دعوة لجعل "تغير المناخ" منهاجا مدرسيا لتجهيز الأطفال للتعامل مع تبعاته في المستقبل
طقس العرب - أصبحت آثار تغير المناخ مرئية ومحسوسة في جميع أنحاء العالم، بدءا من موجات الحر الشديد في الصيف والفيضانات والعواصف المدمرة التي أصبحت أكثر تكرارا، هذا يثير مخاوف من قدرة الأجيال القادمة على التأقلم من هذه الظروف، ما يلزم اتخاذ إجراءات عالمية متضافرة قبل فوات الأوان.
لهذا تدعو الأمم المتحدة إلى أن يصبح التعليم المناخي إلزاميا في المدارس لتجهيز الأطفال بشكل أفضل للتعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري وتبعاتها في المستقبل، إذ يعتقد الكثيرون أن وضع المواد المتعلقة بتغير المناخ في المناهج الدراسية سيساعد الشباب على التعامل بشكل أفضل مع واقع الاحترار العالمي ، عمليا ونفسيا.
في العام الماضي، كشفت دراسة عالمية أن القلق المناخي يؤثر على الحياة اليومية لما يقرب من نصف الشباب، واستند البحث، الذي أجرته جامعة باث، إلى دراسات استقصائية شملت 10 آلاف شاب في 10 دول، وقال 75% من المشاركين إنهم يعتقدون أن "المستقبل مخيف".
دعوات متزايدة للتثقيف المناخي
تدعو الهيئات الدولية إلى تدريس تغير المناخ في المدارس كجزء رسمي من المناهج الدراسية، وتقول الأمم المتحدة إن هذا يجب أن يكون في جميع المدارس بحلول عام 2025.
وحللت دراسة أجرتها اليونسكو خطط التعليم في ما يقرب من 50 بلدا، ووجدت أن أكثر من نصفها لا يشير إلى تغير المناخ، وأشار 19% فقط إلى التنوع البيولوجي.
يبين مركز "بروكينغز" الأمريكي للأبحاث بأن المزيد من الوعي بالبيئة في المدارس سيتطور إلى تغييرات في سلوك، مع تقليل استهلاك الطاقة وطرح النفايات، وتقول إن هذا سيكون له تأثير أكبر على محاولة الوصول إلى صافي الصفر الكربوني بحلول عام 2050 من الاستثمار في الطاقة المتجددة مثل توربينات الرياح والطاقة الشمسية.
ما هي الدول التي تهتم بتدريس تغير المناخ؟
على الرغم من موافقة الموقعين على اتفاقية باريس لعام 2015 على تحسين التعليم حول تغير المناخ، إلا أن عددا قليلا جدا من البلدان قد وضع هذا الالتزام موضع التنفيذ.
أدمجت كمبوديا تغير المناخ في منهج جديد وموسع لعلوم الأرض للمدارس الثانوية العليا تم تقديمه في عام 2020. وبالإضافة إلى تعلم التلاميذ للنهج والتكنولوجيات الرئيسية، تم تعيين 15 مدرسة تجريبية للعمل في مشاريع مثل زراعة الأشجار والزراعة الذكية مناخيا.
وتتحرك بعض البلدان الأخرى في اتجاه مماثل، حيث وافق البرلمان الأرجنتيني على قانون وطني للتعليم البيئي الشامل في عام 2021، وهو يتطلب تدريس التربية البيئية في المدارس على جميع المستويات العمرية، وقبل ذلك، تم تدريس القضايا البيئية في مواضيع مثل التكنولوجيا والعلوم الاجتماعية.
يتم تدريس الموضوعات المتعلقة بتغير المناخ في المدارس الابتدائية والثانوية في المملكة المتحدة، ووعدت حكومة المملكة المتحدة بتقديم "تعليم عالمي رائد في مجال تغير المناخ" بحلول عام 2023.
التقدم البطيء في مجال التثقيف في مجال تغير المناخ
يقول تقرير صادر عن اتحاد التعليم الدولي الذي يمثل ملايين المعلمين في جميع أنحاء العالم إن العديد من البلدان تهمل الالتزامات بتوفير التعليم في مجال تغير المناخ، وتقول الدراسة إنه من بين 95 دولة قدمت مساهمات جديدة أو محدثة كجزء من التزامها بأهداف اتفاقية باريس، ذكر 24% فقط تعليم الشباب على وجه التحديد، وتقول إن أيا منها لا يدعو إلى التعليم الإلزامي في مجال تغير المناخ (CCE) كجزء من استراتيجيته الوطنية للمناخ.
وأشار التقرير إلى أن كل من كمبوديا والجمهورية الدومينيكية وكولومبيا والأرجنتين قد اتخذت خطوات ملموسة لإدراج دراسات المناخ في نظمها التعليمية.
فهل نشهد تحولا في الماهج الدراسية لجعل تغير المناخ منهاجا مدرسيا اساسيا، فيكون جيل الغد مستعدا للتعامل مع آثار تغير المناخ دون أن يُفاجئ!