تحليل علمي | تعرف على القبة الحرارية والمنخفض الجوي الحراري وأثرهم برفع درجات الحرارة لمستويات قياسية في بعض الأحيان

طقس العرب - لا زلنا في مركز "طقس العرب"، نتابع تداعيات الموجة الحارة المؤثرة على دول الخليج العربي وعدة دول عربية، حيث ولغاية وقت كتابة هذا التقرير تتعرض عدة مناطق عربية لدرجات حرارة مرتفعة تبلغ أعتاب ال 50 مئوي ومنها من تجاوز ذلك في بعض المناطق.

 

 

وقال المتنبئون الجويون في مركز "طقس العرب"، أن سبب الارتفاع الكبير على درجات الحرارة في شبه الجزيرة العربية يعود بمشيئة الله إلى اجتماع عدة ظروف جوية وهي تطور القبة الحرارية تزامناً مع تشكل منخفضات جوية حرارية فوق المنطقة.

 

 

ما هي القبة الحرارية وكيف تساهم جنباً لجنب مع المنخفض الجوي الحراري برفع درجات الحرارة بشكل كبير

 

تعرف القبة الحرارية بأنها ظاهرة جوية تحدث عندما تتشكل منطقة من الضغط الجوي المرتفع في الطبقات العليا من الجو، ومع ضعف الأنظمة الجوية على الحركة في فصل الصيف نتيجة ضعف الرياح أو التيارات الهوائية، يؤدي ذلك إلى مكوث ضغط جوي مرتفع من الهواء الساخن في طبقات الجو العالية في مكان معين لفترة طويلة ومع استمرار هذه العملية يمنع ذلك دخول أي هواء آخر إلى تلك المنطقة، ومع استمرار تسخين الشمس لسطح الأرض، يتكون منخفض جوي حراري فوق السطح، ولأن الهواء عندما يسخن تقل كثافته يرتفع الهواء الساخن إلى أعلى عبر تيارات الهواء الصاعدة فيقوم المرتفع العلوي بعكس هذه التيارات الحارة الصاعدة فترتد إلى أسفل، مما يؤدي إلى احتباس الهواء الحار في الطبقات السفلى وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، وتعرف هذه الظاهرة بالقبة الحرارية، وكمثال على ذلك تعمل القبة الحرارية على حبس الهواء عالي الضغط في مكان واحد، مثل غطاء القدر خلال الطهي. 

 

ويُعرف المنخفض الحراري بأنه منخفض ناتج عن التسخين الشديد لسطح الأرض فيسخن الهواء الملامس له وتقل كثافته بشكل كبير ويرتفع للأعلى مما يحدث هبوطا في الضغط في تلك المنطقة، ويبدأ الهواء بالانتقال من مناطق الضغط المرتفع باتجاه مناطق الضغط المنخفض ليتجمع هناك، فتتشكل حركة صاعدة وعند صعود الهواء للأعلى يجد في طريقه المرتفع العلوي الذي يعمل على عكس هذا الهواء مرة أخرى للأسفل وإلى السطح مما يؤدي إلى عملية حبس هذا الهواء في منطقة معينة ولفترة طويلة ويؤدي استمرار هذه العملية لفترة طويلة لتشكل موجات حارة ورفع درجة الحرارة في منطقة معينة لمستويات قياسية.

 

 

أثار القبة الحرارية على الطقس من حولنا:

 

• يؤدي تشكل القبة الحرارية إلى ارتفاع  درجات الحرارة بشكل كبير وقد تصل إلى مستويات قياسية وخطيرة قد تتجاوز ال50 مئوي كما حدث في ليبيا في 13 أيلول\سبتمبر من العام 1922م، حيث سجلت محطة الأرصاد الجوية في "العزيزية" في ليبيا درجة حرارة بلغت 58.0°C.
• كما تعمل التيارات الهابطة في المرتفعات الجوية على تلوث الهواء وزيادة نسبة الغبار والعوالق الترابية في الأجواء، ويؤدي أيضاً ركود الهواء وعدم تجدده إلى تلوث الأجواء مما قد يعود بأضرار على العامة.
• كما يمكن أن يؤدي تكرار الموجات الحارة إلى زيادة الضغط على شبكات الكهرباء، مما قد يتسبب في انقطاعات في التيار الكهربائي.
• وفي القطاع الزراعي تؤدي الأجواء الحارة إلى حدوث جفاف في المياه والمحاصيل الزراعية، كما يؤدي الارتفاع الكبير على درجات الحرارة إلى حدوث حرائق الغابات والتي من الممكن أن تسب خطراً كبير على الأرواح والممتلكات في حال نشبت في مساحات واسعة وتم فقدان السيطرة عليها .