فنون الطبيعة والبشر في محمية طاسيلي ناجر بالجزائر

موقع ArabiaWeather.com- إسماعيل قاسمي- طاسيلي ناجر.. هضبة صخرية واسعة المساحة ترتفع فوق الرمال المحيطة بها وتتقاطع فيها الوديان بشكل مذهل، وهي غنية بتاريخها الجيولوجي والبشري ومخلفات الآثار القديمة والنقوش الصخرية، ما جعلها واحدة من أجمل مواقع التراث العالمي المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو.

 

تغطي محمية طاسيلي ناجر الوطنية 72 ألف كيلومترًا مربعًا في جنوب شرق الجزائر، لتشكل بذلك جزءًا كبيرًا من الصحراء الشاسعة، وتتميز الحديقة الوطنية بمناخ جاف تمامًا مع قلة هطول الأمطار والتي لا تنسجم مع الكثبان الصحراوية دون شك.

 

هناك أنواع مختلفة من أنواع الصخور وجيولوجيا معقدة في طاسيلي ناجر، حيث تتألف الهضبة من صخور رملية حول كتلة من الجرانيت يرجع تاريخها إلى العصر ما قبل الكمبري، فعلى مدى مليارات السنين، ساهمت المناخات الرطبة والجافة في تشكيل هذه الصخور بطرق متعددة.

 

تتقاطع الوديان العميقة والمنحدرات الصغيرة في الجزء الشمالي من الهضبة، وقد تشكلت من مخلفات الأنهار القديمة التي تدفقت مرة واحدة على الهضبة من البحيرات التي كانت موجودة في الصحراء، وأصبحت اليوم صورة الرياح وهي تتلاعب برمال الكثبان بين هذه الصخور مشهدًا رائعًا. وفي الفترات الأكثر جفافًا، تآكلت الصخور الرملية بفعل الرياح وهو ما أدى إلى تشكيل "الغابات الحجرية" والأقواس الطبيعية.

 

كما ساهم البشر أيضًا بإضافة لمساتهم على الصخور الموجودة في تاسيلي ناجر، لذلك فقد أدرجت الحديقة كمعلمي طبيعي وثقافي ضمن التراث العالمي، وقد  تم تحديد حوالي 15 ألفاً من النقوش والرسومات التي تعود لأكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد.

 

تركت الشعوب المتعاقبة العديد من البقايا الأثرية والمساكن وتلال المدافن التي خلفت عددًا وافرًا من الحجارة والسيراميك، ومع ذلك فإن الفن الصخري المتمثل في النقوش واللوحات المرسومة هو ما جعل تاسيلي ناجر شهيرة عالمياً اعتبارًا من عام 1933 تاريخ اكتشاف هذا المكان.

 

أفضل وقت للزيارة

كما هو معلوم، يجب أن تتجنب زيارة الصحراء الكبرى خلال أشهر الصيف، ويبدأ الموسوم السياحي الصحراوي في الجزائر من شهر سبتمبر حتى مايو، ولكن لضمان طقس أفضل يستحسن القيام بزيارة بين نوفمبر وأبريل، وتشهد عطلة نهاية السنة توافدًا أكبر للسياح.