تنامي المرتفع الجوي المداري وهو المؤجج الرئيسي لظاهرة القبة الحرارية المسببة لموجات الحر خلال الصيف
طقس العرب - قال المُتنبئون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي بأن آخر مُخرجات النماذج العددية المُعالجة تُشير إلى حدوث تنامي للمُرتفع الجوي المداري على دول الخليج العربي وأفريقيا خلال الفترة القادمة مما يؤدي إلى زيادة تسخين الهواء قُرب سطح الأرض، مما ينعكس على درجات الحرارة.
وفي التفاصيل، يُتوقع بمشيئة الله أن يتزايد تأثير المُرتفع الجوي المداري على دول الخليج العربي وأفريقيا خلال الفترة القادمة، وبخاصة قطر والبحرين والإمارات وسلطنة عُمان، حيث يطرأ ارتفاع على درجات الحرارة في الفترة القادمة لتكون في مستويات أربعينية حتى في العواصم، بما فيها العاصمة الرياض، ويسود طقس حار إلى شديد الحرارة خلال ساعات النهار، في حين يصبح الطقس دافئاً إلى حاراً نسبياً ليلاً.
ما هو المُرتفع الجوي المداري وكيف يساهم في ارتفاع درجات الحرارة؟
والمُرتفع الجوي المداري هو ذاك الحزام من الضغط الجوي المرتفع الممتد عرضانياً (شرق-غرب) المتمركز حول خط عرض 30 شمالاً وجنوباً، وسبب وجود هذا الضغط يعود إلى هبوط كتل كبيرة من الهواء في الجزء العلوي من الغلاف المتغير (التروبوسفير)، غير أن هذا الحزام يتصف بعدم تواصله، حيث إنه يتجزأ إلى حجيرات نتيجة تداخل كتل اليابس والماء، واختلاف مظاهر السطح، وتشكل حجيرات الضغط المرتفع شبه المداري في نصفي الكرة مصدر الرياح التجارية والرياح العكسية (غربيات العروض الوسطى).
المرتفع المداري أحد أبرز مسببات موجات الحر خلال الصيف وهو المؤجج الرئيسي لظاهرة القبة الحرارية
ويُعتبر المرتفع الجوي المداري أحد أبرز مسببات موجات الحر في الوطن العربي، وبخاصة في الجزيرة العربية وبلاد الشام، لأنه يُعد المؤجج الرئيسي لظاهرة القبة الحرارية، والتي تؤثر على الوطن العربي والعالم خلال فصل الصيف. ويُساهم المُرتفع الجوي المداري في عملية تسخين طبقات الجو القريبة من سطح الأرض. كما يُساهم المُرتفع الجوي شبه المداري (ارتفاع قيم الجيوبوتنشل) في حُدوث ما يُعرف بظاهرة "القُبّة الحرارية" (Heat Dome)، والتي من شأنها أن تزيد من قيم التيارات الغارقة (Sinking air) - حيث تضغط الهواء في طبقات الجو المنخفضة مُسببة ارتفاعاً في درجات الحرارة.
والله أعلم.