حرائق سيبيريا تصل إلى أبرد مدينة في العالم مما يعطي دفعة كارثية لزيادة تغير المناخ

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2021/08/08

طقس العرب - كان مشهداً نادراً في أبرد مدينة في العالم، حيث احترقت غابات شاسعة حول مدينة ياكوتسك السيبيرية شمالي روسيا، والتي منحتها درجات الحرارة المتجمدة في الشتاء لقب أبرد مدينة مأهولة بالسكان على وجه الأرض، وهاهي المنطقة تشهد حرائق هائلة غطت سماء المدينة بالدخان الضبابي الداكن.

 

 

منطقة ياقوتيا (والتي تضم مدينة ياكوتسك)، شهدت ارتفاعًا في متوسط ​​درجة الحرارة السنوية بمقدار 3 درجات مئوية منذ بداية القرن العشرين - أكثر بدرجتين من متوسط ​​درجة حرارة كوكب الأرض - وشهدت هذا الصيف عدة أيام مع حرارة قياسية بلغت 39 درجة مئوية.

 

وفي حين أنه من الصعب ربط الحرائق الفردية مباشرة بالتغير المناخي، إلا أن الاحتباس الحراري العالمي يزيد من احتمالية حدوث الحرائق لأن موجات الجفاف الأشد والأطول تخلق ظروف حريق مثالية.

 

ومع وجود جفاف هذا الصيف في ياقوتيا لم تشهده منذ 150 عامًا، أجتاحت المنطقة حرائق الغابات التي اتت على أكثر من 1.5 مليون هكتار من غابات التايغا المستنقعية، وهي حرائق تفوقت على كل الأرقام القياسية، بحسب الخبراء.

(تُظهر هذه الصورة الجوية التي التقطت في (27 يوليو) غابة محترقة في منطقة جورني أولوس غرب ياكوتسك في سيبيريا - روسيا. الصورة من وكالة فرانس برس)

 

 

جهود مكافحة الحرائق

مع استمرار موسم حرائق الغابات السنوي في سيبيريا  لأكثر من شهر، سارع المسؤولون إلى تهدئة الحرائق، وإرسال الجيش لبذر السحب لإنتاج الأمطار.

 

شاهد بالفيديو كيف تقوم الطائرات الروسية باخماد حرائق غابات سيبيريا

 

ولكن في ياقوتيا - وهي منطقة يقل عدد سكانها عن مليون شخص - فقد أنزل الجزء الأكبر من العمل على عاتق الآلاف من رجال الإطفاء والمتطوعين المحليين، الذين يعملون بموارد ضئيلة وميزانية منخفضة.

 

وهذا يعني أن عشرات الحرائق تُركت لتشتعل دون مكافحة، مع إعطاء الأولوية لحماية المناطق السكنية.

 

وحسبما قال جريجوري كوكسين ، رئيس وحدة حرائق الغابات في جرينبيس في البلاد، أن روسيا شهدت "حرائق غير معهود" هذا الموسم، من سيبيريا إلى جبال الأورال ومنطقة كاريليا في شمال غربها.

 

وفي فترات الراحة من مكافحة الحرائق ، أقام بعض السكان المحليين في ياقوتيا طقوس الصلاة لطلب هطول الأمطار التي ستساعد في اخماد الحرائق وتخفيف الجفاف، وقد هطلت أمطار غزيرة في أحد أيام شهر يوليو/ تموز ، ولكن المطر لم يسقط لفترة كافية وبعد 48 ساعة أفسح المجال للحرارة والرياح العاتية لتعيد تأجيج النيران.

 

 

حرائق منطقة ياقوتيا قد تزيد من تغير المناخ

تمتلك منطقة ياقوتيا حدوداً مع المحيط المتجمد الشمالي، وتقع فوق التربة الصقيعية على مساحة تقارب خمسة أضعاف مساحة فرنسا، هذه التربة الصقيعية تحبس ضعف كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري الموجودة في الغلاف الجوي، وإلى جانب ما تطلقه الحرائق من الكربون في الغلاف الجوي وتدمر المواد التي تمتصه مثل النباتات والتربة، ها هي الحرائق والارتفاع في درجات الحرارة يتسبب بذوبان التربة الصقيعية، وقد يكون ذلك دافعًا كارثيًا في زيادة تغير المناخ.

 

 



تصفح على الموقع الرسمي



رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟اندفاع متكرر لكتل هوائية شديدة البرودة نحو جنوب أوروبا تنتج منخفضات جوية مرفقة بالأمطار الغزيرة والثلوجمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟