تحت المُراقبة: احتمالية تطور عاصفة بخصائص شبه استوائية وسط البحر المُتوسط خلال اليومين المقبلين
طقس العرب - مع دخولنا في فصل الخريف مناخياً و الذي يبدأ في 1 سبتمبر/أيلول بدأت الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بأن تشهد تغيرات عِدّة في توزيعها، حيث اشتد مُرتفع جوي في طبقات الجو العالية و قبته الحرارية على أنحاء واسعة من غرب و وسط القارة الأوروبية و تسبب بحدوث موجة حارة قوية على تلك المناطق، و على جانبي هذا المرتفع اندفعتا موجتين علويتين إحداها على اسبانيا و شمال غرب افريقيا و أدت إلى حدوث اضطرابات جوية شديدة و فيضانات، في حين اندفعت الأخرى لوسط البحر الأبيض المُتوسط و ها هي تؤثر على دول البلقان و اليونان بأمطار شديدة الغزارة و فيضانات عارمة.
و تبلور من الموجة العلوية التي انحدرت إلى وسط البحر الأبيض المُتوسط إلى تشكل منخفض جوي عميق و مُحمل بكميات كبيرة من الأمطار على أجزاء من دول البلقان بما فيها اليونان و غرب تركيا.
و يُراقب المُختصين في مركز طقس العرب الإقليمي احتمالية أن يكتسب هذا المنخفض الجوي خلال الأيام القليلة القادمة خصائص شبه استوائية، فوق المنطقة البحرية الواسعة التي تقع ما بين جزيرة كريت و سواحل ليبيا و إيطاليا و التي تتميز حالياً بدفئ مياه البحر و الذي يُعتبر الوقود في مثل هذه الحالة لإكساب هذه الحالة الجوية المزيد من الطاقة و ذلك بالتزامن مع تواجُد كتلة هوائية باردة في طبقات الجو العُليا.
هذه الخصائص الاستوائية في حال اكتسبها المُنخفض الجوي، ستظهر على أرض الواقع على شكل زيادة ملحوظة في الاضطراب الجوي من شدة العواصف الرعدية بالإضافة إلى زيادة في سُرعة دوران الرياح و التيارات حول مركز المُنخفض مما يجعل المنخفض قد يظهر على شكل مُشابه للأنظمة المدارية من صور الاقمار الاصطناعية.
و يُعتبر تشكُل العواصف الشبه استوائية (او الاعاصير المتوسطية) في وسط البحر الابيض المتوسط أمراً نادراً في مطلع شهر سبتمبر/أيلول، حيثُ أن مساحة المُسطح المائي الصغيرة للبحر المتوسط (مُقارنةً بالمُحيطات) إضافة إلى درجات الحرارة المُنخفضة نسبياً لمياهه تجعل من تكوُنها أمراً غير معتاداً، في حين أنها تكون أكثر شيوعاً غربي البحر الأبيض المُتوسط و بخاصة شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
و يُعتقد بأن توالي موجات الحر على جنوب أوروبا و استقرار الأجواء في كثير من الفترات أدت إلى ارتفاع فرص حدوث عواصف متوسطية، حيث أن تكوينها يتطلب عموماً درجات حرارة مياه دافئة جداً في البحر الأبيض المُتوسط تتجاوز حاجز 26 درجة مئوية، حيث أن ارتفاع درجات حرارة البحر يعني بالضرورة توفر المزيد من الرطوبة للعواصف الرعدية، و بالتالي المزيد من الطاقة.
و تُشير آخر الخرائط الجوية عبر نماذج المُحاكاة الحاسوبية إلى أن المنخفض الجوي سيواصل مسيره نحو سواحل شرق ليبيا مع مطلع الأسبوع القادم، بالتزامن مع انتقاله إلى ظروف جوية تساعد أكثر على تطوره و اكتسابه خصائص شبه استوائية، مما يؤدي إلى هطول الأمطار الرعدية الغزيرة على السواحل الشرقية لليبيا و رُبما يواصل تقدمه نحو السواحل المصرية، إلا أن ذلك يحتاج إلى مزيد من المُتابعة خلال قادم الأيام.