رصد تغيير في شكل الأنظمة الجوية.. كُتل هوائية أقل حرارة تعبر مياه البحر المُتوسط بعد موجات الحر القوية صيفاً

كتبها هشام جمال بتاريخ 2024/09/09

طقس العرب - مُنذ بداية فصل الصيف لهذا العام، يشهد البحر الأبيض المُتوسط موجات حارة بحرية شديدة، مما تسبب في ارتفاع مُتصاعد في درجة حرارة سطح المياه تجاوزت خلالها المُعدلات المُناخية بأكثر من 5 درجات مئوية، وخصوصًا في الجزء الأوسط منه. ولكن يُتابع المُختصون الجويون في مركز طقس العرب النمذجة الحاسوبية التي تُشير إلى تغيير في شكل الأنظمة الجوية وانسياب هواء أقل حرارة نحو سطح مياه البحر المتوسط في الفترة القادمة.

 

رصد تغير في شكل الأنظمة الجوية وكُتل هوائية أقل حرارة تعبر سطح المياه المُعاني من الاحترار

 

وفي التفاصيل، قال المُختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن آخر المُخرجات الحاسوبية المُتطورة تُبين حدوث تغيير في شكل الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث تندفع كُتلة هوائية باردة عبر مُختلف طبقات الغلاف الجوي نهاية الأسبوع الحالي وحتى مُنتصف الأسبوع القادم نحو مناطق واسعة من القارة الأوروبية وبخاصة وسطها وجنوبها، تزامناً مع سيطرة مُرتفع جوي قوي على جنوب غرب القارة الأوروبية.

 

الهواء القطبي يؤثر على الدول الإسكندنافية.. كُتلة هوائية قطبية تندفع إلى شمال غرب أوروبا منتصف ونهاية الأسبوع

 

ومع تغير شكل الأنظمة الجوية وتموج التيار النفاث القطبي، يُتوقع أن يعبر هواء بارد أو أقل حرارة سطح مياه البحر الأبيض المُتوسط (خاصة غرب ووسط البحر المُتوسط) الذي كان يُعاني فترات طويلة من موجات الحر البحرية. ومع عبور الهواء الأقل حرارة نحو سطح المياه التي تشهد احتراراً في الفترة الأخيرة، تشتد الاضطرابات الجوية على أوروبا وشمال إفريقيا، تحديداً دول المغرب العربي، مع ارتفاع فُرص تطور العواصف المُتوسطية حال تضافر جميع الظروف الجوية المُناسبة.

 

كيف سينعكس عبور الهواء البارد سطح مياه البحر المُتوسط المُعاني من الاحترار على الأنماط الجوية في المنطقة؟

 

وقال المُختصون الجويون في مركز طقس العرب إن ارتفاع حرارة البحر الأبيض المُتوسط يؤدي إلى زيادة عمليات التبخر ويحقن الغلاف الجوي بكميات كبيرة من بُخار الماء، مما يزيد من رطوبة الهواء فوق البحر. وهذا الهواء الرطب يمكن أن يتسبب في تكوين سحب كثيفة وعواصف رعدية، أثناء عبور الأحواض العلوية الباردة بفعل الفوارق الحرارية الحادة التي تحدث بين الأحواض العلوية ودرجة حرارة المياه. كما أن الفروقات الكبيرة في درجات الحرارة بين البحر واليابسة المجاورة يمكن أن تعزز التيارات الهوائية الصاعدة والهابطة، مما يزيد من عدم الاستقرار الجوي على دول القارة الأوروبية، وبخاصة جنوبها وشمال غرب إفريقيا.

 

ومن المُتعارف عليه أرصاديًا أنه كلما كانت الفروقات الحرارية أكبر، كانت الاضطرابات الجوية ذات شدة أعلى، وتنشأ خلالها سُحب رعدية شاهقة الارتفاع، والتي تجلب ظواهر جوية مُتعددة مثل العواصف البردية الشديدة ذات الأحجام الكبيرة وهطول غزير جدًا للأمطار خلال فترة زمنية قصيرة.

 

احترار البحر الأبيض المُتوسط يُعتبر بيئة خصبة لتكون العواصف المُتوسطية

 

وأشار المُختصون الجويون في طقس العرب إلى أن هذه الظروف الجوية الدافئة جدًا والرطبة في البحر الأبيض المُتوسط قد تكون بيئة خصبة تساهم في تكون العواصف المتوسطية (Medicanes)، والتي تشبه العواصف والأعاصير المدارية من حيث الهيكل والظواهر الجوية المُصاحبة، ولكنها تحدث في منطقة البحر المتوسط.

 

وتعتبر العواصف المتوسطية ظواهر جوية شبيهة بالأعاصير المدارية تحدث في البحر الأبيض المتوسط. تأتي تسمية "ميديكين" من دمج كلمتي "ميديتيرانيان" (البحر المتوسط) و"هاريكين" (إعصار). تتميز هذه العواصف بخصائص مشابهة للأعاصير المدارية، مثل العيون الهادئة والرياح القوية التي تدور حول المركز. وتُعتبر درجة حرارة البحر بمثابة وقود لتكون هذا النوع من الحالات الجوية، ولكنها تحتاج إلى ظروف جوية خاصة مثل انفصال الحوض العلوي البارد عن الدورة العامة للتيار النفاث ومكوثه فترة طويلة فوق المياه حتى يبدأ يكتسب الخصائص التي تُشبه الخصائص الاستوائية. كما أن عبور الهواء البارد لسطح المياه المُحترّة يجعل جُل الأنظار تتجه إلى البحر المُتوسط والأنماط الجوية التي قد تنتج في المدى المُتوسط.

 

ما انعكاس اندفاع كُتل هوائية أقل حرارة إلى البحر المُتوسط على بلاد الشام؟

 

وفي هذا السياق، أشار المُختصون الجويون في مركز طقس العرب إلى أنه لا يُمكن الجزم بآثار وصول الهواء الأقل حرارة إلى مياه البحر الأبيض المُتوسط في هذا الوقت، ولكن من المُحتمل أن ينعكس أثره على شكل تغير في درجات الحرارة وانخفاضها، خاصة مطلع الأسبوع القادم، وزيادة رطوبة الأجواء مع ظهور السحب المنخفضة وربما نشاط على سرعة الرياح. وسنقوم بموافاتكم بالتفاصيل حال صدورها بإذن الله.

 

تحليل منظومة جوية: برودة شديدة علوياً للهواء القادم من شمال أوروبا تزامناً مع استمرار احترار سطح مياه البحر الأبيض المتوسط

 

والله أعلم.



تصفح على الموقع الرسمي



تغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟الأردن : فرص الثلوج هي الأعلى منذ سنوات في المملكة إحصائياًالفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البردالأردن | صفر مئوي… درجة الحرارة المسجلة فجر اليوم الأحد 22-12-2024 في مطار الملكة علياء الدولي