علمياً | لماذا تعتبر الحالة الجوية القادمة حالة من عدم الاستقرار الجوي وليس منخفض جوي
طقس العرب - تتأثر المملكة اعتبارا من يوم الجمعة 19-11-2021 و حتى مساء الأحد 21-11-2021 بحالة من عدم الاستقرار الجوي تتسبب في حدوث تقلبات جوية من ضمنها فرص هطول زخات رعدية من المطر في مناطق عشوائية، قد يكون بعض منها غزير في بعض النطاقات الجغرافية الضيقة مما قد يتسبب بجريان الاودية و ربما السيول المفاجئة.
و يعود السبب العلمي بأن المختصون في مركز طقس العرب اعتبر الحالة الجوية المقبلة "حالة من عدم الاستقرار الجوي" في تأثيرها على الأردن بالرغم من ان هناك أيضا منخفضاً جويا في شرق البحر الابيض المُتوسط هو أن انحدار كتلة هوائية باردة و رطبة في طبقات الجو العليا نحو منطقة شرق البحر الابيض المتوسط و بلاد الشام يستثير منخفض البحر الأحمر بالتمدد نحو الشمال فتتولد معه حالة من عدم الاستقرار الجوي تؤثر على الأردن و أجزاء من شمال السعودية بالاضافة الى بادية الشام، أي أن النظام المؤثر على الأردن سيكون نظام فرعي ناتج عن التقاء امتداد منخفض البحر الاحمر و تصادفه مع تواجد الكتلة الهوائية الباردة، في حين هناك أيضا منخفض جوي سطحي يتشكل في شرقي البحر الابيض المتوسط (و هو أيضاً مرتبط مع منخفض البحر الاحمر)، ولكنه يتمركز بعيدا عن المملكة، ولا يؤثر على الأردن بشكل مباشر. و تُسمى هذه الحالة الجوية في علم الأرصاد الجوية بالحالة المُركبة او حالة مُركبّة الخصائص و هي جزء من مناخ المملكة حيث تتأثر الأردن بمثل هذه الحالات بشكل متكرر.
ويؤكد هذا الافتراض العلمي أيضا استشعار المُحاكاة العددية للهطولات المطرية المتوقعة خلال الثلاثة ايام القادمة، حيث تُشير بأن الهطولات في الأردن تتسم بالعشوائية وعدم الانتظام الجغرافي في هطول الأمطار التي ستكون أيضاً رعدية، و هذا لا يمنع ان تكون بعض المناطق معرضة لامطار غزيرة و تساقط البرد لبعض الأوقات الأمر الذي يزيد من احتمالية جريان الأودية و الشعاب و رُبما تشكل السيول المفاجئة.
كما تشير نفس المحاكاة العددية بأن الهطولات المطرية لا تتسم بالاستمرارية المتواصلة كما هو حاصل بالمنخفضات الجوية، بل سيكون الطقس متقلب جدا ما بين وقت و آخر و منطقة و أخرى.
وتكمن أهمية تحديد النظام الجوي المُتوقع كون التعامل من قبل الناس و الجهات المختلفة يختلف ما بين المنخفضات الجوية وحالات عدم الاستقرار الجوي. ففي مثلا حالات عدم الاستقرار الجوي فيستوجب على الجميع الانتباه و الاستعداد من مخاطر الامطار المحلية الغزيرة و السيول المفاجئة التي تأتي مع تقلب الطقس المفاجئ، لذا ندعو الجميع بتجنب الرحلات و التواجد في بطون الأودية و المناطق المنخفضة.
وفي النهاية، مهما تعددت الاسباب و التفسيرات فإننا ندعو الله ان يسقنا الغيث و لا يجعلنا من القانطين فنحن في أمس الحاجة لاية هطولات مطرية في ظل الانقطاع المطري الحاصل في مناطقنا.
والله أعلم.