دراسة: الماء ليس الوحيد الذي يرطب جسمك بكفاءة .. الحليب وعصير البرتقال أيضًا
طقس العرب - وفقًا لدراسة أجريت في عام 2016 ونشرت في مجلة التغذية السريرية الأمريكية، يبدو أن الماء ليس أفضل مشروب للترطيب، على الأقل من حيث توازن السوائل في الجسم على المدى الطويل. مشروبات الطاقة أيضًا ليست الخيار الأفضل.
في الواقع الجواب الصادم نوعًا ما هو الحليب؛ حيث أُثبت كل من الحليب الخالي من الدسم والحليب كامل الدسم أنه أكثر ترطيبًا من الماء حتى بعض ضبط النتائج لمحتوى الماء الأساسي في كل مشروب.
كيف يكون الحليب مُرطبًا للجسم؟
حسنًا، الترطيب ينطوي ليس فقط على توازن السوائل ولكن أيضًا يشمل الاحتفاظ فيها، ما يعني أن فوائد المشروب لا تفقد بسرعة بسبب التبول.
المواد الغذائية الموجودة في الحليب مثل الدهون واللاكتوز - سكر الحليب - والصوديوم - الملح - تُساهم في قدرته على البقاء في الجسم لفترة أطول، وبالتالي توفير المزيد من الترطيب.
ويُعد الصوديوم على وجه الخصوص هو إلكتروليت الأكثر شيوعًا في جسم الإنسان وفقًا لعيادة كليفلاند، والإلكتروليتات مفيدة بشكل خاص فيما يتعلق بالحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
عصير البرتقال وكفاءة عالية في ترطيب الجسم
طور مُؤلفو الدراسة الذين ينتمون إلى كلية الطب في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا منهجية لمؤشر ترطيب المشروبات، وشارك في الدراسة حوالي 80 شخصًا ولم تكن الفوائد المذهلة للحليب في الترطيب هي المفاجأة الوحيدة التي كشفتها النتائج ، فقد تبين أيضًا أن عصير البرتقال كان مفاجئًا في فعالية الترطيب.
لماذا الترطيب المناسب مهم للجسم؟
الترطيب المناسب بالتأكيد أمر بالغ الأهمية للعديد من وظائف الجسم، تُشير مدرسة الصحة العالمية في جامعة هارفارد إلى أننا نشعر بتحسن ونفكر بشكل أفضل عندما تكون أجسامنا مرطبة بشكل صحيح، كما أن الترطيب يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على درجة حرارة الجسم وتوفير التغذية اللازمة لخلايانا
الماء تقليديًا هو المشروب الموصى به لهذا الترطيب الضروري.
ما هو الحد الأدنى لشرب الماء يوميًا؟
في الواقع هناك حد أدنى من الماء الذي يجب شربه يوميًا للبقاء رطبًا، بالنسبة للرجال يبلغ هذا الإجمالي 3.7 لتر، أما للنساء فيبلغ 3 لتر
لكن ليس الماء المشروب الوحيد الذي يجب أن نشربه، ويمكن أن تكون الخيارات الأخرى مفيدة جدًا أيضًا في مساعدتنا على الحفاظ على رطوبة أجسادنا. كما يشير مركز Mayo Clinic فإن أحد أسباب التي تجعل من الحليب وعصير البرتقال مليئين بالترطيب هو أنهما يتكونان أساسًا من الماء، فبالواقع تبلغ نسبة محتوى الماء في كل من الحليب وعصير البرتقال ما يقارب 90%.
هل جميع المشروبات تحتوي نفس نسبة الماء والترطيب؟
ومع ذلك، ليست كل المشروبات مرطبة بنفس القدر، على الرغم من احتوائها على نسبة عالية من الماء، قعلى سبيل المثال قد تبدو المشروبات الغازية المُحلاة مُرطبة على المدى القصير ولكنها تتسبب في فقدان الماء على المدى البعيد. ذلك لأن الماء ضروري لمساعدة جسمك على معالجة السكريات الموجودة في هذه المشروبات. أما القهوة والشاي فيعتبران أكثر ترطيبًا لا سيما عند إضافة القليل من الحليب لتعويض تأثيرات الكافيين المدرة للبول. فيُمكن أن تكون المدرات التي تزيل الماء من الجسم عن طريق التبول المتكرر الجفاف.
الأسباب التي تجعل بعض المشروبات أكثر ترطيبًا
من اجل قياس الاحتفاظ في السوائل والتأثيرات طويلة المدى للترطيب؛ قام مؤلفو الدراسة في عام 2016 بقياس مستوى الترطيب بعد ساعتين أو أكثر من تناول المشروبات.
وأثبتت الدراسة أن كل من الحليب (خالي وكامل الدسم) وعصير البرتقال أكثر ترطيبًا من الماء، ومع قياسات أفضل تصل إلى أربع ساعات بعد تناولها. بعد ضبط محتوى الماء كان الحليب فقط أكثر ترطيبًا بشكل واضح.
لاحظت أخصائية التغذية ميليسا ماجومدار في CNN Health أن "هذه الدراسة تُخبرنا الكثير مما نعلمه بالفعل" ، كما لفتت النظر إلى أن الإلكتروليتات - مثل الصوديوم والبوتاسيوم - تساهم في تحسين الترطيب ، بينما تؤدي السعرات الحرارية في المشروبات إلى إبطاء إفراغ المعدة وبالتالي إبطاء إطلاق التبول."
هل شرب الحليب يُعوض عن شرب الماء؟
ومع ذلك، هذا لا يعني أننا يجب أن نعتمد على الحليب بدلًا من الماء للحصول على معظم احتياجاتنا من الترطيب. فالحليب على الرغم من فوائده الممتازة في الترطيب إلا أنه يحتوى أيضَا على الكثير من السعرات الحرارية والكربوهيدرات. لكنه يُمكن أن يكون طريقة رائعة للتعافي من التدريبات الشديدة.
الكثير من الماء يمكن أن يكون أمرا سيئًا
ليس الماء فقط هو أكثر المشروبات كفاءةً من حيث الترطيب، بل يمكن أن تكون شرب كميات كبيرة منه أيضًا ضارًا. وذلك لأن كليتنا يمكن أن تعالج فقط كمية محدودة من الماء يوميًا. في الواقع، يمكن أن تؤدي وفرة الماء إلى مشاكل طبية خطيرة، وفقًا لمركز مايو كلينك. عادة، تستطيع الكليتان معالجة حتى 28 لترًا من الماء يوميًا، ووفقًا لموقع ميديكال نيوز توداي. هناك حدًا للكمية التي يمكن التخلص منها خلال ساعة واحدة. لذلك، إذا شربت أكثر من لتر واحد في الساعة الواحدة، فذلك لن يكون تصرفًا صحيًا.
بالطبع، يجب أن تكون مستويات الترطيب لدينا متوازنة مع مستويات التغذية، والماء له فائدة مهمة وهي عدم وجود سعرات حرارية. لكن هذا ليس الحال مع الحليب أو عصير البرتقال، اللذين على الرغم من فعاليتهما الممتازة في الترطيب على المدى القصير، لا يمكن تناولهما - على الأقل بصورة صحية - بالقرب من كمية الماء. لذلك على الرغم من أن الماء قد لا يكون أفضل مشروب للترطيب من حيث الكفاءة، إلا أنه لا يزال هو المشروب الذي يجب علينا شربه أكثر من أي شيء آخر، كما أشارت UC Davis Health.
المصدر: foodrepublic