عام 2024 قد يكون الأسوأ .. المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقرع ناقوس الخطر
طقس العرب - ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في بيان لها يوم الثلاثاء أن عام 2023 شهد تحطيم جميع الأرقام القياسية الرئيسية للمناخ العالمي، ومن المتوقع أن يكون عام 2024 أكثر سوءًا، خاصة فيما يتعلق بارتفاع حرارة المحيطات وانخفاض مساحات الجليد البحري.
ووفقًا لتقرير الوكالة الجوية التابعة للأمم المتحدة، ارتفع متوسط درجات الحرارة إلى أعلى مستوى له منذ 174 عامًا، حيث بلغت زيادة درجة الحرارة 1.45 درجة مئوية فوق مستويات القبل الثورة الصناعية. وأشار التقرير إلى أن هذا الارتفاع تسبب في موجات حرارة شديدة، وفيضانات، وجفاف، وحرائق غابات، وأعاصير استوائية مدمرة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع والفوضى، وأحدث تغييرات جذرية في حياة الملايين، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات.
تسارع التغيرات المناخية
ووفقاً لتقرير المنظمة، ارتفعت درجات حرارة المحيطات إلى أعلى مستوياتها منذ 65 عامًا، حيث شهدت أكثر من 90% من البحار موجات حرارة خلال عام 2023، مما أثر سلباً على النظم الغذائية.
وفيما يتعلق بالموضوع، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن جميع المؤشرات الرئيسية تطلق إشارات الإنذار، مشيراً إلى تسارع التغيرات المناخية.
وصرحت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليست ساولو، التي تولت المنصب في يناير، بأن المنظمة تطلق حالة التأهب القصوى، مشيرةً إلى أن ما شهدناه في عام 2023، وخاصة حالة الدفء الغير مسبوقة للمحيطات وتراجع الأنهار الجليدية وفقدان الجليد البحري في القطب الجنوبي، يستدعي القلق الشديد.
وتميزت مساحة الجليد البحري في القطب الجنوبي بأنها الأدنى على الإطلاق، حيث بلغ الحد الأقصى في نهاية الشتاء مليون كيلومتر مربع أقل من العام السابق، وهو ما يعادل مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين، وفقاً للتقرير.
وأشار التقرير إلى أن حرارة المحيطات ارتفعت بشكل ملحوظ في شمال المحيط الأطلسي، حيث وصل متوسط درجات الحرارة إلى ثلاث درجات مئوية فوق المعدل في نهاية عام 2023. وتؤثر ارتفاع درجات حرارة المحيطات في هذه المنطقة على النظم البيئية البحرية الحساسة، حيث هربت العديد من أنواع الأسماك شمالاً بحثاً عن مياه أكثر برودة.
وعانت مجموعة الأنهار الجليدية المرجعية حول العالم من أكبر فقدان للجليد على الإطلاق منذ عام 1950، وذلك بفعل الذوبان الشديد في مناطق غرب أميركا الشمالية وأوروبا، وفقاً للتقرير.
وقالت ساولو إن أزمة المناخ هي التحدي الأكبر الذي تواجهه البشرية، «وتتشابك بشكل وثيق مع أزمة عدم المساواة، كما يتضح من تزايد انعدام الأمن الغذائي ونزوح السكان، وفقدان التنوع البيولوجي».
زيادة انعدام الأمن الغذائي
ووفقًا للتقرير، فقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء العالم من 149 مليون شخص قبل جائحة كوفيد-19 إلى حوالي 333 مليون شخص في عام 2023. ورغم أن الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة قد لا تكون السبب الجذري لذلك، إلا أنها كانت عوامل مساعدة.
وفيما يتعلق بالموضوع، استمرت مخاطر الطقس في زيادة نزوح السكان حول العالم في عام 2023، مما يظهر كيف أن الصدمات المناخية تقوض القدرة على التحمل وتخلق مخاطر حماية جديدة بين السكان الأكثر عُرضة للمخاطر.
الطاقة المتجددة
ومع ذلك، يشير التقرير إلى وجود بصيص من الأمل، حيث يلاحظ أن توليد الطاقة المتجددة، والذي يتم بشكل رئيسي عن طريق الطاقة الشمسية والرياح والمائية، قفز إلى الصدارة في العمل المناخي بفضل قدرته على تحقيق أهداف إزالة الكربون.
وفقًا للتقرير، فقد ارتفعت الطاقة المتجددة بنسبة تقدر بحوالي 50 في المئة في عام 2023 مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 510 غيغاواط، وهو أعلى معدل زيادة خلال العقدين الماضيين.
المؤتمر الوزاري للمناخ في كوبنهاغن
من المقرر هذا الأسبوع أن يجتمع قادة ووزراء المناخ من جميع أنحاء العالم للمرة الأولى منذ مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي أقيم في دبي العام الماضي. سيعقد هذا الاجتماع في المؤتمر الوزاري للمناخ في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن يومي 21 و22 مارس، بهدف تسريع العمل المناخي.
من بين الأولويات المقررة في الاجتماع هو تعزيز المساهمات المحددة وطنياً قبل الموعد النهائي في فبراير من عام 2025، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاق طموح بشأن التمويل في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب 29) لتحويل الخطط الوطنية إلى عمل.
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الأذربيجانية باكو مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 29) في نوفمبر من العام الحالي.
إقرأ أيضًا:
اليوم العالمي للأرصاد الجوية 2024 تحت شعار "في طليعة العمل المناخي"