رصد تشكُّل مُنخفض جوي وسط البحر المُتوسط (يطال تأثيره دولة عربية) فهل يتطور لأول عاصفة متوسطية هذا العام؟
طقس العرب - ترصد آخر الصور المُلتقطة حديثًا من أنظمة الاستشعار عن بُعد الخاصة بمركز طقس العرب الإقليمي تشكُّل مُنخفض جوي يتمركز هذه الأثناء فوق البحر الأيوني بين الجزر الإيطالية واليونان، وتدور حول مركزه حزم كثيفة من السُحب الركامية الرعدية المُحمّلة بأمطار غزيرة، تزامنًا مع هبوب رياح شديدة السرعة وصلت سرعة هباتها بحسب آخر القراءات لقرابة 80 كم/ساعة، مما يتسبب بحدوث اضطراب شديد للأمواج في إطار تمركز هذا المُنخفض الجوي.
المُنخفض الجوي يتعمق بشكل إضافي الليلة وصباح الثلاثاء ويؤثر بشكل مُباشر على اليونان.
وقال المتنبئون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن آخر ما تشير إليه نماذج المحاكاة العددية الحاسوبية هو حدوث المزيد من التعمق والتطور على هذا المُنخفض الجوي خلال ساعات هذه الليلة وفجر وصباح يوم الثلاثاء، بالتزامن مع تحركه شرقًا نحو اليونان، حيث تكون التأثيرات المُباشرة لهذا النظام الجوي على مناطق واسعة من دولة اليونان، وبالأخص الأجزاء الجنوبية منها. ويُتوقع بمشيئة الله أن يتسبب المُنخفض الجوي بتحرك حزم كثيفة من السُحب الركامية المُرفقة بأمطار غزيرة إلى شديدة الغزارة، مصحوبة بالعواصف الرعدية القوية وتساقط زخات كثيفة من البَرَد، مما يرفع من احتمالية حدوث الفيضانات وارتفاع منسوب المياه. كما تهب رياح شديدة السرعة تصل هباتها لقرابة 80 كم/ساعة، تعمل على حدوث اضطراب شديد لأمواج البحر ليصل ارتفاع الموج من 3-5 أمتار، خاصة في العُمق.
ويُتوقع ما بين ليل الثلاثاء ونهار الأربعاء أن تخف حدة المُنخفض الجوي وتتركز تأثيراته حينها على المناطق الجنوبية الغربية من الأراضي التركية، مُرفقًا برياح نشطة وأمطار بإذن الله.
تأثيرات النظام الجوي تشمل ليبيا على شكل رياح نشطة وزخات أمطار غزيرة أحيانًا
إبان عبور المُنخفض الجوي هذه الليلة ونهار الثلاثاء، يُتوقع أن تتأثر شمال الأراضي الليبية بتبعات غير مُباشرة للنظام الجوي تتمثل على شكل هبوب رياح نشطة على السواحل الشمالية، تحديدًا طرابلس وما حولها، مع حدوث اضطراب واضح لأمواج البحر الأبيض المتوسط قرب السواحل وفي العُمق، وهطول زخات من الأمطار على مناطق واسعة خاصة شمال ليبيا يصحبها تساقط البَرَد مما قد يتسبب بتشكُّل السيول وارتفاع منسوب المياه.
المُنخفض الجوي ناتج عن اندفاع كُتلة هوائية باردة علوياً نحو مياه البحر المتوسط ولا يكتسب أية خصائص شبه استوائية
وقد أكد كادر التنبؤات الجوية في مركز طقس العرب أن المُنخفض الجوي المتواجد الآن فوق مياه البحر لا يكتسب أي خصائص شبه استوائية، وإنما نتج عن اندفاع كُتلة هوائية باردة علوياً نحو مياه البحر الأيوني (الذي يُعتبر جزءًا من البحر الأبيض المتوسط) وبفعل الفروقات الحرارية الحادة بين الهواء البارد القادم من القارة الأوروبية ودرجة حرارة سطح مياه البحر الأكثر دفئًا، تشكّل المُنخفض الجوي بعد إرادة الله.
والله أعلم.