صوبة الكاز.. أكثر من تدفئة خلال فصل الشتاء في بيوتنا
طقس العرب - ترغب معظم العائلات الأردنية في الاجتماع خلال ليالي الشتاء الباردة حول صوبة الكاز، حيث يتمتعون بالفرصة لمشاركة الذكريات الجميلة ومناقشة الأحداث اليومية واتخاذ القرارات المهمة، وذلك في أجواء تمتاز بالحميمية والدفء.
حيث تعتبر هذه العادة القديمة مهمة للعائلات، ويبدأ الاستعداد لها في فصل الخريف، حيث يتم صيانة صوبة الكاز وشراء مادة الكاز لضمان جاهزيتها للاستخدام وتُعَدّ الصوبة، المدفأة التي تعتمد على الكاز، أداةً أساسيةً لتوفير الدفء للأسرة خلال أيام الشتاء الباردة التي تمتد لشهور عدة.
صوبة الكاز: الوسيلة الأوفر والأكثر رواجاً للتدفئة في الأردن
يؤكد التاجر موسى الخواجا في مقابلة له أن السكان في المناطق الشعبية والمخيمات يميلون إلى شراء صوبة الكاز، حيث تعتبر الوسيلة الأكثر كفاءة في أنظمة التدفئة حيث يستفيد الناس من وقودها أثناء التشغيل في العديد من الأمور، مثل تسخين وطهي الطعام وتحضير الشاي والقهوة، وتتميز بسعرها الميسر، خاصةً بالنسبة لذوي الدخل المحدود، ويمكن تعبئتها بكميات مناسبة من الكاز وفقاً للدخل، وتعتبر صيانتها سهلة وغير مكلفة.
وفي المناطق الراقية في عمان، لا تزال العديد من العائلات تستخدم صوبة الكاز كوسيلة للتدفئة، حيث تثير فيهم الحنين إلى أيام الطفولة، وكانت تلك الأوقات حيث تتجمع الأسر الكبيرة والأصدقاء حول الصوبة في ليالي الشتاء الباردة للتسامر وتناول الطعام المحمص وشرب الشاي.
وتشير المعلمة رشا القيسي إلى أهمية صوبة الكاز في حياتها اليومية، حيث يوفر لها ولأسرتها الدفء اللازم، وتذكر قصة زوجها الذي كان يميل إلى استخدام صوبة الغاز وتركيب المكيف في البداية، ولكن بمرور الوقت أدرك أهمية صوبة الكاز في توفير الدفء الفعّال والمقدر.
تطور الشكل واللون في صوبة الكاز
اكتسبت صوبة الكاز شهرة منذ القدم بفضل شكلها الدائري ولونها الأحمر الجذاب ومع مرور الوقت، شهدت تلك الصوبة تطوراً لتصبح بأشكال وأحجام وألوان متنوعة، وعلى الرغم من ذلك، فإنها لا تزال تحتفظ بتميزها من حيث سهولة نقلها بين الغرف، إضافة إلى متانة الحامل الموجود أعلى الصوبة، مما يجعلها ملائمة لاستخدامات الأسرة المتنوعة، ويمكن للأسر الاستمتاع بالنار المشتعلة لتحضير الشاي والقهوة، وتسخين الطعام، وتحضير الكيك، وشوي الكستناء والبطاطا الحلوة، فضلاً عن تحمير الساندويشات للفطور أو العشاء.
وتعتمد صوبة الكاز على استخدام الكاز المعروف باسم "الكيروسين"، وهو سائل هيدروكربوني يستخرج من النفط، ويتميز بقدرته على الاشتعال ورائحته المميزة، ويُستخدم الكيروسين بالتخفيف بالماء أحياناً في تنظيف الأرضيات للقضاء على الزواحف، وللتخلص من الروائح الكريهة.
ومن جهة أخرى، أظهرت دراسة اقتصادية أُصدرت عن هيئة تنظيم قطاع الكهرباء الأردنية في عام 2009 أن صوبة الكاز تُعد الوسيلة الأقل تكلفة بنسبة 59% على المواطن، ويبلغ متوسط استهلاكها للوقود نحو 0.3 إلى 0.8 لتر في الساعة، مما يعزز مكانتها كخيار اقتصادي للحصول على الدفء.
احتياطات السلامة عند استخدام صوبة الكاز
يجب على الأسر التي تعتمد صوبة الغاز كوسيلة للتدفئة أن تتخذ احتياطات لضمان الوقاية والسلامة وتفادي حدوث حوادث الاختناق أو الحرائق، ويُنصح باتخاذ الإجراءات التالية:
- تعبئة الصوبة بالكاز وهي غير مشتعلة لتجنب ارتفاع اللهب وضمان سلامة العملية.
- التأكد من صلاحية مفتاح تنظيم ارتفاع الفتيل للحفاظ على توازن مستوى اللهب وتجنب التشغيل غير الآمن.
- الحفاظ على سلامة الشبك المعدني المحيط بالفتيل للوقاية من النار وتجنب التسربات الغازية.
- إشعال وإطفاء الصوبة في مكان مفتوح لتجنب استنشاق الدخان الناتج عن الاحتراق.
- وضع المدفئة في مكان مناسب داخل الغرفة بعيدا عن المواد القابلة للاشتعال، مثل الكنب والستائر، مع العمل على تهوية الغرفة بشكل دوري.
- تجنب اقتراب الأطفال من الصوبة وعدم تركهم وحدهم في الغرفة أثناء التشغيل.
- عدم استخدام الصوبة للطهي أو تسخين الماء أثناء وجود الأطفال لتجنب حوادث الحرق.
- عدم وضع الصوبة داخل الحمام، أو في الغرفة أثناء النوم لتجنب حدوث اختناق ناتج عن زيادة نسبة الغازات السامة المنبعثة من الاحتراق.
اقرأ أيضا:
كيف يؤثر الطقس البارد على مختلف أعضاء الجسم؟
فوائد نفسية للخروج في الطقس البارد في فصل الشتاء
المصادر: