ساعة القيامة أصبحت في أقرب وقت لها من النهاية منذ 76 عاما.. ماذا يعني ذلك؟

طقس العرب - أثار قرار إعلان مجلس العلوم والأمن التابع لنشرة علماء الذرة مساء الثلاثاء (24 يناير)، تحريك عقارب "ساعة القيامة"، عند 90 ثانية قبل منتصف الليل قلقا واسعا من اقتراب البشرية لخطر الإبادة المروعة، حيث أصبحت الساعة الآن في أقرب وقت لها من النهاية، منذ أن تم الكشف عنها قبل 76 عاما.

فما هي ساعة القيامة؟ ولماذا أصبحت أقرب إلى ساعة الصفر؟

 

 

ما هي ساعة القيامة؟

"ساعة القيامة" (Doomsday Clock) هي ساعة رمزية أنشأها العلماء عام 1945، ضمن خطة "نشرة علماء الذرة"، التي تضم إلى جانب الساعة خدمات علمية أخرى، بهدف التنبؤ بمدى قرب البشرية من الإبادة المروعة، وتم الكشف عنها أول مرة في بداية الحرب الباردة عام 1947 من قبل مجلس العلوم والأمن التابع لنشرة علماء الذرة، الذي يضم 11 عالما من الحائزين على جائزة نوبل، ومقره مدينة شيكاغو الأميركية.

 

لماذا أصبحت ساعة القيامة أقرب إلى النهاية؟

يتخذ العلماء قرارا بشأن تحريك عقارب "ساعة القيامة" من عدمه بناء على مؤشرات تحسّن وضع العالم في مواجهة الأخطار التي تحدق بالبشرية وأهمها الأخطار النووية والمناخية.

 

وأصبحت الساعة الآن في أقرب وقت لها من النهاية، منذ الكشف عنها أول مرة عام 1947، بعد أن اتخذ علماء النشرة هذا القرار بسبب التغيرات الجديدة التي طرأت على العالم، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والتهديدات البيولوجية، وانتشار الأسلحة النووية، وأزمة المناخ المستمرة.

 

وقد تم ضمُّ أزمة المناخ إلى الأخطار التي تهدد البشرية، بسبب التأثيرات والعواقب التي تُحدث نقاط تحول لا يمكن للبشرية العودة منها. وقد لا نشعر بهذه الآثار إلا بعد سنوات، وعندها سيكون من الصعب للغاية -إن أمكن- التعافي منها.

 

ما هي التغيرات التي حدثت لتوقيت ساعة القيامة عبر التاريخ؟

يُعد هذا التحريك رقم 25 لعقارب الساعة ذهابًا وإيابًا على مدار 76 عاما، حيث قام المجلس بأول ضبط لساعة يوم القيامة عند 7 دقائق قبل منتصف الليل، لتحديد مدى قرب العالم من الإبادة البشرية.

 

(التغيرات الي طرأت على ساعة القيامة منذ إنشائها، حيث تم ضبط الساعة للخلف ثماني مرات وللأمام 17 مرة ليصبح المجموع 25 ، الأبعد عن منتصف الليل هو ‏‏17 دقيقة في عام 1991‏‏ ، والأقرب هو 90 ثانية في 24 يناير 2023)

 

وبعد 4 أشهر فقط من إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي، صدر العدد الأول من "نشرة علماء الذرة"، التي تحولت بعد عامين من رسالة إخبارية مطبوعة إلى مجلة، وقامت فنانة المناظر الطبيعية مارتيل لانغسدورف بتصميم أول ساعة ليوم القيامة لوضعها على غلاف المجلة الجديدة.

 

وفي عام 1949، حرك محرر النشرة عقارب الساعة من 7 إلى 3 دقائق قبل منتصف الليل، بعد أن اختبر الاتحاد السوفياتي أسلحته النووية الأولى.

 

وفي عام 1953، تحركت الساعة إلى ما قبل منتصف الليل بدقيقتين، بعد أن فجرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أول أسلحة نووية حرارية، ويعد هذا أقرب توقيت إلى منتصف الليل على هذه الساعة في القرن العشرين.

 

‏وكانت أبعد وقت تم ضبط الساعة عنده هو 17 دقيقة قبل منتصف الليل، في عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتوقيع ‏‏معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية‏‏.

 

ومؤخرًا، تم تحديث الساعة لتشمل تهديدات إضافية تتجاوز مجرد الطاقة النووية، مثل تهديدات تغير المناخ، والتهديدات البيولوجية والأوبئة، بالإضافة إلى تهديدات أخرى تدفعنا إلى الاقتراب أكثر من أي وقت مضى من الانقراض.

 

ويقوم أعضاء مجلس العلوم والأمن في نشرة علماء الذرة سنويا بتعديل الوقت للتفكير في ما إذا كانت أحداث العام السابق قد دفعت البشرية إلى الاقتراب من الدمار أو بعيدًا عنه، ويعتمدون في ذلك على قاعدة بيانات تضم أكثر من 100 تنبؤ لتقييم المخاطر.

 

وفي الختام نؤكد أن تغيير توقيت الساعة لا يهدف إلى إثارة الهلع في العالم، وإنما للتحفيز على العمل واتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ البشرية، ولتكون التهديدات الوجودية التي برزت حديثا، مدعاة للتحرك السريع، وسط الوضع المُقلق من استمرار فشل صانعي القرار في الارتقاء إلى مستوى التحدي!