تسونامي عُمان والساحل الشرقي للإمارات 1945م.. حقيقة بالغ بها كثيرون
طقس العرب – كثيراً ما تُثار الحاديث عن احتمالية تأثر سواحل سلطنة عُمان والامارات بموجات مد بحري "تسونامي" شبيهة بتلك التي أثّرت على سواحل الخليج عام 1945م، وهو ما أثار فضولنا للبحث عن مصادر تاريخية أتت على ذكر تلك الحادثة.
زلزال و تسونامي 1945م في سطور
في 28 نوفمبر عام 1945م هزّ زلزالُ مُدمر بلغت قُوته 8.1 درجة على مقياس رختر "إقليم الماكران" جنوب شرق إيران، مُحدثاً دماراً واسعاُ و انهياراتٍ أرضية أدت إلى غوص أجزاء من ميناء ومدينة «بانسي» الايرانية الواقعة على بحر العرب، وتُشير المصادر التاريخية أن الزلزال المُدمر قد أحدث "موجات تسونامي" مُدمرة وصلت إلى كراتشي في باكستان التي تبعد 360 كيلومتراً عن مركز الزلزال، كما وصلت موجات المد البحري إلى بومباي على بعد 1100 كيلومتر من "بانسي" الايرانية، وخلّف قرابة الـ 5000 قتيل.
تسونامي 1945م على دول عُمان والإمارات بين الحقيقة والمبالغة
معلوماتُ شبهُ معدومة، وحادثة غابت تفاصيلها عن كُتب التاريخ، تؤكد ضعف تأثير هذا الزلزال الذي يستشهد به بعضُ مروجي الشائعات على دول المنطقة، فخلال بحثنا المُطول لم نتمكن من العثور على أي معلوماتٍ أو وثائق تاريخية تشير لتأثيرها على دول الخليج سوى وثيقة واحدة.
رسالة من والد السلطان قابوس تشير إلى تسونامي 1945م
ورقة واحدة استطعنا الوصول إليها بعد طول عناء، وهي رسالة من والد جلالة السلطان قابوس حاكم سلطنة عُمان، يحكي فيها عن تأثّر سواحل السلطنه بأمواج مدٍ بحري في العام 1945م، ويشير من خلالها إلى إرتفاع مياه البحر بشكلٍ غير مُعتاد، ودخولها في مجرى الوادي بعد أن غطّت المياه رصيف الخور، دون أي ذكر لضحايا أو أضرار جسيمة على السواحل العمانية!
ثُم ينتقل بالحديث خلال الرسالة إلى "جوادر" بإقليم بلوشستان أقصى جنوب غرب باكستان، والتي كانت خاضعة لحكم السلطنة في تلك الفترة، ليُشير إلى سقوط 4 قتلى وإلحاق خسائر مادية تُقدر بسبعين ألف "ربية" هناك،
دراسة د.جوستا هوفمان ونتائجها
وهنا تأتي الدراسة الجيولوجية التي أجراها د"جوستا هوفمان" بالتعاون مع طلبة الجامعة الألمانية بمسقط للبحث عن آثار تسونامي عام 1945م، والتي أكدت أن تأثير موجات "التسونامي" كانت طفيفة على الساحل ولم تُسبب بأضرار تُذكر، وذلك بعد مسح المنطقة الساحلية انطلاقاً من القريات و انتهاءً بصور.