سفينة إنقاذ البيئة الإماراتية "سفينة جيّون"
طقس العرب - تتولى هيئة البيئة - أبوظبي دوراً ريادياً في حماية التنوع البيولوجي البحري ومواجهة آثار التغيير المناخي. يتمثل جزءًا من هذه الجهود في توفير منصة علمية متقدمة تلبي احتياجات البحوث البحرية على الصعيدين المحلي والعالمي. سفينة الأبحاث البحرية "جيّوَن"، التي طوّرتها الهيئة، تعتبر إنجازًا تكنولوجيًا رائدًا، حيث تسهم في تنفيذ عدة مبادرات بيئية.
من بين هذه المبادرات، يبرز مشروع تقييم الكربون الأزرق لمصايد الأسماك في المحيطات. يهدف هذا المشروع إلى إجراء أول مسح لتقييم الكربون الأزرق المحيطي لمصايد الأسماك في المنطقة. يأتي هذا الجهد كدعم لمبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
سفينة إنقاذ البيئة
تتمتع سفينة "جيّوَن" بقدرة فائقة على إجراء مسوحات بحرية شاملة، تشمل المسوحات البيئية البحرية الأساسية في المياه العميقة، ومسوحات تقييم الموارد السمكية، ومسح موائل الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية، ودراسة جودة المياه البحرية والرواسب، ومسوحات الأحياء البحرية.
تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مسح تقييم الموارد السمكية في مياه دولة الإمارات في سبتمبر الماضي. كما أكملت السفينة أول مسح صوتي شامل للموارد السمكية في مياه الدولة، باستخدام أحدث التقنيات لفحص النظم البيئية تحت الماء وتقييم أعداد وتوزيع الأحياء البحرية.
سفينة "جيّوَن"
تمتلك سفينة "جيّوَن" القدرة على إجراء مسحات صوتية تقييمية للموارد السمكية، وهذا يساعد في تقدير وتوزيع مجموعات الأسماك في البحر. يتيح تحليل البيانات التي يتم جمعها فهم حجم وكثافة وموقع مجموعات الأسماك، مما يسهم في تقييم صحة وحالة المخزون السمكي في المنطقة وتعزيز جهود الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك.
إن نجاح اكتمال المرحلة الأولى من مسح تقييم الموارد السمكية يعد إنجازًا كبيرًا ويمثل خطوة مهمة في الحفاظ على البيئة البحرية في دولة الإمارات. ستوفر البيانات القيمة التي تم جمعها بواسطة سفينة "جيّوَن" بفضل الجهود المتخصصة لفريقها من المواطنين دعمًا أساسيًا لاتخاذ قرارات مستنيرة حول الإدارة المستدامة لموارد المصايد السمكية وزيادة المخزون السمكي، مما يعزز الأمن الغذائي ويحافظ على تنوع أنواع الأسماك.
السفينة "جيّوَن" تعد بمثابة منصة بحثية متقدمة مجهزة بأحدث التقنيات العلمية. تشمل معداتها مركبة تعمل عن بعد ومعدات للصيد بشباك الجر، بالإضافة إلى أجهزة لرسم خرائط قاع البحر وأجهزة الموجات الصوتية. تقدم هذه المعدات إمكانيات كبيرة لإجراء مسحات شاملة وتحليل البيئة البحرية.
السفينة تحتوي على ستة مختبرات مختلفة تشمل مختبر المصايد السمكية ومختبر صوتي ومختبر التحليل الكيميائي ومختبر الفيزياء الحيوية ومختبر العينات ومختبر جودة الهواء. هذه المختبرات تتيح للفريق البحثي إجراء دراسات متخصصة في مجالات مختلفة تتعلق بالبيئة البحرية والموارد السمكية.
يُلاحظ أيضًا أن السفينة تتميز بكفاءة عالية في استهلاك الوقود وأداء هيدروديناميكي فعّال، مما يسهم في تحقيق أهداف دولة الإمارات في مجال حماية البيئة والتنوع البيولوجي، ويساهم في مكافحة تغير المناخ من خلال تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
دور السفينة "جيّوَن" في وضع الخطط الاستراتيجية لضمان تعافي واستدامة المخزون السمكي يكمن في قدرتها على تنفيذ مسوحات وأبحاث متقدمة لفهم وحماية البيئة البحرية والتنوع البيولوجي. تشمل هذه المسوحات مراقبة الموائل البحرية مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية، وتقييم جودة المياه البحرية باستخدام معدات متقدمة.
يتيح للسفينة إجراء مسوحات للتنوع البيولوجي وتحديد المواقع الحيوية للحفاظ على التنوع البيولوجي. كما تستخدم تقنيات مختلفة مثل معدات السفينة وأجهزة استشعار ملوحة وحرارة وشباك العوالق وأجهزة أخذ عينات الرواسب لجمع البيانات على عمق مختلف. هذه البيانات تساهم في تحديد أولويات الحفاظ على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي وتطوير استراتيجيات الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك.
مسح تقييم الموارد السمكية الذي تجريه سفينة "جيّوَن" يعتبر أساسيًا لفهم وتقدير حالة المخزون السمكي في المنطقة. يشمل هذا المسح جمع البيانات حول حجم المخزون، ومقارنة هذه البيانات مع المسوحات السابقة لتقديم تقديرات محدثة. يتم أيضًا تحديد خط أساس للحمض النووي لأنواع الأسماك الرئيسية، مما يساعد في تحديد التنوع الوراثي ودراسة تسلسل الجينوم للأنواع المختلفة. تعتمد هذه العمليات على تقنيات جمع البيانات البيئية واستخدام تقنيات الموجات الصوتية تحت الماء.
المصدر: aletihad