تثبيت التوقيت الصيفي في الأردن على مدار العام.. بين الفوائد والأضرار
طقس العرب - يختبر الأردنيون هذا العام تجربة مختلفة بعد قرار الحكومة بتثبيت العمل بالتوقيت الصيفي في الأردن على مدار العام، وقد أثار هذا القرار قلق الأردنيين وتخوفهم من الآثار السلبية المترتبة على ذلك، فما هي الآثار السلبية؟ وهل يوجد إيجابيات لتثبيت التوقيت الصيفي على مدار العام؟
أجرى مركز طقس العرب دراسة شاملة لمسألة التوقيت الصيفي والشتوي في الأردن، نقدم لكم بعضا من نتائجها في السطور التالية:
نبذة عن التواقيت في الأردن
- إن توقيت المملكة الأردنية الهاشمية الرسمي و المُتوافق مع خط الطول الواقعة عليه هو بزيادة ساعتين عن التوقيت العالمي المُوحد (UTC+2)، وهو المعروف محلياً بإسم التوقيت الشتوي.
- أما التوقيت الصيفي أو ما يُعرف بالتوقيت المُوفّر لضوء النهار (Daylight Saving) فهو القيام بزيادة ساعة إضافية على التوقيت الأصلي للبلد، ففي حالة الأردن يُصبح توقيت المملكة الصيفي بزيادة 3 ساعات عن التوقيت العالمي المُوحد (أي UTC+3).
إذا كان التوقيت الأصلي هو التوقيت الشتوي، لماذا يتم تطبيق التوقيت الصيفي؟
- الغاية وراء تطبيق التوقيت الصيفي هو الاستفادة أكثر من ضوء النهار خلال ساعات العمل في فصلي الربيع و الصيف، و بالتالي يقل إستهلاك الطاقة (و هذا التوقيت لا يُحقق ذات النتيجة في فصل الشتاء و ذلك لأن عدد ساعات النهار بالأصل قصيرة للغاية).
- تكمن الاستفادة من التوقيت الصيفي و ترشيد استهلاك الطاقة وذلك من خلال تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة فيُصبح توقيت المملكة الصيفي هو (UTC+3)، و بالتالي فإن غروب الشمس يتأخر ظاهرياً ساعة كاملة، فيظل ضوء النهار ساطعاً لوقت أطول مما يساهم في استهلاك أقل لوسائل الطاقة والإضاءة على مستوى الدولة كون آخر عدة ساعات من النهار تُعتبر ضمن ساعات الذروة.
- تُطبق العديد من دول العالم التوقيت الصيفي و خاصة تلك التي يكون ضمن مناخها أربعة فصول واضحة. والخريطة التالية. تُوضح هذه الدول (أغلب الدول العربية لا تُطبق التوقيت الصيفي):
فوائد تطبيق التوقيت الصيفي في الأردن
يعتبر تطبيق التوقيت الصيفي في الأردن قرارا مُجديا للأسباب التالية:
- التوافق مع توقيت السعودية: إن لتطابق توقيت الأردن مع توقيت المملكة العربية السعودية عائد اقتصادي وتسهيل العمل، باعتبارها من أكبر اقتصاديات الدول العربية.
- تقليل الفارق في عدد الساعات ما بين الأردن ودول الخليج: في التوقيت الصيفي يقل الفارق بين توقيت الأردن ودول الخليج (مثل الإمارات) من ساعتين إلى ساعة واحدة، و بالتالي عائد إقتصادي أفضل و سهولة في العمل.
- يعمل التوقيت الصيفي على جعل وقت شروق الشمس خلال أشهر الربيع والصيف منطقياً: يصبح وقت شروق الشمس مع التوقيت الصيفي في أشهر الربيع والصيف ( 5:30 )، بينما لو لم يتم تطبيق التوقيت يُصبح وقت شروق الشمس في فصل الصيف عند الساعة 4:30 و يُصبح مُبكراً.
- يعمل التوقيت الصيفي على جعل وقت غروب الشمس خلال أشهر الربيع والصيف متأخراً: يصبح وقت شروق الشمس مع التوقيت الصيفي في أشهر الربيع والصيف ( 7:50 ) فتكون هناك استفادة أكثر من ضوء النهار أثناء ساعات الذروة، بينما لو لم يتم تطبيق التوقيت يُصبح وقت غروب الشمس في فصل الصيف عند الساعة 6:30 ويُصبح مُبكراً فنُضطر إلى استخدام وسائل الطاقة للإنارة مُبكراً.
فوائد التوقيت الشتوي خلال الخريف والشتاء في الأردن
اعتاد الأردنيون على بدء التوقيت الشتوي في المملكة مع نهاية شهر تشرين أول/ أكتوبر، وكان في ذلك توافقا مع الأحداث الفلكية وموعد الاعتدال الخريفي الذي يبدأ بعده عدد ساعات النهار بالتناقص التدريجي على حساب عدد ساعات الليل.
وفيما يلي بعض الفوائد لتطبيق التوقيت الشتوي، بحسب الدراسة التي تم اجراؤها في مركز طقس العرب:
- توفير الكهرباء للإنارة: العمل بالتوقيت الشتوي يُوفر على المواطنين كُلفة إستخدام الكهرباء بشكل كبير أثناء الصباح في فصل الشتاء، حيثُ يكون موعد شروق الشمس مُناسب للأردنيين ما يُغنيهم عن استعمال الأضواء في المنزل صباحاً، بغية الاستعداد للذهاب إلى المدارس أو الأعمال.
- توفير استخدام وسائل التدفئة: عادة يستمر الطقس البارد في الأردن حتى شهر آذار، واستخدام التوقيت الشتوي في تلك الفترة يوفر على المواطنين كُلفة استخدام وسائل التدفئة، حيثُ تزداد درجات الحرارة بشكل كبير بعد شروق الشمس، مما يؤدي إلى تقليص وقت استخدام وسائل التدفئة.
- تحسن الطاقة الانتاجية للفرد: استخدام التوقيت الشتوي في الموعد المناسب ينعكس إيجاباً على الطاقة الإنتاجية للفرد في العمل و الطاقة الإستيعابية للطُلاب في المدارس شتاءً، فالذهاب إلى المدرسة و العمل و الشمس مُشرقة يختلف عنه في الظلام.
- العمل بالتوقيت الشتوي هو مُحاكاة طبيعية لتغيُر أوقات شروق و غروب الشمس، في حين أن التخلي عنه سيكون مواجهة لظروف طبيعية فُرضت على الأردن بسبب موقعه الجُغرافي بشكل يؤثر على الحياة الاجتماعية سلباً.
سلبيات العمل بالتوقيت الصيفي على مدار العام
- شروق الشمس المتأخر خلال الشتاء: تشرق الشمس في أول يوم من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر حوالي الساعة (6:52) صباحا، يبدأ هذا الوقت بالتزايد التدريجي حتى يصل شروق الشمس أقصى موعد له يوم 15 كانون ثاني/ يناير على الساعة (7:37)، وسيكون غروب الشمس حول الساعة السادسة مساء.
- ذروة البرد تكون في الصباح الباكر، حيث تُسجل أقل درجة حرارة بُعيد شروق الشمس بقليل (تقريبا ما بين الساعة 7:30 و 8:00 صباحا).
- قد يؤدي استخدام التوقيت الصيفي في الشتاء إلى معاناة المواطنين واحساسهم بألم نفسي عند الاستيقاظ و التوجُه للعمل أو المدرسة في الظلام و البرد.
- استخدام التوقيت الصيفي في الشتاء يؤدي إلى جعل ذروة حركة السير فجراً و صباحاً، و هو الوقت الامثل لازدياد خطر الصقيع و الانجماد و الضباب خلال أيام البرد، مما قد يرفع من مُعدل حوادث السير، بينما تقل فرص الصقيع بشكل متسارع بعد شهر آذار.
- قد يكون قرار تثبيت العمل بالتوقيت الصيفي غير عادل بحق أهالي القُرى و الأماكن الأبعد، حيثُ يعتمد الكثير من سُكّان القرى على الذهاب إلى المدرسة أو العمل مشياً على الأقدام، مما يضطرهم للاستيقاظ باكر جداً، بُغية اللحاق بوظائفهم أو مدارسهم مشيا على الأقدام أو باستخدام المواصلات الشاقة لوقت طويل في البرد و الظلام.
- العمل بالتوقيت الصيفي شتاءً سيؤدي إلى مُغادرة جُزء كبير من موظفي القطاع الخاص من منازلهم في الظلام صباحاً، و عودتهم إلى منازلهم في الظلام مساءً.