طقس العرب: بعد انقضاء ثلاثة أسابيع من الوسم .. الجفاف هو السمة البارزة في السعودية
طقس العرب - تعيّش السعودية وسائر المشرق العربي على واقع الأجواء المُستقرة وقلة الهطولات المطرية على الرغم من إنقضاء ثلاثة أسابيع من موسم الوسم الذي يتميز بأمطاره وتتابع خيراته، إلا أن المملكة ما زالت بمنأى عن أية موجة أمطار قوية أو شاملة، وتالياً أبرز الأسباب التي تتحكم بعد مشيئة الله بقلة الأمطار في المنطقة.
حمّل تطبيق طقس العرب الذي يوفر توقعات دقيقة للطقس لالاف المناطق في الوطن العربي، إضغط هنا.
منخفضات جوية في وسط المتوسط ساهمت في بقاء المرتفع شبه المداري مسيطراً على المنطقة
وفي التفاصيل، تركز النشاط العلوي خلال الفترة الماضية على وسط البحر المتوسط بين ليبيا وتونس، بحيث استمرَّ توافد ونقل الهواء البارد من عروض عليا قطبية نحو وسط القارة الأوروبية ولاحقاً لأجزاء من ليبيا وتونس والجزائر، إذ تشكلت المنخفضات الجوية والعواصف المتوسطية في تلك المناطق والتي نتج عنها هطولاً وفيراً للأمطار في أيام عديدة من الأسابيع الماضية.
وفي المقابل وفي مثل هكذا انماط جوية تحدث حالة عكسية، بحيث تعمل هذه الأحواض العلوية المُندفعة نحو وسط البحر المتوسط على اشتداد التيار النفاث فوق شمال السعودية وبلاد الشام ليتخذ دور حائط الصد لأي هواء بارد قادم من الشمال، لتقبع المشرق العربي بما في ذلك المملكة تحت تأثير المرتفع الجوي شبه المداري ليُشكل حاجز صد من اقتراب الكتل الباردة من الشمال أو حتى الموجات الرطبة القادمة من الجنوب أي من بحر العرب.
الجدير بالذكر أن التيارات النفاثة تفصل بين الهواء البارد شمالاً والدافئ جنوباً في مستوى 300 إلى 200 هكتوباسكال أي على ارتفاع 10-12 كم.
الطبقات المنخفضة من الغلاف الجوي
أما سطحياً، فقد استمر النظام الصيفي هو المُسيطر على أجواء الجزيرة العربية، فقد نشط منخفض السودان وتمدد نحو جنوب غرب المملكة، وتوغلت الرياح الجنوبية نحو البحر الأحمر والمسؤولة عن تغذية السحب الرعدية بالطاقة الحرارية والرطوبة اللازمة لنمو واشتداد السحب الركامية وهطول الأمطار الرعدية في أكثر من مناسبة بحمد الله.
والجدير ذكره أن حالات الانحباس المطري تتكرر في الأرشيف المناخي للمملكة، وذلك بسبب تذبذب مناخ المملكة بين سنة وأخرى، وكون أن المملكة كغيرها من مناطق العالم تتأثر بقوة بالظواهر المناخية الضخمة كاللانينا وغيرها من المتغيرات الجوية التي تُساهم ضمن عشرات المتغيرات الأخرى في حالة الطقس.
ويمكن تلخيص ما سبق:
-
أن استمرار ثبات توزيع الكتل الهوائية والأنظمة الجوية من المحيط الأطلسي والقطب الشمالي والقارة الأوروبية، أدى ذلك إلى استمرار اندفاع الهواء البارد نحو وسط المتوسط لفترة ليست بالقصيرة، وبالتالي فقد استمر تكاثر الغيوم وهطول الأمطار في تلك المناطق، ما يجعل المملكة ضمن نطاق منطقة مستقرة جوياً أي بعيدة عن أي نشاط جوي.
-
وبقاء المملكة تحت نطاق الرياح الجافة في مختلف طبقات الجو بإستثناء جنوب غرب المملكة التي استفادت من امتداد منخفض السودان والرياح الرطبة المرافقة له.