ظاهرة النينو تعود صيف هذا العام، ما هو تاثيرها على الشتاء القادم؟
موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة- من المُنتظر أن تعود ظاهرة النينو للتأثير هذا العام على مياه المحيط الهادىء وتبعاتها المستقبلية المُفترضة على أحوال الطقس في العالم بإذن الله، وذلك بعد غياب طويل منذ الموسم 2010/2009.
لكن ما هي ظاهرة النينو، وكيف تؤثر على أحوال الطقس حول الكرة الأرضية، وما هو التأثير على منطقة بلاد الشام والمملكة؟
تحدث ظاهرة النينو بمُعدّل كل عامين إلى خمسة أعوام، وهي تُمثل إنزياح "شذوذ" درجة الحرارة صعوداً بمقدار يزيد عن نصف درجة مئوية في حرارة المياه الإستوائية شرقي المحيط الهادىء بالقرب من السواحل الشمالية الغربية لقارة أمريكا الجنوبية بالنسبة لفترة مُعينة في السنة ولمدة لا تقل عن ثلاثة شهور.
وترتبط ظاهرة النينو بعلاقة مُباشرة بتوزيع الرياح "التجارية" وما يُرافقها من إضطرابات جوية على مناطق إستوائية ومدارية واسعة حول العالم، فتُسبب الفيضانات في العديد من المناطق الجافة مثل صحاري البيرو في أمريكا الجنوبية أو الجفاف القاسي في مناطق شمال وشرق قارة أستراليا في فصل الصيف الفلكي لديهم (الشتاء في نصف الكرة الأرضية الجنوبي)، وبمُعدّلات إرتباط تفوق الـ85% بتوافر بعض العوامل المساعدة الأخرى.
في حين وعند توجهنا بعيداً عن خط الإستواء شمالاً وجنوباً، يقل تأثير هذه الظاهرة على حالة الطقس ويبتعد أكثر صوب الخريف والشتاء فلكياً (في حال إفتراض إستمرار الظاهرة بالتاثير) وتزداد العوامل الأخرى المُساهمة فيها كذلك لتصبح عشرات العوامل، ومثال ذلك قارة أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا مروراً ببلاد الشام.
وفي دراسة سابقة أجراها كادر التنبؤات الجوية في مركز "طقس العرب" الإقليمي، وجدوا علاقة إحصائية تتمثل بأن المواسم المطرية التي تنشأ بها ظاهرة نينو (متوسطة القوة) والتي تبدأ صيفاً وتطال فصل الشتاء، تكون كميات الأمطار فيها أعلى من المجموع السنوي طويل المدى بعد مشيئة الله وبمُعامل إرتباط يتجاوز الـ65% وهي نسبة مُهمة إحصائياً، ولكن هذه الدراسة تهتم بالمجموع المطري السنوي الموزع على أشهر الشتاء كافة ولا تُبيّن كيفية توزيعه.
ولكن العلاقة ليست بهذه السهولة، حيث تدخل عشرات العوامل المناخية العالمية الأخرى في بناء موسم مطري مُعين في منطقتنا، وهذه العوامل يأخذ بها كادر التنبؤات الجوية في "طقس العرب" في بناء النشرة الموسمية التي تصدر في شهر نوفمبر/تشرين ثانٍ من كل عام.
وتُقسّم منطقة "النينو" إلى أربع مناطق جغرافية متجاورة ذات خطوط عرض مُتغيرة وخط طول ثابت، وترمز إليها الأرقام "1+2" شرقاً و"3" و"3.4" وأخيراً "4" غرباً.
وفي سياق مُتصل، تعتبر ظاهرة "النينا" ظاهرة مُعاكسة للنينو في تعريفها وكذلك في تأثيرتها المباشرة وغير المباشرة عند ثبات العوامل الأخرى عند دراستها.
يُذكر أن العالم كان على موعد مع أعنف ظاهرة "نينو" على الإطلاق في الموسم 1998/1997 والتي أفرزت نتائج كارثية على أحوال الطقس حول العالم، ونتج عنها - بتوافر ظروف مُعينة أخرى- موسمٌ مطري ممتاز في المملكة وهبوب عاصفتين ثلجيتين من العيار الثقيل الأولى كانت في 12-1-1998 والأخرى في 18-3-1998 حيث تبعت الأخيرة منخفضاً جوياً هو الأعمق في السجلات المناخية الأردنية منذ عام 1920.
وتُشير بعض النماذج العالمية وبإحتمالية ضعيفة إلى إحتمالية نشوء "نينو قوية" مع نهاية شهر تشرين أول وصولاً حتى كانون أول/ديسمبر القادم، في حين تُشير مُعظم تلك النماذج إلى إحتمالية وصولها الشدة "المتوسطة" وبنسبة مُرتفعة.