رصد سحابة "Pyrocumulonimbus" بارتفاع 12 كيلومتر نتجت عن حرائق نيومكسيكو الهائلة
طقس العرب - أدت حرائق الغابات الهائلة التي اشتعلت في بداية موسم الحرائق واستمرت في الاشتعال في شمال ولاية نيو مكسيكو الأمريكية إلى ظهور سحابة ركامية من نوع "Pyro cumulonimbus"، امتدت حتى ارتفاع 12 كم في الغلاف الجوي.
يعد الحريق الذي دخل شهره الثاني أكبر حريق نشط في الولايات المتحدة وثاني أكبر حريق في تاريخ ولاية نيو مكسيكو، حيث امتدت المنطقة المحترقة على أكثر من 270 ألف فدان شرق مقاطعة "سانتا في"، ودمرت مئات المباني والمنازل وتم إجلاء آلاف الأشخاص.
ولا يزال حوالي 1800 من رجال الإطفاء يكافحون لإطفاء الحريق الذي ساعد الجفاف والرياح العاتية في انتشاره عبر الأعشاب الجافة والأشجار، وحالت هبات الرياح التي تصل سرعتها أحيانا إلى 105 كيلومترا في الساعة دون نجاح جهود مكافحة الحرائق الجوية، والتي تشمل رش الماء ونثر مثبطات اللهب.
وفي 10 مايو 2022 ، أنتج الجزء الشمالي من الحريق سحابة "pyrocumulonimbus" وهي من السحب الركامية التي تتشكل بسبب مصدر حراري مثل الحرائق أو البراكين. وصلت السحابة إلى بداية طبقة الستراتوسفير، حيث قام الباحثون بقياس درجة حرارة أعلى السحابة، وكانت (-59 درجة مئوية). ما يشير إلى أن السحابة قد وصلت إلى التروبوبوز ، وهو الحد الفاصل بين طبقة التروبوسفير والستراتوسفير على ارتفاع حوالي 7.5 ميل (12 كيلومترًا).
تعتبر سحابة "pyrocumulonimbus" هذه صغير، لكنها ظهرت في وقت مبكر من موسم الحرائق، وهذا يثير تخوف من احتمال تكون المزيد من السحب الأكبر خلال ذروة موسم الحرائق.
وعلى صعيد متصل، لا تزال معظم ولاية نيو مكسيكو تعاني من الجفاف الشديد إلى الاستثنائي ضمن الجفاف الضخم التي يجتاح الجزء الجنوب الغربي من الولايات المتحدة، حيث شهدت نيومكسيكو حتى الآن 244 حريقًا هذا العام، مما أدى إلى اشتعال أكثر من 360 ألف فدان، وفقًا لمركز مكافحة الحرائق الوطني المشترك بين الوكالات، وهذا يمثل ما يقارب ثلاثة أضعاف المساحة التي احترقت في عام 2021 ، عندما التهم 672 حريقًا حوالي 124000 فدان.
ما هي سحابة "Pyro cumulonimbus"؟
سحب "البيروكولونيمبوس" (Pyrocumulonimbus) هي سحب رعدية ناتجة عن الحرارة الشديدة من سطح الأرض، وتتشكل بطريقة مشابهة جدًا لسحب الركام، لكن الحرارة الشديدة التي ينتج عنها التيار الصاعد القوي تأتي إما حرائق الغابات الكبيرة أو الانفجارات البركانية.
ولهذا السبب تم استخدام البادئة "pyro" - وتعني النار في اللغة اليونانية.
تم الإبلاغ عن سحب "البيروكولونيمبوس" (Pyrocumulonimbus) خلال حرائق الغابات الأسترالية في أواخر عام 2019 / أوائل عام 2020 ، وقد لوحظ عدد منها مؤخرًا في سيبيريا مع موجة الحر في القطب الشمالي.
تصل درجات حرارة الحرائق الشديدة إلى أكثر من 800 درجة مئوية ويمكن أن تخلق أنظمة طقس خاصة بها، حيث يعمل الدخان الساخن المنبعث من هذه الحرائق كعمود من الحرارة يرتفع في الغلاف الجوي بسرعة، فيبرد ويتمدد مع الارتفاع، وبمجرد أن يبرد بشكل كافٍ، يتكثف بخار الماء على الرماد ليشكل سحابة رمادية أو بنية اللون فوق عمود الدخان.
في هذه المرحلة ، تسمى السحابة "البيروكوميولس" (Pyrocumulus)، ولكن إذا توفر بخار ماء كافٍ واستمر التيار الصاعد في التزايد، فيمكن أن تتطور أكثر إلى سحابة "البيروكولونيمبوس" (Pyrocumulonimbus).
وعلى غرار سُحب العواصف الرعدية الأخرى، قد يكون هناك هطول غزير للأمطار المحلية، ويمكن أن يخلق هذا المطر تدفقًا من الهواء البارد إلى الأسفل، والذي يمكنه بعد ذلك حمل قطع مشتعلة من الحرائق وإشعال النار في بُقع أخرى بعيدة عن المصدر الأصلي، وهكذا تنتشر الحرائق أكثر.
في بعض الحالات، يمكن أن يضرب البرق الجاف الناتج عن هذه العواصف في حالة عدم هطول الأمطار، مما يزيد من انتشار حرائق الغابات، ومن المعروف أيضًا أنها تولد بشكل خطير "أعاصير النار".
مع تغير المناخ، يمكن أن تحدث هذه العواصف غير الاعتيادية بشكل متكرر ، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الظروف الأكثر حرارة وجفافًا التي تزيد من مخاطر حرائق الغابات.
اقرأ أيضا: حرائق الغابات.. كيف تبدأ؟ ومادور الطقس في انتشارها؟!
اقرأ أيضا: تعرف على اقوى العواصف النارية..الظاهرة الجوية التي تفجر النيران في حرائق الغابات