تقرير جديد : التغير المُناخي يؤثر على صحة الشباب العقلية

طقس العرب - تم إعداد هذا التقرير بالتعاون مع منظمة "ecoAmerica" المعنية بقضايا البيئة، ويهدف إلى توثيق كيف يمكن للأحداث البيئية المتعلقة بتغير المناخ، مثل الكوارث الجوية وارتفاع درجات الحرارة وسوء جودة الهواء، أن تؤثر بشكل سلبي أو تزيد من تحديات صحة الأطفال والمراهقين النفسية.

 

يشير التقرير إلى أن الكوارث الطبيعية قد تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة بين هذه الفئات العمرية، وأن هناك مخاطر إضافية متعلقة بالصحة النفسية تتصاعد على المدى البعيد نتيجة لعوامل مثل الارتفاع في درجات الحرارة، والجفاف، وسوء نوعية الهواء. هذه العوامل يمكن أن تزيد من احتمالات القلق، والاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب، والسلوك العدائي، وضعف الأداء الإدراكي، وغيرها من الحالات الصحية.

 

يعتبر هذا التقرير الصادر يوم الأربعاء إضافة جديدة لسلسلة الدراسات التي قامت بها منظمة "ecoAmerica" بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للطب النفسي منذ عام 2014. تلك الدراسات لا تقوم بإجراء تجارب جديدة بل تلخص الأبحاث والدراسات الحالية التي ترتبط بتأثيرات تغير المناخ على الصحة النفسية وتنمية الشباب.

 

يبدأ تأثير التغير المناخي على الأطفال قبل الولادة

وفقًا للدكتورة سو كلايتون، التي تعمل كأستاذة في علم النفس في جامعة "ووستر" وتعد الباحثة الرئيسية في هذا التقرير، تكون الأطفال أكثر عرضة للتأثيرات النفسية للأحداث المناخية المتعلقة بتغير المناخ. يعود ذلك إلى عدم قدرتهم على تطوير استراتيجيات التكيف بنفس الطريقة التي يمكن بها للبالغين التعامل مع تلك الأحداث.

وبالنسبة للأسر التي تتعرض للضغوط والتوتر بسبب التغيرات المناخية، مثل الحرارة الشديدة أو الحرائق في الغابات، يمكن أن ينعكس هذا التوتر على صحة الأطفال وصحتهم العقلية بشكل ملحوظ.

ويشير التقرير أيضًا إلى أن آثار الصحة النفسية لتغير المناخ يمكن أن تبدأ في التأثير حتى قبل ولادة الطفل.

 

مشاكل سلكية ونموية يُعاني منها الأطفال بسبب التغير المُناخي

الأطفال قد يتعرضون لمشكلات سلوكية ونموية متنوعة نتيجة التعرض لكوارث الطقس، والارتفاع في درجات الحرارة، وتلوث الهواء، وحالة القلق لدى الأم قبل الولادة. هذه المشاكل تشمل القلق، والاكتئاب، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، وتأخر النمو، ومستوى منخفض من ضبط النفس، واضطرابات نفسية متنوعة.

وما يزيد من التحدي هو أن هذه الآثار قد تؤثر على تطوير الجهاز العصبي للأطفال، وعادةً ما تكون صعبة العلاج.

 

الشباب يشعرون بالقلق بشكل خاص تجاه تغير المناخ

الشباب يشعرون بالقلق بشكل خاص تجاه تغير المناخ، وعادةً ما يكونون أكثر قلقًا بسبب الفشل الواضح للحكومات وأصحاب السلطة في التعامل مع هذه القضية. هذا القلق يرتبط بالعديد من المخاطر، من بينها القلق والاكتئاب والعلاقات الاجتماعية المتوترة وحتى الانتحار.

الشباب يعرفون أن تغير المناخ سيؤثر على مستقبلهم، وهذا ما يزيدهم قلقًا؛ فبالنسبة لهم، من الصعب التخطيط للمستقبل عندما لا يعرفون كيف سيكون عليه بالضبط.

ومن الجدير بالذكر أن ذلك لا يؤثر على الجميع بنفس الشدة. فالأشخاص من خلفيات مهمشة أو من ذوي الدخل المنخفض أكثر عرضة للتأثر بالطقس المتطرف وتغير المناخ بالمقارنة مع الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر ثراءً، حيث قد يكون للأفراد القاطنين في المجتمعات ذات الخلفيات المهمشة أو الدخل المنخفض وسائل أقل لمواجهة التحديات المتعلقة بالطقس القاسي.

على سبيل المثال، تشير الدكتورة كلايتون إلى أن المجتمعات ذات الدخل المرتفع غالبًا ما تمتلك مزيدًا من الغطاء النباتي الذي يوفر حماية من الحرارة والعوامل البيئية القاسية.

 

ومع ذلك، يشدد التقرير على أن هناك خطوات يمكن اتخاذها للحد من تأثير تغير المناخ على الصحة العقلية للشباب. يتضمن ذلك دورًا أكبر للأنظمة المدرسية في توفير مزيد من مرافق الحماية وتضمين مناهج دراسية حول تغير المناخ.

يمكن أيضًا لمحترفي الرعاية الصحية القيام بدور مهم من خلال إجراء فحوصات منتظمة ومبكرة للكشف عن الاضطرابات المرتبطة بتغير المناخ بين الشباب.

 

اقرأ أيضًا:

التغير المناخي | استخدام الطاقة البديلة وغيرها من الإجراءات لتقليل آثاره عالميا

التغير المناخي | سبتمبر الفائت الأكثر حرّاً حسب السجلات المناخية على مستوى العالم