رحلة بالزمن | مكان إذا سافرت إليه اليوم تصل إليه الأمس
طقس العرب- هل تخيّلت يومًا أن تكون على ضفة جزيرة، بينما يقف صديقك على ضفة جزيرة أخرى مقابلة لا تبعد عنك سوى قرابة 4 كيلومترات؟ ولكن إذا ذهبت إليه، تكون قد انتقلت 21 ساعة إلى الماضي!
قد يهمك أيضا:
هل تشعر بأن اليوم أطول؟ دراسة حديثة تكشف كيف يزيد "تغير المناخ" طول الأيام
رحلة إلى الماضي أصبح واقعاً
هل ستفكر في السفر إلى صديقك؟ علمًا أن المسافة ستكلفك فقط 40 دقيقة سيرًا على الأقدام (في حال تجمدت المياه الفاصلة بينكما)، أو أقل من ذلك إذا ركبت سفينة عابرة ستعبر بك هذه الرحلة عبر المكان والزمان، إذ ستصل إلى صديقك في اليوم الذي يسبق يوم سفرك؛ وكأنك سافرت اليوم لتصل أمس، مكتسبًا 21 ساعة إضافية.
وقد تقوم بذلك حبًا في السفر إلى الماضي، وبالطبع لرؤية صديقك! ولكن هل سيوافق صديقك على تلبية دعوتك للسفر والمجيء إلى منزلك عبر هذه المسافة القصيرة، التي ستفقده 21 ساعة من توقيته؟ ليجد نفسه في اليوم التالي، رغم أنه لم يقطع سوى 40 دقيقة فقط؟
جزر غريبة
هذا ليس مشهدًا من رواية خيال علمي تسافر فيها عبر الزمن، إنما حقيقة واقعية يمكنك تجربتها بمجرد أن تسافر إلى "جزر ديوميدي" (Diomede Islands).
-
الموقع الجغرافي
تقع جزيرتا "ديوميدي" جنبًا إلى جنب في "مضيق بيرينغ" (Bering Strait) الذي يفصل بين ألاسكا في الولايات المتحدة وسيبيريا في روسيا، وتتبع جزيرة "ديوميدي الكبرى" (Big Diomede Island) روسيا، أما جزيرة "ديوميدي الصغرى" (Little Diomede Island) فتتبع الولايات المتحدة. بذلك، تقع الجزيرتان بين قارتي آسيا وأميركا الشمالية.
خط التاريخ الدولي
تقع الجزيرتان على جانبي "خط التاريخ الدولي" (International Date Line)، وهو خط وهمي فاصل يمر عبر المحيط الهادي، ويبدأ منه توقيت اليوم، وعنده ينتهي يُعد هذا الخط الحد المميز بين تقويم اليوم وتقويم الأمس لذلك، يجب على أي مسافر عبر هذا الخط الفاصل تعديل توقيته الزمني بيوم كامل.
حقائق أخرى مثيرة
- جزيرة "ديوميدي الكبرى"، التي تُعرف بجزيرة المستقبل، تسبق شقيقتها "ديوميدي الصغرى"، التي تُعرف بجزيرة الماضي، بيوم كامل، رغم قرب المسافة بينهما التي لا تتعدى 3.8 كيلومترات وبذلك، تُعد جزيرة "ديوميدي الكبرى" أقصى نقطة زمنية ومكانية في شرق الكرة الأرضية، بينما تُعد جزيرة "ديوميدي الصغرى" أقصى نقطة في غربها.
- والانتقال بين هاتين الجزيرتين يأخذك من الماضي إلى المستقبل، ومن قارة أميركا الشمالية إلى قارة آسيا، ومن الولايات المتحدة إلى روسيا، ومن أقصى نقطة في غرب الكرة الأرضية إلى أقصى نقطة في شرقها ورحلة كهذه تعد أمرًا مثيرًا للغاية!
- وفي فصل الشتاء، يمكن لسكان الجزيرتين الوصول إلى الأخرى مشيًا على الأقدام عبر المياه المتجمدة. ولكن الفرق الزمني يجعل الأحداث تبدو غريبة؛ فعندما يكون الوقت عصرًا في الجزيرة الروسية يكون أيضًا الوقت عصرًا في الجزيرة الأمريكية، ولكن عصر الأمس. إذا كنت في الجزيرة الروسية وقررت زيارة صديق في الجزيرة الأمريكية عصر اليوم 15 أبريل، ستصل عصر الأمس 14 أبريل.
- كلتا الجزيرتين مسطحتان وشديدتا الانحدار، ومعزولتان تمامًا بسبب البحر الهائج والضباب الذي يغطيهما خلال الخريف.
- كانت الجزيرتان مأهولتين منذ 3000 عام بسكان يوبيك الأسكيمو وكان أول أوروبي يصل إلى الجزيرتين هو المستكشف الروسي سيميون ديزنيوف في عام 1648 وبعد ثمانين عامًا، أعاد اكتشافهما الملاح الدنماركي فيتوس بيرينغ في 16 أغسطس 1728، وهو التاريخ الذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بذكرى الشهيد القديس ديوميد.
شاهد أيضا:
بالصدفة.. اكتشاف قارة مفقودة تشكلت قبل 60 مليون سنة!
مثلما يحدث في الفرن.. تغير المناخ زاد من فترات موجات الحر
المصادر:
الجزيرة