فلسطين | سهل صانور يتحول لبحيرة بفعل مياه الأمطار

طقس العرب - جنوب مدينة جنين، في الجزء الجنوبي من الضفة الغربية، يتوسط مرج صانور، ثالث أكبر مرج زراعي في فلسطين، مساحته تتراوح بين 14 إلى 18 ألف دونم، وفي فصل الشتاء، وخاصة في الفترات التي تشهد هطول أمطار غزيرة، يتحول هذا المكان الخصب إلى بحيرة تجذب مئات المواطنين من مختلف المحافظات.

حيث يتمتع الزوار بلحظات استثنائية، يلتقطون فيها الصور التذكارية، ويستمتعون بالمناظر الطبيعية الخلابة، وذلك خاصةً لأولئك الذين يعيشون بعيدًا عن البحر، ويصعب عليهم الوصول إلى السواحل الفلسطينية المحتلة، التي تبعد عن مدينة جنين ببضعة كيلومترات.

ومع ذلك، تُظهر هذه البحيرة، في بعض الأحيان، جوانب سلبية، فالمياه التي تملأ مرج صانور تُعبر عن شدة الأمطار، لكنها في الوقت ذاته تسبب مشاكل كبيرة للمزارعين المحليين، حيث يواجهون صعوبات في زراعة أراضيهم وإدارتها.

 

 

بحيرة صانور... وجهة سياحية محببة للفلسطينيين

عند زيارتك للمنطقة، ستشاهد على الشارع الرئيس الممتد على طوله مئات المواطنين القادمين من مناطق مختلفة، يتوافدون للاستمتاع بجمالية "بحيرة صانور" كما يطلق عليها الكثيرون حيث يتحول المكان إلى مقصد سياحي محبب للزوار، حيث تنتشر عربات الباعة المتجولين، بينها من يبيع الترمس والفول وآخرين يقدمون المشروبات الساخنة والمأكولات السريعة.

ومن الجدير بالذكر أن أسباب تشكل البحيرة تعود إلى طبيعة الأرض المنخفضة وتكوينها الكارستي الذي لا يستوعب كميات كبيرة من المياه.

 

مرج صانور... مزيج بين الجمال والإزعاج لأصحاب الأراضي الزراعية

مشهد "بحيرة صانور" يبعث على السعادة والهدوء للكثيرين، ولكنه في الوقت ذاته يثير القلق والإزعاج لأصحاب الأراضي في المنطقة، ورغم أن مرج صانور يُعتبر من أخصب الأراضي السهلية، إلا أنه لا يُستفاد منه خلال الموسمين الشتوي والصيفي كما ينبغي.

أحد المزارعين في المنطقة، يشير إلى كيف كان السهل يزرع فيه البقوليات والحبوب والخضروات، لكن منذ أكثر من عشرين عاماً، أصبحت الزراعة فيه أمراً مستحيلاً والمشكلة تتمثل في أن المياه تغمر المحاصيل وتُدمرها، مما يؤدي إلى خسائر فادحة للمزارعين.

 

بحيرة صانور تظل رمزاً للجمال الطبيعي والثقافي في فلسطين، حيث تجمع بين سحر الطبيعة ومشاهد الهدوء والسكينة ومع ذلك، يجب أن لا ننسى أنها أيضاً تمثل تحديات حقيقية لأصحاب الأراضي والمزارعين في المنطقة، الذين يواجهون صعوبات في استغلالها بشكل كامل لزراعة المحاصيل.

بذلك، نأمل أن تظل بحيرة صانور مكاناً مميزاً يستمتع به السكان المحليون والزوار على حد سواء، وأن يتمكن أصحاب الأراضي من استغلالها بشكل مستدام ومفيد لمجتمعهم وللبيئة.

 

اقرأ أيضا:

رموز فلسطين...دلالات عناصر الكوفية

ما هي أيام "بذرة الست"؟ وما علاقتها ببداية شهر فبراير؟

 

---

المصادر:

khabar24

palinfo