بعد درجات الحرارة الأكثر دفئاً من المُعتاد .. انقلاب جذري مُرتقب على الأجواء وسلسلة من الكُتل القطبية تقترب من دول شرقي البحر المتوسط
طقس العرب - بالرغم من استقرار الأجواء في سائر دُول بلاد الشام ومصر في هذه الأيام حيث تُراوح درجات الحرارة مكانها فوق مُعدلاتها المُعتادة بدرجات عديدة ومُنذ عِدّة أيام، يُراقب عن كثب قسم إدارة العمليات والتنبؤات الجوية في طقس العرب مُخرجات الخرائط الجوية والتي باتت تُشير بوضوح إلى أن هُناك تغييراً جذرياً مُتوقعاً على الطقس اعتباراً من نهاية الأسبوع الحالي.
عِدّة كتل شديدة البُرودة "محتملة" على المنطقة بعد 10 من الشهر الجاري
وفي التفاصيل، تُشير أحدث القراءات الجوية إلى أن هُناك مرتفع جوي في مُختلف طبقات الجو سيُسيطر على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية وأن يتسع شمالاً وصولاً لشبه الجزيرة الإسكندنافية، وبالتزامن مع ذلك تندفع كُتلة هوائية قطبية وشديدة البرودة يدفع بها المُرتفع الجوي ذاته لتهوي إلى شرق وجنوب شرق أوروبا وحوض البلقان، ومع حدوث ثبات في توزيع الكُتل الهوائية والأنظمة الجوية من المحيط الأطلسي والقطب الشمالي والقارة الأوروبية سيُعد ذلك عاملاً رئيسياً وكفيلاً بإستمرار توافد الكُتل الهوائية شديدة البُرودة نحو المنطقة.
وتُشير ذات الخرائط الجوية الصادرة عن مركز طقس العرب أن سائر دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المُتوسط على موعد مع نشاط جوي يتمثل بتأثُرها بسلسلة من الكتل الهوائية شديدة البُرودة اعتباراً من يوم الخميس 10 من آذار/مارس 2022 تترافق مع إنخفاض كبير على درجات الحرارة وإنقلاب تام على الأجواء، بحيث تهوي درجات الحرارة بشكل هائل بالمقارنة عما كانت عليه الأيام الماضية وحدوث موجات صقيع و جليد واسعة النطاق في عموم مناطق بلاد الشام ومصر والعراق وحتى شمال السعودية.
أما ثلجياً، فوصول هذه الكُتلة الهوائية القطبية في تلك المنطقة يحتاج إلى أنظمة جوية أكثر تعقيداً لتُحدث تساقطات ثلجية، حيثُ وبالرغم من الانخفاض الهائل المُتوقع في درجات الحرارة يوم الجمعة 11 مارس 2022، إلا أن قسم كبير من بلاد الشام (الأردن وفلسطين) يقعان على طرف الكتلة القطبية، بمعنى أن القيم والمُعطيات الجوية لا تدعم تأثر تلك المناطق بما يعرف بالعرف الشعبي (الثلجة الشاملة)، وبالتالي لا يُتوقع أن تندفع الكُتلة القطبية خلال نهاية الأسبوع بالشكل الذي يكفي ويسمح لإنخفاض الحرارة وتحول الأمطار الى ثلوج في مساحات واسعة، إذ تكون فُرص الثلوج أفضل ما يُمكن فوق المرتفعات العالية.
ويعود سبب ذلك بمشيئة الله إلى تعمق عاصفة شتوية جنوب شرق القارة الاوربية وضخامة الكتلة الباردة الأمر الذي يؤدي إلى دوران الهواء منجذباً نحو مركز تلك الكتلة مانعاً من تحرره واندفاعه بقوة نحو الجنوب أي شرق المُتوسط، حيثُ من المُنتظر أن تستقبل تلك المناطق (تُركيا ودول البلقان) عاصفة ثلجية تشل معظم مرافق الحياة في تلك المناطق بما في ذلك إسطنبول.