تحليل علمي | المُنظومة الجوية في نصف الكرة الشمالي تتسبب بموجات مطرية على أوروبا وتكسر حدة الحر في بلاد الشام
طقس العرب - يُتابع المُتنبئون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي آخر المُخرجات الواردة من النماذج العددية الحاسوبية، والتي تُقوم بعملية مُحاكاة لحركة الكُتل الهوائية والأنظمة الجوية لنصف الكرة الأرضية الشمالي، وبخاصة القارة الأوروبية وبلاد الشام، حيث أن شكل الأنظمة الجوية يبدو لافتًا ويتسبب باضطرابات جوية قوية على أوروبا وأمطار صيفية يقابلها نسمات ذات درجات حرارة أقل تكسر من حدة حر الصيف، خاصة مع ساعات الليل على بلاد الشام.
أحواض علوية باردة على القارة الأوروبية يقابلها تيارات هوائية دافئة سطحياً مما يتسبب بموجات مطرية غزيرة
وأفاد المُختصون الجويون في مركز طقس العرب أن القارة الأوروبية، وبخاصة وسطها وجنوبها، تتعرض لأنظمة جوية علوية غير اعتيادية نسبةً لمثل هذا الوقت من العام، حيث تندفع بشكل مُتكرر أحواض علوية باردة تتفرع من كُتل هوائية باردة شمال أوروبا والمُحيط الأطلسي، تتزامن مع تيارات هوائية ذات تسخين سطحي مُرتفع تلتحم مع الهواء العلوي البارد والرطب، مما يُنتج موجات مطرية شديدة أحياناً على عِدة دول أوروبية، بما فيها دول البلقان وتركيا، يصاحبها حبات البَرَد وتشكل السيول وارتفاع منسوب المياه.
الأحواض العلوية الباردة تفقد برودتها عند وصولها لشرق البحر المُتوسط وتؤثر على الأردن وبلاد الشام على شكل نسمات ذات حرارة أقل.
وتصل هذه الأحواض العلوية الباردة نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المُتوسط، لكنها تفقد برودتها حينها بفعل مرورها بمساحة جغرافية شاسعة، وبذلك تكون تأثيراتها على الأردن وبلاد الشام على شكل نسائم بحرية تتسبب بأجواء صيفية اعتيادية ودرجات حرارة ضمن المُعدلات، وتكون تأثيرات النسمات الأقل حرارة جلية مع ساعات الليل، حيث يسود طقس لطيف ورطب.
كما وتعمل الأنظمة الجوية العلوية القادمة من شرق أوروبا على تزحزح المُرتفع الجوي شبه المداري العلوي نحو الشرق، مما تسبب بابتعاد الموجات الحارة والقبة الحرارية عن بلاد الشام والأردن خلال شهر تموز الحالي، بحمد الله، وبذلك لم تكن درجات الحرارة بعيدة كثيراً عن الإطار الطبيعي رغم ارتفاعها في بعض الفترات.
دور ظاهرة اللانينا في تغير الأنظمة الجوية في أوروبا وبلاد الشام
وأشار المُختصون الجويون في طقس العرب إلى أن لظاهرة اللانينا تأثيرًا كبيرًا على الطقس حول العالم، بما في ذلك أوروبا وبلاد الشام. خلال فترة اللانينا، تكون درجات حرارة سطح المحيط الهادئ الاستوائي أقل من المعتاد، مما يؤثر على أنماط الطقس العالمية.
فيما يتعلق بالأمطار الصيفية في أوروبا ووصول الأحواض العلوية، يمكن أن تؤدي ظاهرة اللانينا إلى زيادة نشاط التيار النفاث، مما يجلب أنظمة منخفضة الضغط والأحواض العلوية إلى شمال أوروبا، وبالتالي زيادة هطول الأمطار في هذه المناطق خلال الصيف، خاصة شمال أوروبا. قد يتغير مسار الأحواض العلوية، حيث تنتقل أنظمة الطقس الباردة من المحيط الأطلسي نحو أوروبا، مما يؤدي إلى تقلبات جوية وزيادة فرص هطول الأمطار في بعض المناطق.
كما تجدر الإشارة إلى أن تأثيرات اللانينا يمكن أن تكون غير منتظمة وتعتمد على عدة عوامل أخرى، بما في ذلك تفاعلها مع أنماط الطقس المحلية والجغرافيا الأوروبية. بشكل عام، يمكن أن تؤدي ظاهرة اللانينا إلى تأثيرات ملحوظة على الطقس في أوروبا خلال الصيف، بما في ذلك تغيير أنماط الأمطار ومسارات الأحواض العلوية.
والله أعلم.
اقرأ ايضاً: