علمياً: أسباب حدوث موجات الحر في صيف شبه الجزيرة العربية و ارتفاع درجات الحراة إلى مطلع الخمسينيات مئوي
طقس العرب - تتأثر شبه الجزيرة العربية بموجات حارة خلال فصل الصيف و هو جزء من مناخها المعتاد، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مُستويات تتجاوز حاجز الـ 50 درجة مئوية في أجزاء من العراق و الكويت و صحاري الإمارات و عُمان بالإضافة إلى المملكة السعودية بما فيها مكة المكرمة و مدينة جدة. و تتشابه أسباب تشكل موجات الحر في أنحاء العالم، إلا أن للمناخ الصحراوي بشكلٍ عام و مناخ شبه الجزيرة العربية بشكلٍ خاص خصوصية تتمحور حول الآلية (الفيزيائية و الأرصادية و الكيميائية) خلف تشكل موجات الحر في أرجائها.
و يُمكن تلخيص أهم الأسباب التي تُسبب حدوث موجات الحر في صيف شبه الجزيرة:
أولاً: الاشعاع الشمسي
الشمس هي المصدر الأول للطاقة و هي المزود الحراري لكوكب الأرض، و مما لا شك فيه بأن السبب الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة في صيف شبه الجزيرة العربية هو تعامد أشعة الشمس على نصف الكرة الشمالي، و زيادة معدلات سطوع الشمس و طول النهار.
ثانياً: المرتفع الجوي شبه المداري
يُساهم المُرتفع الجوي شبه المداري في حدوث ما يُعرف بظاهرة "القبّة الحرارية" (Heat Dome) و التي من شأنها أن تزيد من التيارات الغارقة - حيث تضغط الهواء في طبقات الجو المنخفضة مُسببة إرتفاع في درجات الحرارة.
ثالثاً: المُنخفضات السطحية الحرارية
أما المُنخفضات الحرارية فيرتبط تشكلها إرتباطاً وثيقاً - بالإشعاع الشمسي و الصحاري الجافة - عبر عملية تُعرف أرصادياً بـِ (Conduction) حيثُ تقوم اليابسة بتسخين الطبقة القريبة منها و تحدث عملية طفو في منطقة ضيقة عمودياً. و تساهم المنخفضات الحرارية بارتفاع درجات الحرارة (كعامل ثانوي) في مناطق عديد من شرق شه الجزيرة العربية.
رابعاً: تضاريس شرق الجزيرة العربية
الطبيعة التضاريسية، فالمنطقة المتدة من العراق شمالاً نزولا لحوض الخليج العربي و وصلا للربع الخالي، هي منطقة منخفضة و قريبة من مستوى سطح البحر، لذلك هي مسرح لنشاط المنخفضات الحرارية و بالتالي تستحوذ على الحرارة العالية.