طقس العرب يُصدر تقرير مفصل عن دورة حياة إعصار جايمي في المحيط الهادي
طقس العرب - أصدر خبراء مركز طقس العرب تقرير مُفصل عن دورة حياة إعصار جايمي والذي يُعتبر إعصار استوائي بارز تشكل في المحيط الهادي خلال موسم الأعاصير لعام 2024. هذا التقرير يستعرض دورة حياة الإعصار، من نشأته حتى تلاشيه، مع تسليط الضوء على تواريخ الأحداث الرئيسية وتأثيراته.
النشأة والتشكل (19 يوليو 2024)
في التاسع عشر من يوليو 2024، تشكل منخفض استوائي في الجزء الشرقي من المحيط الهادي بالقرب من خط الاستواء. كانت الظروف البيئية، مثل درجات حرارة سطح البحر المرتفعة والرياح الضعيفة في الطبقات العليا، مثالية لتطور هذا النظام.
التحول إلى عاصفة استوائية (20 يوليو 2024)
بحلول العشرين من يوليو، اكتسب المنخفض الاستوائي قوة كافية ليرقى إلى عاصفة استوائية، وتمت تسميته "جايمي". واصلت العاصفة التحرك غربًا، مستفيدة من المياه الدافئة وزيادة تكاثف السحب والعواصف الرعدية.
التصعيد إلى إعصار (22و23 يوليو 2024)
في الثاني والثالث والعشرين من يوليو، تصاعدت قوة جايمي إلى إعصار من الفئة 1 على مقياس سفير-سمبسون مع سرعة رياح وصلت إلى 75 عقدة (حوالي 140 كم/ساعة). ظل الإعصار يكتسب القوة بسرعة وهو يتحرك باتجاه الشمال الغربي.
الوصول إلى ذروته (24 يوليو 2024)
وصل إعصار جايمي إلى ذروته في الرابع والعشرين من يوليو، حيث أصبح إعصارًا من الفئة 3 مع رياح مستدامة بلغت 130 عقدة (حوالي 227 كم/ساعة). في هذا الوقت، كان الإعصار يتميز بجدار عين مميز ونظام سحابي كثيف ضرب حينها تايوان بشدة مع عبور عين الإعصار مما تسبب بدمار واسع النطاق.
التأثيرات على اليابسة (12-13 يوليو 2024)
في الثاني عشر من يوليو، اقترب إعصار جايمي من اليابسة، مهددًا جزر الفلبين. بحلول الثالث عشر من يوليو، ضرب الإعصار السواحل الشرقية للفلبين، متسببًا في دمار واسع النطاق. أدت الرياح القوية إلى اقتلاع الأشجار وتدمير البنية التحتية، بينما تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات وانهيارات أرضية.
الضعف والتراجع (25-26 يوليو 2024)
بعد ضربه للفلبين، بدأ إعصار جايمي يفقد قوته بشكل تدريجي وتحول لعاصفة يومي الخميس والجمعة 25-26 يوليو بينما كان يتحرك نحو الساحل الشرقي للصين.
أضرار كارثية وضحايا جراء مرور الإعصار جايمي في تايوان والفلبين
ةأفادت وسائل إعلام فلبينية بوقوع 20 قتيلا في الفلبين جراء الإعصار جايمي، وقضى عشرون شخصاً في الأمطار الغزيرة المرافقة للإعصار جايمي في الفلبين حيث تتواصل عمليات إزالة الركام والأضرار على ما جاء في حصيلة جديدة للشرطة صباح اليوم الخميس.
وسقط القتلى في مانيلا ومقاطعات محيطة بالعاصمة جراء فيضانات وانزلاقات تربة وصعق بالتيار الكهربائي وسقوط شجرة خلال الأمطار الغزيرة التي انهالت الأربعاء على جزيرة لوزون الأكثر تعداداً للسكان في البلاد.
فيما أشارت تقديرات مبكرة إلى أن الخسائر جراء العاصفة ستصل إلى 25 مليون دولار، ويعتبر الإعصار جايمي من الفئة الثالثة حيث هب صوب الجزيرة، لكن بعدما اصطدام الإعصار بالطبيعة الجبلية لتايوان أبطأ سرعة الرياح إلى 166 كيلومتراً في الساعة بعد وصوله لليابسة، وفقاً للخبير تشاك واتسون، الذي يعمل لدى مؤسسة “إنكي” لأبحاث.
وقالت الحكومة التايوانية: “إن شخصين لقيا حتفهما وأصيب 266 آخرون بسبب الإعصار. وعرضت قنوات التلفزيون التايوانية صورًا لشوارع غمرتها المياه في مختلف المدن والأقاليم” واعتبر الخبراء أن جايمي يُعتبر الإعصار الأكثر شدة منذ حوالي 8 سنوات في تايوان.
التغير المُناخي يزيد من شدة وتواتر الأعاصير
يعتبر التغير المناخي عاملاً رئيسياً في زيادة شدة الأعاصير وتواترها. إذ تلعب درجات حرارة المحيطات المرتفعة دوراً حاسماً في تعزيز قوة الأعاصير، حيث توفر المياه الأكثر دفئاً طاقة إضافية تساهم في تكثيف البخار وتحسين قدرة الأعاصير على النمو والتمدد. كما أن ارتفاع درجات الحرارة يعزز من قدرة الغلاف الجوي على احتواء كميات أكبر من الرطوبة، مما يزيد من شدة الأمطار والفيضانات المرتبطة بالأعاصير.
والتغير المناخي يؤثر أيضاً على أنماط الرياح وضغط الهواء، مما يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في مسارات الأعاصير وتزايد شدتها. بالإضافة إلى ذلك، يسهم ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الأنهار الجليدية في زيادة المخاطر المرتبطة بالأعاصير، حيث يعزز من حدوث الفيضانات الساحلية.
حيث تشير الدراسات إلى أن التغير المناخي قد يؤدي أيضاً إلى زيادة في تواتر الأعاصير الشديدة، مثل تلك التي تصل إلى الفئات 4 و5، مما يزيد من تأثيراتها المدمرة. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي التغيرات البيئية مثل إزالة الغابات والتوسع العمراني إلى تعقيد تأثيرات الأعاصير على المناطق الساحلية والداخلية.