ظاهرة غريبة... نفوق ملايين الأسماك على شواطئ اليابان
طقس العرب - تعرضت الشواطئ في شمال اليابان لظاهرة غير مألوفة حيث جرفت الأمواج آلاف الأطنان من الأسماك الميتة إلى الشاطئ، مثيرةً بذلك التساؤلات حول تأثير إطلاق المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما النووية، بحيث أن هذه الحادثة وقعت بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على بدء البلاد في إطلاق المياه المعالجة في البحر.
وتم جرف سمك السردين وبعض أنواع سمك الماكريل إلى شاطئ هاكوداته في جزيرة هوكايدو الرئيسية في أقصى شمال اليابان، وكانت الأمواج قد أحدثت غطاءً فضيًا يمتد لمسافة تقرب من ميل من الشاطئ، مما أثار قلقًا بيئيًا.
وعلى الرغم من أن المسؤولين لم يتمكنوا حتى الآن من تقديم تفسير رسمي لهذه الظاهرة، إلا أن تاكاشي فوجيوكا، الباحث في معهد هاكوداته لأبحاث مصايد الأسماك، طرح عدة نظريات تفسر ما قد يكون سببًا وراء وفاة الأسماك بشكل جماعي.
ظاهرة غير مألوفة لجرف الأسماك الميتة إلى الشواطئ في اليابان
وفقًا لتصريحاته، يعتقد الباحث تاكاشي فوجيوكا أن الأسماك الميتة التي جرفتها الأمواج إلى الشاطئ في شمال اليابان ربما تكون قد أصيبت بالإرهاق نتيجة لنقص الأكسجين أثناء تنقلها في المياه الضحلة، وقد يكون السبب الآخر هو دخولها فجأة إلى المياه الباردة خلال هجرتها، مما قد يؤدي إلى تعرضها لصدمة.
وقد شهدت عدة مناطق على الساحل الياباني حالات مماثلة سابقًا، ولكن يظهر أن هذه الظاهرة الحالية حدثت بعد ثلاثة أشهر فقط من إعادة اليابان إطلاق المياه المشعة المعالجة إلى البحر، وهذه الخطوة أثارت غضب الدول المجاورة مثل الصين وكوريا الجنوبية، حيث فرضت الصين حظرًا على المأكولات البحرية اليابانية، وانتقدت اليابان بشدة، وصفتها بأنها "أنانية للغاية وغير مسؤولة".
وردًا على هذه الأحداث، حاول المتظاهرون في كوريا الجنوبية دخول السفارة اليابانية في سيول محملين بلافتات تندد بسياسة اليابان، وأكد السكان المحليون في هاكوداتي أنهم لم يشهدوا مثل هذه الحوادث من قبل.
وفيما قام البعض بجمع الأسماك للبيع أو الاستهلاك، حثت البلدة السكان على الامتناع عن تناولها في إعلان نشر عبر موقعها الإلكتروني وفوجيوكا أشار إلى أن تحلل الأسماك يمكن أن يقلل من مستويات الأكسجين في الماء، ويؤثر في البيئة البحرية، وختم تصريحه بتحذير بعدم تناول الأسماك؛ بسبب عدم معرفتهم بشكل قاطع حول ظروف نفوق تلك الأسماك.
تأثيرات الكارثة النووية في فوكوشيما
في مارس/آذار 2011، تعرضت محطة فوكوشيما للطاقة للدمار جراء زلزال مدمر وتسونامي، مما أدى إلى تعطل أنظمة التبريد في المحطة، وتسبب في ذوبان ثلاثة مفاعلات.
حاليًا، يتم تصريف المياه المشعة عبر نفق تحت البحر، حيث يتم معالجتها باستخدام نظام متقدم لمعالجة السوائل، ويعتمد هذا النظام على عملية تسمى "التخفيف النظائري" لتقليل مستوى الخطر، ويتم ذلك عن طريق إضافة التريتيوم - الذي يعتبر نظيرًا مشعًا ذا تأثير أقل - إلى المياه الملوثة ومن ثم خلطها بـ"مياه البحر النظيفة"، مما يقلل من تركيز المواد الضارة.
تأكد المسؤولون اليابانيون من سلامة المياه المعالجة، لكن النقاد يشيرون إلى نقص البيانات طويلة المدى، مما يجعل من الصعب التأكيد بثقة على أن التريتيوم لا يشكل تهديدًا للصحة البشرية أو للبيئة البحرية.
وأفادت منظمة السلام الأخضر بأن المخاطر الإشعاعية لم يتم تقييمها بشكل كامل، وأن التأثيرات البيولوجية للتريتيوم تم تجاهلها، ولم تتلقَ التقييم اللازم.
اقرأ أيضا:
شاهد بالصور كيف يؤثر ارتفاع منسوب مياه المحيطات والتغير المناخي على دبي وبعض المدن الأخرى
رجل فيتنامي يعيش باعواد طعام مغروزة برأسه لمدة 5 أشهر
المصادر: