خفض انبعاثات التبريد.. اتفاقية عالمية تُبصر النور في كوب 28

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2023/10/22

طقس العرب - تستعد قمة المناخ كوب 28 للإعلان عن إطار عالمي لخفض انبعاثات التبريد، في إطار جهود أوسع تستهدف مكافحة التغيرات المناخية عبر تقليص استعمال غازات الدفيئة لما لها من آثار كارثية على كافة مظاهر الحياة على كوكب الأرض.

وتتسارع وتيرة الانبعاثات ذات الصلة بعمليات التبريد، ومن المتوقع أن تزيد بواقع 3 أضعاف بحلول منتصف القرن الحالي (2050)، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يزداد استخدام أجهزة التكييف الهوائي حول العالم. وبالتالي، تطالب العديد من الدول، بما في ذلك الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية، بالالتزام بتعهد عالمي يتطلب تخفيض انبعاثات التبريد بنسبة 68% بحلول عام 2050، وفقًا لمصادر مطلعة نقلتها وكالة رويترز.

وتمثل معاهد التبريد العالمي التي من المقرر الإعلان عنها خلال قمة المناخ كوب 28 طلبًا صعبًا؛ نظرًا لأنه من المتوقع أن تشهد صناعة التبريد نموًا مضطردًا؛ ما يَنتُج عنه بالضرورة زيادة في مستويات انبعاثات التبريد المثيرة للجدل.

 

3 أضعاف الزيادة المتوقعة

تمثل انبعاثات التبريد الناجمة عن المبردات والكهرباء المُستعمَلة في عملية التبريد -الآن- نحو 7% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، ومن المتوقع أن تتضاعف بواقع 3 مرات بحلول عام 2050، فيما تواصل درجات الحرارة المضي في مسار متصاعد.

وسيجري تركيب قرابة 3 مليارات جهاز تكييف هوائي إضافي حول العالم بخلاف الموجودة الآن حسبما قال مدير برنامج كلين كولينغ كولابوراتيف Clean Cooling Collaborative الغير ربحي نوح هورويتز.

وأضاف هورويتز:

"لم يَعُد يمكننا العمل كالمعتاد".

 

وتقود رئاسة مؤتمر المناخ كوب 28 الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة تعهد التبريد العالمي إلى جانب تحالف التبريد التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يو إن إي بي).

 

الحرارة القاتلة

مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية -الآن- بواقع 1.2 درجة مئوية، مقارنة بدرجة الحرارة خلال العصر الذي سبق الثورة الصناعية، يشهد العالم مزيدًا من الموجات الساخنة حاليا حيث من المتوقع أنه عند درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، من الممكن أن يواجه مئات الملايين من الناس أسبوعًا في العام، يعانون فيه من الحرارة الرطبة القاتلة دون استعمال وسائل التبريد.

وقال خبراء إن تحقيق التزام معاهدة التبريد العالمي، ممثلاً في تقليص انبعاثات التبريد، سيتطلب ضخ استثمارات ضخمة في طرح تقنيات تبريد أكثر استدامة، بدعم من التحفيزات الحكومية، والمشتريات الضخمة.

ومن المرجح أن يتطلب تحقيق الهدف المحدد في اتفاقية التبريد العالمية أيضًا تحويل الشبكات الكهربائية إلى مصادر للطاقة المتجددة فاستخدام أجهزة التكييف والمراوح للحفاظ على مستوى التبريد يشكل حوالي 20% من استهلاك الكهرباء عالميًا، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية التي نشرتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت المنسقة العالمية لتحالف التبريد التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ليلي رياهي:

"نحن بحاجة إلى التبريد، لكن يجب أن يكون أكثر كفاءة وفاعلية".

 

 

انبعاثات التبريد

يطالب تعهد التبريد العالمي الذي يمثل أول تركيز عالمي على انبعاثات الطاقة من قطاع التبريد، الدول بخفض انبعاثات التبريد بنسبة 68% على الأقل، مقارنةً بالأساس المحدد لعام 2022، بحلول عام 2050، وفق النص المتفاوض عليه الذي طالعته رويترز، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وسيشتمل هذا على معالجة مركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCS) المستخدمة في المبردات، والتي يُعزى إليها الجانب الأكبر في انبعاثات التبريد، إلى جانب استهلاك الكهرباء، ويضيف تعهد التبريد العالمي إلى الجهود التي كانت قد بدأت بموجب تعديل كيغالي في عام 2016 لبروتوكول مونتريال، الذي يطالب بخفض تدريجي في إنتاج واستهلاك مركبات الكربون الهيدروفلورية التي تُعد واحدة من أخطر غازات الدفيئة، في تقنيات التبريد.

وتعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال هو اتفاق دولي لتقليل استهلاك وإنتاج مركبات الكربون الهيدروفلورية تدريجيًا، وتُستعمَل هذه الغازات لتحل محل المواد المستنفدة للأوزون، وليس لها تأثير في طبقة الأوزون.

 

13 التزامًا آخر

يتضمن تعهد التبريد العالمي 13 التزامًا آخر، تشتمل على وضع الحد الأدنى لمعايير أداء الكهرباء المُستعملة لأجهزة التكييف الهوائي بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، من بينها انبعاثات التبريد في خطط العمل المناخية العامة للدول، والتي يُطلق عليها الإسهامات المحددة وطنيًا، ويستلزم على الموقعين على تعهد التبريد العالمي نشر خطط العمل الوطنية للتبريد بحلول عام 2026، والالتزام بدعم نشر تقنيات التكييف الهوائي عالية الكفاءة.

ولم يكتشف بعد أي من الدول الأربعين أو أكثر التي جرى التشاور معها حتى الآن قد تنضم إلى تعهد التبريد العالمي خلال مؤتمر كوب 28 الذي من المقرر انطلاق فعالياته في 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2023) في دبي.

وقال ناطق باسم كوب 28 إن منظمي تعهد التبريد العالمي ما يزالون -أيضًا- يعملون على كيفية معالجة الدور الذي تؤديه الحكومات المحلية، لا سيما في المدن، وفي التعهد، لتقليص انبعاثات التبريد.

كما تؤخذ مسألة مشاركة القطاع الخاص لدعم تعهد التبريد العالمي في الحسبان؛ حيث إنه وفق تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، من الممكن أن تؤتي الجهود العالمية لمواجهة انبعاثات التبريد ثمارها بحلول عام 2050، متفاديةً إطلاق ما يصل إلى 86 مليون طن متري من مكافئ الانبعاثات الكربونية.

ويُشار إلى أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بقطاع الطاقة تلامس قرابة 37 مليار طن متري سنويًا.

 

اعرف أيضا:

ماذا لو اختفت الشمس فجأة؟

أكبر حديقة زهور على مستوى العالم تستقبل زوارها في دبي

 


المصادر:

attaqa

 

 



تصفح على الموقع الرسمي



10 أنشطة بشرية دمرت البيئةأكبر المشاكل البيئية التي ستواجهنا في عام 2025الأردن/تحديث الساعة ال8 صباحا : ضباب كثيف يشهده مطار الملكة علياء الدولي وتدني لمدى الرؤية الأفقية إلى 500 مترمركز طقس العرب يُصدر نشرة فصل الشتاء 2024/2025 (التفاصيل في الداخل)ظاهرة فلكية بديعة في السماء بالتزامن مع بدء فصل الشتاءمربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟تحــــديث: ضباب الآن في مطار الملكة علياء و المناطق المُحيطة و تدني لمدى الرؤية الأفقية إلى 200 مترالأردن | بداية مستقرة لأربعينية الشتاء وأجواء باردة في مختلف المناطق مع ظهور السحب المتفرقةالأردن - تحديث جوي | سحب ممطرة تؤثر على بعض المناطق الجنوبية يصاحبها تشكل للضباب