فوهة الوعبة..أحد المناظر المذهلة في صحراء السعودية
طقس العرب - تُعد فوهة الوعبة إحدى عجائب الطبيعية المدهشة التي تشكلت في صحراء المملكة العربية السعودية، وهي فجوة واسعة في قلبها بحيرة غامضة، والتي قد يهيأ لك مظهرها أن نيزكاً ما سقط بالمنطقة، لكن الأمر ليس كذلك!
ما هي فوهة الوعبة؟
فوّهة الوَعَبة، أو كما تسمى محلياً "مَقْلع طِمِيّة"، هي حفرة عميقة في الأرض بقطر دائري يبلغ (3) كيلومترات وبعمق (380) مترا، وهي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط.
يقع في وسط الفوهة بحيرة يكسوها طبقة ملحية بيضاء اللون تتكون من بلورات فوسفات الصوديوم البيضاء التي تخلق قشرة متلألئة مرئية من السماء، ويعتقد أن سبب تكون البحيرة المالحة يرجع إلى أن مياه الأمطار تتجمع في قاع الفوهة مكونة بحيرة صغيرة ضحلة لا تتسرب إلى باطن الأرض.
كيف تشكلت فوهة الوعبة؟
كان يُعتقد أن الفجوة تشكلت بفعل اصطدام أحد النيازك بالأرض، لكن الأبحاث التي أجراها علماء الجيولوجيا في ستينيات القرن الماضي كشفت أن الوعبة كانت فوهة بركانية. وهذه الفجوات الضحلة نتيجة للانفجارات البركانية التي تحدث عند تلامس المياه الجوفية مع الحمم الساخنة.
موقعها
تقع الفوهة البركانية على الحافة الغربية لهضبة البازلت بحفر كشب، وتبعد حوالي 250 كلم، وتقع على بعد ساعتين بالسيارة شمال الطائف، أو حوالي أربع ساعات بالسيارة من جدة. توفر المناظر الطبيعية الشبيهة بالقمر تجربة من عالم آخر لأولئك الذين يأتون لتسلقها - مع إطلالات رائعة على الصحراء من حافة الفوهة.
تضاريسها
عند النزول مسافة 15 متر من سطح الأرض يُلاحظ وجود العديد من أشجار النخيل والنباتات التي تنمو على عيون ماء صغيرة، وعند النزول أسفل الحفرة تجد القليل من الأعشاب الصحراوية وشجر الأراك التي تختفي كلما اتجهت وسط الحفرة، التي هي عبارة عن أرضية يغطيها الملح مشكلاً لونا أبيض يمكن أن يُرى بشكل واضح من أعلى الفوهة.
أسطورة فوهة الوعبة
لدى السكان المحليين أسطورتهم الخاصة عن نشأة فوهة الوعبة، حيث تقول الرواية أن المنطقة كانت تضمن جبلين، وهما طمية وقطن. وفي إحدى الليالي، حدث وميض برق أضاء جبل قطن ليضفي عليه جمالًا، فوقعت طمية في حبه وتعهدت بالتحرك لتكون أقرب إلى حبيبها. ولكن قبل أن تتمكن من الوصول إليه، أصبح ابن عمها شليمان يشعر بالغيرة وأطلق عليها سهمًا، مما أدى إلى سقوطها على الأرض. عندئذ تشكلت الفجوة بسقوطها.
كيفية زيارة فوهة الوعبة البركانية
الطريق المؤدي إلى فوهة الوعبة معبد، لذا لا يلزم استخدام سيارة دفع رباعي – ويوجد في الموقع موقف للسيارات.
بالنسبة للزوار الذين يرغبون بالنزول إلى قاعدة الفجوة المكسوة بالملح، هناك مسار حاد مع درج محفور في الصخر يجب اتباعه. حتى في فصل الشتاء، تأكد من جلب الكثير من الماء والأحذية المخصصة للمشي لمسافات طويلة، ولا تتوقع وجود تغطية لشبكات الهواتف المحمولة في هذه المنطقة.
من الأفضل القيام بالرحلة في وقت مبكر أو متأخر خلال النهار، وأيضًا خلال أشهر الشتاء الباردة، حيث يشهد فصل الصيف هنا درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، مما يجعل النزول لمدة 45 دقيقة والصعود لمدة 90 دقيقة تحد بشكل أكبر.
بالنسبة لأولئك الذين ينزلون، المشي في محيط الفوهة يستغرق ما يصل إلى ثلاث ساعات. وأيضًا حقول الحمم البركانية القريبة التي تبعد 10 دقائق بالسيارة تستحق الزيارة.
على الرغم من عدم وجود منطقة مخصصة للتخييم، فإن التخييم ممكن لليلة واحدة، فهدوء الصحراء وخلوها من التلوث الضوئي يجعل الوعبة مكانًا مثاليًا لمشاهدة النجوم.