ظاهرة الضباب الصباحي "الشبورة" في شمال مصر : أسبابُها و فوائدها و مخاطرها
موقع"طقس العرب"الإلكتروني-تُعتبر ظاهرة الضباب الصباحي "الشبورة" من أبرز مظاهر الطقس في القسم الشمالي من مصر ، حيثُ يتشكّل هذا الضباب بشكل مُتكرر في ساعات الليل المُتأخرة و الصباح في مناطق الوجه البحري الشمالي و مناطق القاهرة و مُدن قناة السويس و يزداد في فصل الصيف.
آلية تشكُل الشبورة:
تتميز مُعظم مناطق شمال مصر بتضاريسها السهلية المُنسطة و قُربها من مُسطح مائي كبير هو البحر الأبيض المُتوسط، و لذا فإن ذلك يعني سهولة عبور الكُتل الهوائية الرطبة من البحر نحو اليابسة دون وجود أي عوائق تضاريسية كالجبال.
و مع احترار مياه البحر المتوسط تدريجياً مع بداية الصيف، تتبخر المياه من على سطحه الدافئ لتتحول إلى رطوبة في طبقات الجو ، و تتحرك الكُتل الرطبة عادةً بفعل الأنظمة الجوية نحو اليابسة المصرية.
و عند حلول الليل، تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، و يتسارع هذا الانخفاض مع مرور ساعات الليل خاصة في ظل غياب السُحُب عن السماء.
و نظراً لانخفاض درجات الحرارة أثناء الليل فإن الكُتلة الرطبة القادمة من البحر الأبيض المُتوسط تتكاثف لتتحول إلى ضباب "إشعاعي" سُمي بذلك لدور فقدان اليابسة لحرارتها و اطلاقها إلى السماء أثناء الليل في تشكُله،خاصة و أن درجة الندى تكون مُرتفعة نظراً لتشبُع الهواء بالرُطوبة و الذي يدعمه وجود غطاء نباتي كثيف في منطقة دلتا النيل.
و يُساهم هدوء الرياح في ظل غياب المُنخفضات الحركية في توضُع هذا الضباب و بقاءه قرب سطح الأرض لعدّة ساعات.
الفوائد و المخاطر:
و تُعتبر هذه الظاهرة الجوي ذات فوائد عدّة على الطبيعة و البشر في شمال مصر ،حيثُ يساعد تشكُل الضباب على تغذية التُربة الزراعية برطوبة إضافية تُنعش أغلب المحاصيل الزراعية و النباتات.
كما يُساعد وجود الشبورة في تلطيف الاجواء في الفترة الصباحية حيثُ تكون أشعة الشمس خافتة ،مما يساعد في الإبطاء من سُرعة التسخين الشمسي أثناء النهار.
أما أبرز مضار هذه الظاهرة الجوية فيتمثل في الانخفاض الكبير على مدى الرؤية الأفقية بشكلٍ قد يُعيق حركة النقل براّ وجوّاً و بحراً، و هو مُسبب ثانوي لارتفاع نسبة حوادث السير في مصر.