خوفا من نهاية الحياة على الأرض ..علماء يخططون لارسال عينات جينات لأكثر من 6 مليون كائن حي إلى القمر

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2021/03/16

طقس العرب - اقترحت مجموعة من العلماء تخزين عينات من الحمض النووي لأكثر من 6 ملايين نوع من الكائنات الحية الموجودة على الأرض، وإرسالها إلى القمر للاحتفاظ بها هناك، وذلك لضمان بقاء الجينات لملايين الأنواع من الحيوانات والنباتات الموجودة على الأرض، لكن ما الذي يخشى العلماء حدوثه على الأرض؟ وكيف تتم عملية تخزين الجينات على القمر؟

 

مما يخشى العلماء حتى ابتكروا هذا المشروع؟

يعتقد العلماء أن هذا المشروع يمكن أن يحمي الحياة البرية على كوكبنا ضد أي من سيناريوهات نهاية العالم سواء كانت ناتجة عن أسباب طبيعية أو أسباب بشرية، مثل:

- ثوران بركاني خارق

- حرب نووية عالمية

- اصطدام كويكب

- جائحة وبائية

- تسارع تغير المناخ

- عاصفة شمسية عالمية

- جفاف عالمي

بحيث يتم إخفاء بنك الجينات هذا مبرداً في الأنفاق المجوفة والكهوف التي نحتتها الحمم البركانية منذ أكثر من 3 مليارات عام على سطح القمر، وسيتم تزويد المبردات بالطاقة بواسطة الألواح الشمسية المنتجة للطاقة الكهربائية.  

 

مشروع "سفينة القمر" لتخزين الجينات على القمر

قدم العلماء خطط مشروع "سفينة القمر" (Lunar Ark) الخاصة بهم في مؤتمر IEEE للفضاء، الذي عقد هذا العام بسبب جائحة كورونا، حيث سيتم في المشروع تخزين حيوانات منوية وبويضات وبذور نياتات محفوظة بالتبريد، أي المادة الجينية لجميع أنواع النباتات والحيوانات والفطريات المعروفة على الأرض والبالغ عددها 6.7 مليون نوع، الأمر الذي يتطلب ما لا يقل عن 250 إطلاقًا للصواريخ حتى يتم نقلها إلى القمر.

 

وبالرغم من إنه لا توجد كل التكنولوجيا اللازمة لهذا المشروع الطموح حتى الآن، لكن الباحثين يعتقدون أنه يمكن بناؤه بشكل فعلي في غضون الثلاثين عامًا القادمة.

 

الهدف من المشروع

بيّن العلماء أن الدافع الرئيسي وراء مشروع "السفينة القمرية" هو إنشاء مكان تخزين آمن للتنوع البيولوجي خارج الأرض، يشبه الأمر نسخ صورك ومستنداتك من جهاز الكمبيوتر الخاص بك إلى محرك أقراص ثابت منفصل، بحيث يكون لديك نسخة احتياطية في حالة حدوث أي خطأ.

 

ويعتبر إنشاء نسخ احتياطية وراثية للحفاظ على التنوع البيولوجي ليس أمراً جديداً، إذ يحتوي صدع سفالبارد العالمي للبذور (The Svalbard Global Seed Vault)، الواقع داخل الدائرة القطبية الشمالية في النرويج، على عينات وراثية لأنواع نباتية من جميع أنحاء العالم، وقد تم استخدامه بالفعل لإعادة إدخال بعض النباتات إلى البرية، ومع ذلك، لا يزال هذا القبو معرضًا لخطر التدمير بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر أو اصطدام كويكب.

 

لذلك يرى الباحثون إنه فقط من خلال تخزين البيانات الجينية في مكان آخر في النظام الشمسي يمكننا ضمان نجاتها من أي تهديدات وجودية على الأرض.

 

لماذا تم اختيار القمر؟

كان القمر هو الخيار الأفضل للمشروع لسبب رئيسي، هو أن الرحلة إلى القمر تستغرق أربعة أيام فقط من الأرض، مما يعني أن نقل العينات أسهل بكثير من نقلها إلى المريخ، وبناء مخزن للجينات في مدار حول الأرض ليس آمنًا بدرجة كافية أيضًا بسبب عدم استقرار المدار.

 

وهناك فائدة أخرى لبناء المشروع على القمر وهي أنه يمكن إخفاؤه بأمان في أنفاق أو فجوات الحمم بركانية، إذ تشكلت هذه الكهوف والأنفاق المجوفة تحت السطح خلال بداية نشأة القمر، وظلت على حالها منذ ذلك الحين، لذلك ستحمي هذه الفجوات مخازن الجينات من ضربات النيازك والإشعاع الذي يمكن أن يدمر الحمض النووي، كما تم اقتراح قنوات أنفاق الحمم البركانية أيضًا كأماكن ممتازة لبناء مدن قمرية لحضارة بشرية على القمر.

(توضح الصورة التصميم الأساسي لمشروع "السفينة القمرية" مع وحدات تخزين مبردة مخبأة في أنابيب الحمم البركانية التي تعمل بالطاقة الناتجة من الألواح الشمسية المثبتة فوقها على السطح)

 

 

مراحل بناء المشروع

ويقترح الباحثون أولاً تفحص هذه الأنفاق باستخدام روبوتات خاصة قادرة على استكشاف الكهوف والأنفاق بشكل مستقل، وتكون قادرة على التنقل في الجاذبية المنخفضة للقمر، ورسم خرائط للأنفاق باستخدام الكاميرات ورادار (LIDAR) الذي يستخدم ضوء الليزر النابض لقياس المسافات، وبمجرد تحديد الروبوتات لأنفاق الحمم البركانية المناسبة، يمكن أن تبدأ مرحلة بناء المشروع.

 

وسيتضمن مشروع "السفينة القمرية" المقترح قسمين رئيسيين فوق السطح وتحته، في القسم الذي تحت السطح، سيتم حفظ العينات في وحدات التخزين المبردة داخل أنفاق الحمم البركانية التي سيتم توصيلها بالسطح بواسطة المصاعد.

أما القسم الذي على السطح، سيحتوي مجموعة الاتصالات والألواح الشمسية، لتبقى العينات محفوظة بمكان مستقل، كما سيسمح هذا بقفل المكان والحفاظ على الهواء للزوار من البشر.

 

(صورة للتصميم من بدون سقف النفق)

 

 

حل لمشكلة الظروف الباردة

من أجل الحفاظ على العينات مبردة، يجب تخزينها في درجات حرارة منخفضة للغاية تتراوح بين ( 180 إلى 196 درجة مئوية تحت الصفر)، هذا يعني أنه سيكون من غير العملي استخدام البشر لفرز واسترجاع العينات من وحدات التخزين بالتبريد، بدلاً من ذلك، يجب أن تقوم الروبوتات بهذا العمل.

 

ولكن في مثل درجات الحرارة المنخفضة هذه، ستتجمد الروبوتات، حيث تندمج المعادن معًا عند درجات الحرارة المتجمدة، والحل وفقًا للباحثين هو توظيف تقنية تستخدم مواد فائقة التوصيل للتحكم بالأشياء عن بعد تحت تأثير مجال مغناطيسي، إذ يمكن تثبيت الأشياء على مسافة مع بعضها البعض، بحيث يمكن تحريك الروبوتات دون أن تلامس الأجزاء الباردة.

 

يرى الباحثون أن المشروع سيكون ممكناً ضمن إطار زمني مدته 30 عامًا، ولكن يمكن القيام به بشكل أسرع إذا واجهت البشرية أزمة وجودية وشيكة.

 



تصفح على الموقع الرسمي



هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟ظاهرة فلكية بديعة في السماء بالتزامن مع بدء فصل الشتاءمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟