جدة: قصة "رياح فوهن" اللاهبة التي جعلت مدينة جدة واحدة من أعلى مدن العالم حرارة!
طقس العرب - سنان خلف - تعيشُ مدينة جدة الساحلية المُطلة على البحر الأحمر في بعض أيام الصيف صراعاً بين نوعين مُختلفين من الرياح، منها ماهو معتدل يؤثر عليها أغلب أيام السنه، ومنها ما هو لاهب، يرفعُ درجات الحرارة لمستواياتٍ قياسية، تصل في بعض الأحيان إلى الـ 50 درجة مئوية!
رياح فوهن التي إن هبّت جعلت مدينة جدة أكثر مدن العالم حرارة
هذا النوع من الرياح لا يُطيقه ولا يتمناه سكان مدينة جدة، والحديث هُنا عن رياحٍ تُعرف عالمياً بـ "رياح فوهن" وهي بالنسبة لمدينة جدة رياحُ شرقية شديدة الحرارة تنحدر من جبال مكة والطائف باتجاه مدينة جدة، تزداد حرارة ولهيباً خلال عبورها عبر المنحدرات الجبلية، لتصل إلى مدينة جدة وتُحول طقسها المعتدل إلى طقس لاهب ولايُكسر جموحه إلا بدخول الرياح الشمالية الغربية القادمة من البحر.
وبالعودة للأرشف المناخي للسنوات السابقة نُلاحظ هبوب رياح فوهن على مدينة جدة في عددٍ من السنوات وبشدة متفاوتة، كان أبرزها ماحدث في العالم 2015م، وتحديداً بتاريخ 20 أغسطس عندما هبت رياح فوهن الشرقية الحارة والجافة على مدينة جدة منحدرة من جبال مكة والطائف، مُكتسبة المزيد من الحرارة عبر مسيرها فوق المنحدرات والأودية، لتصل إلى مدينة جدة وتتسبب بتسجيل درجات حرارة قياسية وصلت إلى الـ 50 درجة مئوية! لتُصنف كواحدة من أكثر مدن العالم حرارة في ذلك اليوم.
النوع الثاني: الرياح الشمالية المُعتادة
أما النوع الثاني فهي الرياح الشمالية المعتادة التي تؤثر على مدينة جدة في أغلب أيام السنة وتجعل مناخها يختلف جذرياً عن مناخ مكة المكرمة، فهذه الرياح أقل حرارة قادمة من البحر وتعمل بشكلٍ دائم على تلطيف الأجواء.