تقرير طبي: تغيّر المناخ يُهدد صحة الشعوب بشكل حاد
طقس العرب - حذر تقرير نشرته مجلة "ذا لانست" (The Lancet) الطبية، من أن الإفراط في استخدام الوقود الأحفوري يؤدي إلى تفاقم مشكلة تغير المناخ بشكلٍ سريع ويهدد صحة الشعوب بشكل كبير، لأن الآثار المرتبطة بالطقس القاسي تترك 98 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وترفع معدل انتشار الأمراض المعدية والوفيات الناجمة عن الطقس الحار.
وحذّر أنتوني كوستيلو، الرئيس المشارك في دراسة "لانسيت كاونت داون" السنوية التي يجريها 99 خبيراً من 51 مؤسسة بينها منظمة الصحة العالمية، من أن "العالم يقف عند نقطة تحول. يجب أن نتغير، وإلا فإن أطفالنا سيواجهون تسارعاً في تغير المناخ يهدد استمرارهم".
وبالرغم من الخطورة التي وصل إليها العالم نتيجة استخدام الوقود الأحفوري، لا تزال الغالبية الكبرى من البلدان تخصص مئات مليارات الدولارات في دعمه، وهي مبالغ توازي أو حتى تفوق ميزانيتها الصحية.
الطقس المتطرف يهدد صحة الانسان ويزيد العبء على الأنظمة الصحية
يصف التقرير الذي يلخص نتائج دراسة "لانسيت كاونت داون" السنوي، كيف زاد الطقس المتطرف خلال عامي 2021 و 2022 من الضغط على الخدمات الصحية على مستوى العالم التي لا زالت تعاني بالفعل من جائحة كوفيد-19، حيث تسببت الفيضانات في أستراليا والبرازيل والصين وأوروبا الغربية وماليزيا وباكستان وجنوب أفريقيا وجنوب السودان في مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص وتسببت في خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات.
وتم تسجيل درجات حرارة قياسية في العديد من البلدان، بما في ذلك أستراليا وكندا والهند وإيطاليا وعُمان وتركيا وباكستان والمملكة المتحدة، حيث سجلت المملكة المتحدة 40 درجة مئوية في يوليو/ تموز 2022، وكذلك أجزاء من أوروبا وباكستان والصين.
وزادت الوفيات المرتبطة بالحرارة بنسبة 68% بين عامي 2017 و2021 مقارنةً بالفترة 2000-2004، وزاد تعرض الإنسان لأيام عالية الخطورة على صعيد الحرائق بنسبة 61% خلال فترات مماثلة.
وأدى التعرض للحرارة، إلى ضياع 470 مليار ساعة عمل محتملة على مستوى العالم في عام 2021، ما أثر بشكلٍ غير متناسب في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وزاد من تأثير أزمة تكلفة المعيشة.
وفقاً للتقرير، يؤدي الاحتباس الحراري إلى انتشار الأمراض المعدية، إذ ارتفع معدل انتقال الملاريا بنسبة 32.1% في مناطق المرتفعات في الأميركيتين، و 14.9% في أفريقيا مقارنةً بخمسينيات القرن الماضي (الفترة 1951-1960). وعلى الصعيد العالمي، زاد خطر انتقال حمى الضنك بنسبة 12% خلال هذه الفترة.
كما تُعد انبعاثات الوقود الأحفوري المساهم الرئيسي في تلوث الهواء، وتقدر البيانات الصادرة عن تقرير Lancet أن التعرض لتلوث الهواء ساهم في 4.7 مليون حالة وفاة على مستوى العالم في عام 2020 ، منها 1.3 مليون (35٪) مرتبطة مباشرة بحرق الوقود الأحفوري.
جفاف الأراضي وانعدام الامن الغذائي
ذكر التقرير، الذي فحص تغير المناخ في 103 دول، أن مساحة الأرض العالمية التي تأثرت بالجفاف الشديد نمت بنسبة 29% في الأعوام الخمسين الماضية.
ويترك ارتفاع درجات الحرارة والظواهر الجوية المتطرفة - التي يزيد احتمال حدوثها بسبب تغير المناخ - ما يقرب من 100 مليون شخص إضافي في مواجهة انعدام الأمن الغذائي الشديد حالياً، مقارنة بالفترة 1981-2010.
نتطلع "بأمل" إلى مؤتمر المناخ الشهر المقبل
يخلص تقرير "لانسيت" إلى أنه "على الرغم من التحديات، هناك أدلة واضحة على أن العمل الفوري لا يزال بإمكانه إنقاذ حياة الملايين، مع التحول السريع إلى الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة".
إن تقرير "لانسيت" اليوم هو دعوة إلى حشد الجهود، حيث يأمل المؤلفون أن تظهر الأدلة التي يقدمها التقرير الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، المُقام في مصر في الفترة من 6-18 نوفمبر 2022.