بسبب تغير المناخ.. تفاقم تأثيرات إعصاري ميلتون وهيلين على الولايات المتحدة الأمريكية
طقس العرب - أظهرت دراسة جديدة صادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أن تغير المناخ قد فاقم التأثيرات الكارثية لإعصاري ميلتون وهيلين، اللذين ضربا ولايات أمريكية، بما في ذلك فلوريدا، وتسببا في دمار واسع.
إعصار ميلتون: أمطار أكثر وغمر للمناطق الساحلية
ضرب إعصار ميلتون ولاية فلوريدا مساء الأربعاء بعد تكثيف سريع، مصحوبًا بارتفاع في مستوى الأمواج، فيضانات كبيرة، ورياح عاتية. وأظهرت التحليلات أن تغير المناخ زاد من كمية الأمطار بنسبة تتراوح بين 20-30%، مما أدى إلى تفاقم الفيضانات في المناطق الساحلية.
أما إعصار هيلين، الذي ضرب الولايات المتحدة في أواخر سبتمبر، فقد تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص. وخلصت الدراسة إلى أن العواصف المماثلة أصبحت أكثر تكرارًا بمقدار مرتين مما كانت عليه قبل الاحترار العالمي.
كما أشارت الدراسة إلى أن الرياح الناتجة عن إعصار ميلتون كانت أقوى بنسبة 10%، مما زاد من قوة التدمير التي جلبها معه إلى اليابسة.
ما دور التغير المناخي في زيادة شدة الأعاصير المدارية على المستوى العالمي
وقال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة شدة الأعاصير المدارية من خلال ارتفاع درجات حرارة المحيطات، حيث تستمد الأعاصير طاقتها من حرارة الماء. مع زيادة درجات الحرارة بفعل الاحتباس الحراري، تحصل الأعاصير على طاقة أكبر، مما يؤدي إلى أعاصير أقوى وأكثر تدميرًا. إلى جانب ذلك، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة كمية بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يرفع من نسبة هطول الأمطار مع الأعاصير، وبالتالي زيادة خطر الفيضانات.
كما يسهم تغير المناخ في تسريع تكثيف الأعاصير، حيث تشتد قوتها بسرعة أكبر، مما يصعّب التنبؤ بها والاستعداد لها بشكل كافٍ. هذا التكثيف السريع يزيد من المخاطر على المناطق المتأثرة. كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة لذوبان الجليد القطبي يسهم في زيادة الفيضانات الناجمة عن الأعاصير، حتى تلك التي لا تكون قوية بشكل استثنائي.
علاوةً على ذلك، أظهرت الدراسات أن الأعاصير القوية (من الفئات 3، 4، و5) أصبحت أكثر تواترًا بسبب تغير المناخ. هذه الأعاصير تسبب دمارًا واسعًا وأضرارًا كبيرة، خاصةً في المناطق الساحلية، مما يجعل تأثيرها أكثر كارثية بفعل العوامل المرتبطة بالاحترار العالمي.
والله أعلم.