رياح البوارح بين ضُعفها وإشتدادها تؤثر على العديد من دول الخليج العربي وتعمل على حدوث تغييرات هامه في الطقس
طقس العرب - في الفترة مابين شهر أيار إلى شهر تموز بشكلٍ أساسي تهُب رياح شمالية غربية جافة وحارة ومُغبرة على العديد من دول الخليج العربي وتعرف محلياً بإسم "رياح البوارح"، وتتباين شدة رياح البوارح بين عامٍ وآخر، وقد تكون شديدة في بعض الأحيان تعمل على حدوث تغييرات هامه في الطقس، تصل إلى إعاقة بعض مظاهر الحياة في مناطق مُختلفة.\
كيف تنشأ رياح البوارح؟
تنشأ رياح البوارح نتيجة إختلاف في قيم الضغط الجوي بين دول ومناطق مُختلفة في الوطن العربي، نتيجة إختلاف الحرارة النوعية بين اليابسة والماء، ولأن اليابسة تكتسب الحرارة بشكلٍ أسرع من الماء، يتمدد الهواء على سطح اليابسة وينخفض الضغط الجوي، ويصبح حينها الضغط الجوي فوق مياه البحر مُرتفعاً نسبةً لليابسة فتتولد مناطق ذات قيم ضغط جوي مُرتفع فوق مياه البحر الابيض المتوسط.
ويتزامن ذلك مع تعمق لمُنخفض حراري موسمي يُسمى بمُنخفض الهند الموسمي، يؤثر على 3 قارات بما فيها معظم دول الجزيرة العربية، ويتفرع لمُنخفض الهند الموسمي عدة مراكز في الجزيرة العربية خاصة فوق الكويت وجنوب العراق تتميز بعمقها وإنحدار قيم الضغط الجوي فيها.
ونتيجة توزيع مثل هذه الأنظمه الجوية في الوطن العربي، ونتيجة إختلاف قيم الضغط الجوي (قوة تحدر الضغط الجوي) تنتقل الرياح من قيم الضغط الجوي نحو قيم الضغط الجوي المُنخفض، بحيث تهُب بإتجاه شمالي غربي وهي ماتعرف برياح البوارح كما ذكر أعلاه، وتتباين شدة الرياح حسبَ تفاقم تأثير مُنخفض الهند الموسمي على دول الخليج العربي.
رياح البوارح تؤثر على 3 دول بشكل أساسي وتتوسع لاكثر من ذلك أحيانًا
تؤثر رياح البوارح على العديد من دول الخليج العربي منها بشكل اساسي ومنها بشكل ثانوي، والدول المُتأثرة بشكلٍ أساسي في رياح البوارح هي العراق، الكويت، وشرق السعودية إمتداداً نحو مناطق أوسع أحيانًا بما فيها العاصمة الرياض.
ويطال تأثير رياح البوارح أحيانًا دول أُخرى مثل البحرين وقطر وصولاً إلى دولة الإمارات ولاحقاً سلطنة عُمان، كما ينتقل ويمتد تأثير رياح البوارح المُحملة بالغُبار عن طريق السعودية نحو دولة اليمن.
ماهي الأضرار والآثار السلبية الناتجة عن هبوب رياح البوارح؟
ينتج عن تأثير رياح البوارح العديد من الأضرار ولها آثار سلبية لاتقتصر فقط على الإنسان، ومن الأضرار التي قد تنتج عن هبوب رياح البوارح أنها تؤدي إلى تشكل الموجات الغُبارية والعواصف الرملية القوية وتتسبب بزحف الرمال في الحالات القوية، مما يؤدي إلى اضطرار بعض الدول إيقاف أنشطة حيوية في الدولة مثل تعطيل حركة الطيران والملاحة البحرية جراء ارتفاع امواج البحر وانعدام مدى الرؤية الأفقية، مما له أثر سلبي على إقتصاد الدول، كما يتأثر مرضى الجهاز التنفسي والعيون بشكلٍ كبير أثناء هبوب رياح البوارح وتنتشر الأمراض مثل الحساسية والربو.
ولا يقتصر تأثير رياح البوارح على ذلك فقط، فالحيوانات والأشجار والنباتات تتأثر بشكلٍ سلبي ومُباشر أثناء هبوب رياح البوارح، مما يتسبب بنفوق بعض الحيوانات وتكسر الأشجار.
هل يمكن تجنب الأضرار الناتجة عن رياح البوارح وتقليل آثارها؟
بالتأكيد، يُمكن تجنب الأضرار الناتجة عن هبوب رياح البوارح عن طريق العديد من الطرق ومن أهمها زراعة الاشجار للتقليل من شدة الرياح (عمل مصدات للرياح)، مما ينعكس إيجاباً على سرعة الرياح وتماسك التربة وبالتالي التقليل من الغُبار الناتج عن نشاط الرياح، للمزيد حول ذلك.