الصحية سابقًا، أن عدد الوفيات منذ بداية عام 2023 يتجاوز إجمالي عدد الحالات المسجلة منذ عام 2000، عندما تم تسجيل أول تفش لحمى الضنك في بنغلاديش.
واظهرت الأرقام الرسمية أن بين المتوفين هذا العام 12 طفلاً دون الـ 15 عامًا، بعضهم رضع، وتتجاوز حصيلة هذا العام العدد القياسي السابق المسجل في عام 2022 والبالغ 281 حالة وفاة.
التغير المُناخي سبب رئيسي في انتشار حمى الضنك في بنغلاديش
وتشير التحليلات الخاصة بالخبراء إلى أن التحضر الزائد وتغير المناخ والجهود غير الكافية في مكافحة ووقاية المرض، الذي ينقل عن طريق البعوض، تعتبر من بين الأسباب الرئيسية لارتفاع عدد الإصابات بحمى الضنك في هذه الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
وعزا العلماء تفشي المرض في عام 2023 إلى عدم انتظام هطول الأمطار وارتفاع درجة الحرارة خلال الرياح الموسمية السنوية، مما شكل ظروفًا مثالية لتكاثر البعوض
من جهة أخرى، في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، قامت منظمة الصحة العالمية بإصدار تحذير بشأن تفاقم انتشار حمى الضنك في بنغلاديش، مشيرة إلى أنها تشهد أسوأ موجة تفش في تاريخها. وأكد مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، أن هذا الوباء يضع ضغطًا كبيرًا على النظام الصحي في بنغلاديش.
التغير المُناخي في بنغلاديش
تصاعدت الأزمة بشكل متصاعد في بنغلاديش، مما دفع الحكومة البنغلاديشية للتوجه إلى المجتمع الدولي بنداء للمساعدة، وخاصةً فيما يتعلق بمستلزمات الفحص المخبري والأدوية لمكافحة حمى الضنك. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية لوقف انتشار وتكاثر البعوض الناقل للحمى.
تقارير منظمة الصحة العالمية أشارت إلى التحديات التي تواجه المنظومة الصحية في بنغلاديش بسبب انتشار حمى الضنك. حيث تحدث خبراء الصحة في بنغلاديش عن انتشار نوع مختلف من حمى الضنك هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ويعزون ذلك إلى تأثير تغيرات المناخ التي أدت إلى تقلبات جوية قاسية وغير مستقرة، مما خلق بيئة مناسبة لتكاثر البعوض الناقلين للحمى.
مدير البحث في معهد بنغلاديش للدراسات الدولية والإستراتيجية، محفوظ كبير، يرى أن هناك علاقة واضحة بين تذبذب درجات الحرارة وانتشار البعوض، وأن أي تغيير بيئي يؤدي إلى زيادة تكاثر هذا النوع من البعوض، مما ينعكس في زيادة حالات الإصابة بين السكان في مواسم معينة من العام.
ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي في عام 2021، شهدت بنغلاديش ارتفاعًا في درجات الحرارة على مدى 44 عامًا بمعدل نصف درجة مئوية، مما أدى إلى زيادة في فترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة، بينما أصبح الشتاء أكثر دفئًا من السابق. ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في بنغلاديش بمقدار حوالي 1.4 درجة مئوية بحلول عام 2050.
المصادر