تأثيرات العواصف الرملية على البيئة والمجتمع
طقس العرب - تعتبر رواسب الغبار السطحي مصدرًا للمغذيات لبعض النظم البيئية القارية والبحرية، إذ يُعتقد أن الغبار الصحراوي يُخصب غابات الأمازون المطيرة، ومن المعروف أن عمليات نقل الغبار للحديد والفوسفور تفيد بعض الكائنات البحرية في أجزاء من المحيطات التي تعاني من نقص في هذه العناصر.
لكن الغبار له أيضًا العديد من الآثار السلبية على البيئة والمجتمع، وفيما يلي بعض هذه التأثيرات:
1. الزراعة: قد تؤثر العواصف الرملية والغبار بشكل سلبي على الزراعة، حيث تقليل غلة المحاصيل عن طريق دفن الشتلات، مما يتسبب في تلف الأنسجة النباتية، وتقليل قدرة النبات على القيام بعملية التمثيل الضوئي، وتزيد تآكل التربة.
2. بعض مصادر المياه: تشمل التأثيرات غير المباشرة لرواسب الغبار ملء قنوات الري، وتغطية القنوات التي تنقل المياه، والتأثير على جودة مياه الأنهار والجداول.
3. قطاع النقل: يؤدي الغبار المحمول جواً إلى انخفاض مدى الرؤية، مما يؤثر على النقل الجوي والبري، حيث تشكل ظروف الرؤية الضعيفة خطرًا أثناء هبوط الطائرة وإقلاعها، وبالتالي تؤدي العواصف الرملية والغبارية إلى تحويل عمليات الهبوط وتأخير مواعيد الرحلات المغادرة، ويمكن للغبار أيضًا أن يتسبب بخدوش في أسطح الطائرات ويتلف المحركات، كما يتسبب بأضرار على السيارات، خاصة عند القيادة بعكس اتجاه هبوب العاصفة.
4. قطاع الطاقة: يمكن أن يؤثر الغبار على ناتج محطات الطاقة الشمسية، خاصة تلك التي تعتمد على الإشعاع الشمسي المباشر، حيث يشكل الغبار المترسب على الألواح الشمسية مصدر قلق رئيسي لمشغلي المحطات لأن جزيئات الغبار تحجب الإشعاع الشمسي، ويتطلب تنظيف الغبار والحفاظ على مجمعات الطاقة الشمسية خالية من الغبار وقتاً وجهداً كبيراً.
اقرأ أيضا: ماذا تحمل العواصف الرملية غير الغبار والأتربة؟
التأثيرات على صحة الإنسان
1. تأثيرات جزيئات الرمال والغبار
يشكل الغبار المتطاير في الهواء مخاطر جسيمة على صحة الإنسان، ويختلف الضرر بحسب حجم جزيئات الغبار، فهو المحدد الرئيسي للشكل الضرر المحتمل على صحة الإنسان، وهناك نوعين من الجزيئات، وهي:
- الجسيمات التي يزيد حجمها عن 10 ميكرومتر: وهي غير قابلة للتنفس ، وبالتالي يمكن أن تلحق الضرر فقط بالأعضاء الخارجية، وتسبب تهيج الجلد والعين والتهاب الملتحمة وزيادة التعرض لعدوى العين.
- الجسيمات التي يقل حجمها عن 10 ميكرومتر: وهي الجزيئات القابلة للاستنشاق، والتي تدخل في الأنف والفم والجهاز التنفسي العلوي، وبالتالي يمكن أن تترافق مع اضطرابات الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب القصبات والالتهاب الرئوي والتهاب الأنف التحسسي والسحار السيليسي. ولأن الغبار يمكن أن يظل عالقاً في الهواء لعدة أيام، يمكن لهذا أن يتسبب في تفشي الحساسية. ويمكن للجزيئات الدقيقة أن تخترق الجهاز التنفسي السفلي وتدخل مجرى الدم، حيث يمكن أن تؤثر على جميع الأعضاء الداخلية وتكون مسؤولة عن اضطرابات القلب والأوعية الدموية.
2. نقل الأمراض المعدية
يمكن أن تنتقل بعض الأمراض المعدية عن طريق الغبار، ومنها:
- التهاب السحايا: وهو عدوى بكتيرية تصيب طبقة الأنسجة الرقيقة التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، ويمكن أن يؤدي إلى تلف في الدماغ، وفي حالة عدم علاجه يؤدي إلى الوفاة في 50% من الحالات. ومع أن هذا المرض قد يحدث في جميع أنحاء العالم، إلا أن أعلى معدل موجود في مناطق تسمى "حزام التهاب السحايا"، وهو جزء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث ربطت العديد من الدراسات الظروف البيئية، مثل انخفاض الرطوبة والظروف المغبرة، بزمان ومكان الإصابة.
- التهاب الغشاء المخاطي للأنف والحلق: ويعتقد الباحثون أن استنشاق جزيئات الغبار في الطقس الحار والجاف قد يؤدي إلى تلف الغشاء المخاطي للأنف والحلق مما يخلق حالة مواتية لحدوث العدوى البكتيرية، علاوة على ذلك، قد تزيد أكاسيد الحديد الموجودة في جزيئات الغبار من خطر الإصابة بالعدوى.
- حمى الوادي: يلعب الغبار أيضًا دورًا في نقل حمى الوادي، وهو مرض قاتل ينتشر في جنوب غرب الولايات المتحدة وفي شمال المكسيك من خلال العواصف الغبارية، حيث يعمل الغبار كناقل لجراثيم الفطريات المسببة للمرض.