سماء وردية غامضة تثير ذعر سكان مدينة بريطانية
طقس العرب - في صباحٍ لا ينسى، أثارت السماء الملونة بالوردي الزاهي في كينت هلعًا منسوجًا بألوان الخيال العلمي، حيث شهد سكان مدينة بريطانية مشهداً غريباً، حين غمرت السماء بظلال مذهلة من اللون الوردي لم يكن مجرد منظر جمالي يلفت النظر فحسب، بل كان ما وراءه يثير الذعر والاستغراب في نفوس السكان فما هي أسباب هذه السماء الوردية المخيفة؟ هل تتعلق بظواهر طبيعية معروفة أم أن هناك شيئًا غامضًا يحدث في السماء؟
سماء وردية غامضة في سماء بريطانيا
رسمت هذه اللمسات اللونية المبهرة صورة تشبه ما نشاهده عادة في الأفلام الخيالية، وتصاعدت حالة الدهشة والاستغراب بين السكان المحليين الذين باتوا في حيرة من أمرهم، يحاولون مكافحة الشكوك التي تنمو بداخلهم حول طبيعة هذا الظهور الغامض.
الصور التي التُقِطت في ساعات الفجر تظهر لنا سماءً لا تشبه سماءً عادية بتاتًا حيث انتشر اللون الوردي في السماء بأكملها، تاركًا لدينا لمحة مشوشة في الأفق، وكانت تلك اللحظة مليئة بالتساؤلات والنكات، حيث أبدى أحد الشهود بأسلوب ساخر:
"ربما تكون هذه نهاية العالم، فقد بحثت عن فرسان الأربعة في السماء"
بينما قال شخص آخر بابتسامة:
"هذا يشبه شيئاً من Ghostbusters".
ما هو السبب وراء ظهور سماء وردية في بريطانيا؟
لقد تم الكشف عن سر وراء هذا المشهد الغامض الذي كان يبدو وكأنه ناتج عن سيناريو فيلم خيال علمي. حيث اتضح أن الإجابة تمثلت في تألق ضوء صناعي ينبعث من أحد مشاريع الزراعة الضخمة، وبعد تفتيش دقيق، تبين أن هذا الضوء المذهل هو عبارة عن إضاءة مشروع زراعي تابع لشركة تُنتِج ما يزيد عن 400 مليون طماطم، ويأتي هذا المشروع الزراعي تحت عنوان "ثانيت إيرث"، وهو مصنع صناعي كبير يقع في بيرشينجتون على جزيرة ثانيت حيث إنه يعتبر أكبر مجمع الصوبات (الدفيئة) في البلاد، ويمتد على مساحة تزيد على 90 فدانًا من الأراضي، حسب ما نشره موقع Kent Live.
ووفقًا لمعلومات الموقع الإلكتروني لـ "ثانيت إيرث":
"يقع مجمع البيوت الزجاجية الرائد في بريطانيا بفخر ضمن المناظر الطبيعية في شرق كينت. ويقدر أن هذه البيوت الزجاجية الضخمة تنتج حوالي 400 مليون طماطم و30 مليون خيار و24 مليون فلفل كل عام.
ما هو سبب اختيار موقع المصنع في بريطانيا؟
تم اختيار الموقع في الجنوب الشرقي للمجمع الكبير بناءً على طول ساعات الشمس المشرقة في المنطقة، مما يعزز من نمو النباتات بطريقة مثالية ومع ذلك، يعتبر الشتاء البريطاني تحديًا بسبب قلة ساعات النهار، مما يجعل استخدام الإضاءة الاصطناعية ضروريًا خلال هذا الفصل من السنة.
الابتكار والرعاية البيئية والالتفات للجودة تتلاقى مع التكنولوجيا المتقدمة والخبرة الدولية في ظروف النمو المثلى المتوفرة في المملكة المتحدة، مما ينتج عنه تحقيق مذاق فريد لا مثيل له على الصعيدين المحلي والعالمي.
وأوضح متحدث باسم ثانيت إيرث:
"باعتبارنا شركة محلية مسؤولة، فإننا نراقب باستمرار الطريقة التي تؤثر بها أعمالنا على المجتمع من حولنا وخلال ظروف جوية معينة سيكون هناك حتمًا بعض الضوء الذي ينعكس، خاصة عندما يكون هناك غطاء سحابي منخفض الكثافة فوق الأرض". منطقة ثانيت.
وأوضح أيضا:
نقوم بتقليل انعكاس الضوء إلى أدنى حد ممكن من خلال استخدام الستائر في منازلنا عند تشغيل الأنوار، ونحن نقوم بتقييم عملياتنا باستمرار وتأثيرها في المجتمع، وتعتبر مصابيح LED الوردية التي نستخدمها هنا في "ثانيت إيرث" بديلاً مثالياً حيث تنبعث منها مستويات انبعاث أقل بكثير مقارنة بأنواع أخرى من أنظمة الإضاءة المخصصة لزراعة النباتات.
إنه الانعكاس الشامل لأضواء LED الوردية المتنامية الناتجة عن التغطية السحابية المنخفضة التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، وحسب ما تقول ثانيت إيرث إنها يمكن أن تجعل المنشأة "تصبح معلمًا متوهجًا ومخيفًا".
لذا، لا داعي للقلق، فلم يتم غزو منطقة ثانيت من قبل كائنات خارقة للطبيعة، ولا حتى الحاجة إلى استدعاء فرسان الشبح.
اعرف أيضا:
البحر المضيء… الظاهرة البيولوجية التي تضيء مياه البحار
المصادر: