عاصفة ديسمبر الثلجية بداية الموسم كانت مثل سراب الصحراء الخادع
موقع ArabiaWeather.com- يُعتبر السراب أحد أبرز مظاهر الخداع البصري و أكثرها إيلاماً،حيثُ تبدو به الأشياء أقرب مما هي عليه في الحقيقة، و حينها ترى مُسافري الصحراء يلحقون في الأفق واحةً خضراء مليئة بالمياه دون ان يصلوا إليها أبداً.
و ما أكثر الشبه ما بين سراب الصحراء وواقع الموسم المطري في الأردن لهذا العام،حيثُ أوهمت العاصفة الثلجية في أواسط ديسمبر كُل ما على الأرض من بشر و شجر و حجر بأن الموسم هذا سيكون كاملاً مُتكاملاً ، و أن مُراد الأراضي الزراعية قدّ تحقق لأولّ مرّة منذ مواسم طويلة.
و الآن و قد بانت حقيقة الموسم المطري الحالي، تبدو آثار العاصفة الثلجية و كأنها لم تكُن أبداً، فمن كان يتخيّل أنّ يمُر 57 يوماً (حتى تاريخ كتابة هذا المقال 10-2-2014) دون أي يوم ماطر تتجاوز به كمية الهُطول 2 ملم في أغلب المناطق الزراعية في المملكة، و هي جميعها من أيّام فصل الشتاء، فصل الامطار و المنخفضات الذي تعتمد عليه البلاد اعتماداً كُلياً.
أشجار الأردن الآن بدأت تستيقظ من فترة السُبات في المربعانية، و الأرض تُعاني من قلّة الرُطوبة بشكل لافت، في وقت ظهر فيه الغطاء البناتي العُشبي و الرعوي على استحياء و هو ما يُهدد النشاط الفلّاحي و الرعوي في الأردن،حيثُ يضطر المُزارعون لشراء المياه على حسابهم الخاص لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من المحصول، كما سيضطر مُربو الماشية إلى شراء العلف المُكلف للحفاظ على ماشيتهم من العطش و الجوع.
كادر التنبؤات الجوية في مركز طقس العرب الإقليمي للأرصاد و التنبؤات الجويّة يتوقع تغيُراً بإذن الله في الأنظمة الجويّة في الثلث الأخير من الشهر يتمثّل بقدرة المُنخفضات الجوية على التوغُل إلى المنطقة مُجدداً ، و ذلك على الرُغم من مرور حالة جويّة الأسبوع القادم لا يُعوّل عليها الكثير في تعويض ما فات من انحباس الامطار.