رماد كثيف وبرق بركاني.. مشاهد لن ينساها سكان الفلبين حدثت مع ثوران بركان "تال" عام 2020
طقس العرب - بعد هدوء دام 43 عاما، ثار بركان "تال" في الفلبين يوم الأحد 12 يناير 2020، حيث بدأ نشاطه باهتزازات أرضية وأصوات هادرة، تصاعدت بعدها غيمة من الرماد إلى السماء، ثم بدأ البركان يقذف الحمم في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي (الإثنين).
وبركان تال (Taal) هو بركان صغير يقع وسط بحيرة تال بمقاطعة باتانجاس على مسافة نحو 66 كيلومتراً جنوبي وسط العاصمة مانيلا، إلا أنه أنشط براكين الفلبين، حيث ثار 34 مرة منذ عام 1572، وكان آخر ثوران كبير في تشرين أول/أكتوبر 1977، بينما كان أكثرها في عدد القتلى في عام 1911، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص.
ومع ثورة البركان الأخيرة عام 2020، أُطلق الرماد والبخار في سحابة بيضاء ورمادية يصل ارتفاعها إلى 15 كيلومتراً، ورفع معهد الفلبين لعلوم البراكين والزلازل مستوى التحذير إلى الدرجة الرابعة من خمس درجات مما يعني أن انفجارات بركانية محتملة خلال ساعات أو أيام. وحذر المعهد كذلك من موجة مد بركانية وتيارات سريعة من الغاز الدافئ ومواد بركانية قد تصيب مناطق حول بحيرة تال.
ومضات من البرق البركاني
ومن الأحداث المميزة التي رافقت ثوران بركان "تال"، ظهور ومضات من البرق حول سحب الرماد بما يسمى ظاهرة "البرق البركاني"، والتي تحدث نتيجة الجسيمات موجبة الشحنات التي ينفثها البركان إلى الغلاف الجوي، وعند وصولها لمناطق مشحونة بشحنات سالبة يبدأ التفريغ الكهربائي على شكل بروقٍ وصواعق لمعادلة الشحنات الموجودة في الغلاف الجوي.
أمطارٌ من الطين والرماد
غطى الرماد الكثيف العديد من البلدات والمدن المحيطة بالبركان، حتى نفذت أقنعة التنفس من الأسواق. و لقي شخص حتفه عقب انقلاب الحافلة التي كان يقودها، وذلك في ظل ظروف الرؤية المنعدمة بسبب الرماد البركاني. وأصيب ثلاثة ركاب في الحادث، الذي وقع في مدينة كالامبا في إقليم لاجونا في جنوب مانيلا.
وبالقرب من مدينة تاليساي لم تُجدِ المظلات العادية نفعاً ضد مطر من الرماد والطين والحجارة، حيث أصدرت السلطات في بعض أحيائها أوامر إجلاء إلزامية، وفرّ آخرون على متن شاحنات اضطرت للسير عبر طرقات غمرها الطين والرماد.
وتم تعليق الدراسة وأغلقت المكاتب الحكومية يوم الاثنين ( 13 كانون الثاني/يناير 2020) في منطقة مانيلا الكبرى وباتانجاس و11 مقاطعة أخرى تأثرت بالثوران.
إلغاء رحلات طيران
ألغيت أكثر من 500 رحلة من مطار مانيلا الدولي، حيث أعلنت سلطات مطار مانيلا الدولي أن الرماد غطى مدارج المطار وأرصفته بارتفاع أقل من بوصة واحدة خلال ليل الأحد على الاثنين، واستأنف مطار مانيلا الدولي عملياته جزئياً ظهر يوم الاثنين.