دور الهاشمين في الثورة العربية الكبرى
موقع ArabiaWeather.com - بدأ الشعور القومي العربي بالتنامي في منتصف القرن التاسع عشر ، حين بدأ العرب بتقصي حركات التحرر القومية في مناطق أوروبا من خلال حركة التجارة الواسعة خاصة عن طريق السواحل اللبنانية ، هذه الحركة ساهمت بإنتفاضة شعوبها التي اخذت تبحث عن هويتها واستقلالها ، وتتحرر من مستعمريها ، فكانت هذه الرؤية التي تكونت لدى العرب وهم يراقبون الوضع العالمي ، فبدأت تتشكل الجمعيات السرية والمنتديات الادبية التي اسهمت في زيادة و تغذية الوعي العربي ، ولكن اخذت الاسباب تظهر وتتراكم ، والتي تدعو العرب للنهوض والثور.
الأسباب:
كانت لسياسة التتريك الدور الأساسي في اشتعال الثورة. حيث استطاع القوميون الاتراك (الطورانيون) الوصول إلى السلطة بقيادة مصطفى كمال اتاتورك الذي قام بمحاربة اللغة العربية وفرض اللغة التركية على العرب. وتردي الوضع الاقتصادي،و النهضة العربية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن علي وقادة الجمعيات العربية في سوريا و العراق في اتفاق شفهي غايته استقلال العرب وإنشاء دولة عربية واحدة، وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسالات حسين مكمهون (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل اشتراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك.
الثورة العربية الكبرى و الهاشميون :
انطلقت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه من قلب الحجاز في مكة المكرمه في العاشرة من حزيران عام 1916 ليخلص العرب من الحكم العثماني الذي استمر زهاء أربعة قرون بعد إن سيطرت الجماعات الطورانية على الحكم وانطلقت جيوش الثورة العربية الكبرى بقيادة أبناء الشريف الحسين بن علي باتجاه سوريا ودخلت جيوشهم الأردن ورحب أبناء الأردن بها و انظموا تحت لوائها وأعلنوا التأييد لها ، فأعلنت الثورة لتبدأ اشراقة عهد جديد للعرب محققة طموحاتهم وامانيهم في العيش بحريه وكرامة ، وفي 21 تشرين الثاني عام 1921 وصل الأمير عبد الله بن الحسين إلي مدينة معان و قابله شيوخ و وجهاء الأردن وانضموا تحت قيادة وأمر الأمير عبد الله بإنشاء أول نواه للجيش العربي.
لقد بايع العرب قائد الثورة العربية الكبرى ووضعوا على عاتقه مسؤولية قيادة العرب وتحقيق الأماني القومية التي تعيش في وجدان كل عربي ، وهي المسؤولية النابعة من المنزلة الدينية العالية التي كان يتمتع بها الأشراف في التاريخ العربي والإسلامي و المنزلة العالية لهذه الأسرة الهاشمية المنتمية إلى الرسول الكريم وأحفاده الكرام ، لقد كان الحسين بن علي مفجر الثورة سديد الرأي و ذو رؤية و كان هدف تحقيق مصالح أمته تغلب على كل اعتبار لديه ولقد أبرزت ثورته النظام العربي وأظهرت القضية العربية بشكل بارز في ميدان السياسة العالمية.
ومن هذا المنطلق كانت الثورة العربية الكبرى بمثابة الثورة التي دفعت العرب إلى الوقوف بوجه أي إستعمار فيما بعد والإصرار على الحياة الكريمة والوحدة والحرية والاستقلال.