درجات حرارة قياسية و غير مسبوقة شهدتها العديد من مُدن العالم في يوليو 2023
طقس العرب - تشهد جنوب أوروبا و دول المغرب العربي موجة حر شديدة و مرهقة ارتفعت معها درجات الحرارة إلى قيم غير مسبوقة و تسببت باندلاع حرائق غابات عنيفة في العديد من المناطق، و جرى إجلاء الآلاف إثر اندلاع حرائق غابات في أنحاء متفرقة حسبما أعلنت السلطات.
و ترافقت موجة الحر إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى قيم إستثنائية، حيث اقتربت من 49 درجة مئوية في العاصمة الجزائرية و هي الأعلى على الإطلاق في تاريخ السجلات المناخية، حيث أن المناطق الساحلية في الجزائر تكون بالعادة بمنأى عن الموجات الحارة بسبب تدفق رياح أقل حرارة من فوق البحر إلى اليابسة، إلا أن اتجاهات الرياح و طريقة مكوث هذه الكتلة شديدة الحرارة فوق شمال غرب إفريقيا أدى إلى وصول درجات الحرارة إلى قيماً غير مسبوقة.
كما و لامست درجات الحرارة 49 مئوي في تونس قرطاج و هي أعلى حرارة مُسجلة في تاريخ سجلاتها كذلك، كما سجلت ببنزرت 48.9 درجة مئوية متجاوزة بذلك الرقم السابق المسجل 1981، في حين سجلت بلنفيضة 48.3 مئوي و الذي يتجاوز رقم المحطة المسجل سنة 2012.
نصف درجة مئوية فصلت سردينيا عن تحطيم رقم أعلى حرارة مسجلة في تاريخ أوروبا المُسجّل
و قد كان تأثير الموجة الحارة -و ما زال- شديداً على العديد من دول جنوب أوروبا بما فيها اسبانيا و إيطاليا و اليونان، حيث سجلت روما ما يُقارب 43 درجة مئوية و بذلك حظمت أعلى درجة حرارة في تاريخها سجلاتها المناخية، في حين سجلت سردينيا في ايطاليا حوالي 48.2 درجة مئوية، مما هدد الرقم القياسي لأعلى درجة حرارة في التاريخ المُسجل في أوروبا و البالغ 48.8 في أغسطس 2021.
و قالت الأرصاد اليونانية بأن البلاد تشهد أشد موجة حارة في تموز/يوليو منذ 50 عاماً، و أدى ذلك اندلاع حرائق عنيفة و إجلاء الآلاف من السكان و السياح من جزيرة رودس اليونانية حيث تهدد حرائق الغابات المناطق المأهولة بالسكان.
على الجانب الآسيوي، سجلت الصين أعلى درجة حرارة في تاريخ سجلاتها المناخية بما تجاوز 52 درجة مئوية في منطقة شينجيانغ في غربي الصين، و بذلك حطمت الرقم القياسي المُسجل في مدينة توربان في تمّوز/يوليو 2017، عندما بلغت الحرارة 50.6 درجة مئوية.
المشرق العربي لا يزال بمنأى عن موجات الحر القياسية
و شهدت الأسابيع الماضية أجزاء عِدّة من المشرق العربي ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، إلا أنها لم تتطرف كثيراً عن معدلاتها، بحيث لم تسجل أي مدينة في المشرق العربي درجات حرارة استثنائية أو قياسية.