بكيس صغير... السويد تصبح اول دولة أوروبية خالية من التدخين

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2023/11/21

طقس العرب - تستعد السويد لتحقيق إنجاز ملحوظ لتصبح أول بلد في أوروبا خاليًا تمامًا من التدخين، ويعزى هذا الإنجاز إلى حد الكبير إلى شعبية "السنوس"، وهو كيس يحتوي على تبغ أو نيكوتين رطب يُوضع تحت الشفة العليا.

وعلى الرغم من هذا الإنجاز، يثير بعض الأفراد قلقًا بشأن إشاعة صناعة التبغ لـ"قصة خيالية" أكثر من أن تكون حقيقية.

وتشير الحكومة إلى أن "أكياس التبغ"، التي يستخدمها واحد من كل سبعة سويديين، قد ساهمت في تقليل نسبة المدخنين في البلاد من 15% في عام 2005 إلى 5.2% في العام الماضي، وهو مستوى قياسي منخفض في أوروبا.

ويُعتبر أن الدولة خالية من التدخين عندما يكون أقل من 5% من سكانها يدخنون يوميًا، ويجدر بالذكر أن أكياس التبغ الرطب محظورة في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1992، ولكن السويد توصلت إلى اتفاق استثنائي عند انضمامها إلى الاتحاد بعد ثلاث سنوات.

 

سويد وسويسرا في طريقهما لتحقيق إنجاز تاريخي

تخوض السويد خطوات هامة نحو تحقيق هدفها في أن تصبح أول دولة في العالم خالية تمامًا من التدخين، ووفقًا لما ذكرته مجلة "شبيغل" الألمانية.

وفي سياق مشابه، اتخذت سويسرا إجراءات صارمة خلال السنوات الأخيرة للحد من استهلاك التبغ والتدخين، وتشمل هذه الإجراءات زيادة الضرائب على منتجات التبغ وتنفيذ حملات توعية شاملة حول المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين.

وفي ضوء الجهود المستمرة والمتواصلة، تم تحقيق تقدم كبير في تقليل معدلات التدخين في البلاد السويسرية، مما يجعلها نموذجًا يستحق الاحتذاء للدول الأخرى.

 

 

التحول الكبير في سياسة الصحة العامة في السويد
 

تمثل الخطوات الحديثة التي اتخذتها السويد نحو تحقيق هدف أن تكون أول دولة خالية تمامًا من التدخين تحولًا هامًا في السياسة العامة للصحة حيث يهدف هذا التحول إلى تحسين صحة المواطنين وتقليل الأمراض المرتبطة بالتدخين، وتستند هذه الإجراءات إلى الأبحاث العلمية والدراسات التي تثبت الآثار الضارة للتدخين على الصحة العامة.

وتتوقع الحكومة السويدية أن تحقق هذه الخطوة تحسنًا كبيرًا في جودة الحياة وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية المرتبطة بالتدخين ومع تشديد الإجراءات، تشهد البيئة اليومية في السويد انخراطًا أكبر في التخلص من الدخان المحتوي على النيكوتين، حيث تتراجع مبيعات السجائر، ويفقد التدخين وضعه "الطبيعي" في المجتمع.

ومع ذلك، تظل هناك تحديات تواجه سويسرا في سعيها لتحقيق دولة خالية من التدخين، بما في ذلك التصدي لتجارة التبغ غير القانونية وتوفير بدائل صحية وفعالة للمدخنين الذين يسعون للإقلاع عن هذه العادة الضارة.

 

تأثير التبغ الرطب "السنوس"

من ناحيته، عبّر ثوربيورن ثورس، البالغ من العمر 67 عامًا، والذي يعتمد على التبغ الرطب منذ مراهقته، عن قلقه من التدخين بسبب كثرة القواعد، مشيرًا إلى أن "السنوس" ليس له رائحة، وأن تأثير النيكوتين فيه أقوى بكثير من السجائر العادية.

وعلى الرغم من ذلك، لم يلقِ قرار خفض الضرائب على التبغ الرطب إعجاب رئيسة جمعية السرطان السويدية، أولريكا أرهيد كاغستروم، حيث أعربت عن استغرابها وخيبة أملها، قائلة:

"يظهر ذلك أنهم صدّقوا القصة الخيالية لصناعة التبغ، ومحاولتها البحث عن سوق جديدة لتلك المنتجات، والترويج لها كوسيلة للحد من الأضرار، ولكن ليست هناك بحوث كافية حتى الآن".

 

وأضافت كاغستروم:

"نعلم أن التبغ الرطب ومنتجات النيكوتين هذه تؤدي إلى تغيّرات في ضغط الدم، وتشكل خطرًا على الصحة القلبية والوعائية على المدى الطويل". وعبّرت عن خوفها من أنه، تمامًا كما في حالة التدخين، قد يستغرق الأمر سنوات حتى يظهر مدى الأثر الضار لتلك المنتجات.

وتشير دراسة أجراها المعهد النرويجي للصحة العامة في يوليو الماضي إلى أن "خطر الإصابة بسرطان الحلق والبنكرياس يكون أكبر ثلاث مرات ومرتين تواليتين بين مستخدمي 'السنوس' بشكل متكرر". ومع ذلك، أشارت دراسة نشرتها المجلة الدولية للسرطان عام 2017 إلى عدم وجود صلة بين السرطان وأكياس التبغ الرطب.

 

نحو مستقبل خالٍ من التدخين السويد ترشد الطريق للعديد من الدول 
 

تشير السويد إلى الطريق، وتأملا أن تتبعها العديد من الدول، حيث تسعى نيوزيلندا لتحقيق هدفها في أن تصبح خالية من التدخين بحلول نهاية عام 2025، وفي حين تستهدف بريطانيا العام 2030، وفرنسا العام 2032، وكندا العام 2035، ويتجه الاتحاد الأوروبي ككل نحو إنهاء وباء التبغ بحلول عام 2040.

رغم الفرص المتاحة لنيوزيلندا لتحقيق نجاح في هذا المجال، يظهر أن الأمور تبدو أكثر تعقيدا بالنسبة للأوروبيين، حيث يظل معدل التدخين عند مستوى عالٍ، يتجاوز الـ20% من السكان، أي ضعفين تقريبًا مقارنة بالوضع في السويد، ويشير هذا إلى أن التحدي يظل قائمًا في مواجهة التحول الكامل من عادات التدخين في القارة الأوروبية.

 

اعرف أيضا:

هل الاستحمام بالماء البارد في الشتاء مضر؟

كيف يمكن للرياح أن تجعل حساسيتك أسوأ؟

 

 


المصادر:

dw

emaratalyoum

alhurra



تصفح على الموقع الرسمي



الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البردتسجيل أول إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدةمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟